إنشاء وحدات صحية ومدارس وتحسين خدمة المياه.. محطات مهمة ل حياة كريمة بالجيزة    تركيا تعلن رفع العقوبات الأمريكية عن أنقرة المفروضة بسبب شراء "إس-400" الروسية    ألبانيا أول منتخب أوروبي يحجز مقعده في ملحق مونديال 2026    حملة مكبرة لإزالة الإشغالات والتعديات بالشوارع والالتزام بإعلان الأسعار في مرسى علم    رئيس هيئة المتحف الكبير: لا صحة لشائعات منع المصريين.. والزيارة بنظام التوقيتات للجميع    رئيس البورصة: تحديد 5% حد أدنى للاستثمار في الصناديق المفتوحة يزيد من السيولة    هالة فاخر تشعل تريند جوجل بعد ظهورها الصريح مع ياسمين عز وحديثها عن كواليس مشوارها الفني    أمين اتحاد الغرف التجارية: الوفرة والمنافسة تدفعان لاستقرار الأسعار.. وتوقعات بالانخفاض    أسعار الدواجن والبيض في الأسواق اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    استشهاد شاب برصاص الاحتلال فى مخيم عسكر بالضفة الغربية    فيلم شكوى 713317 معالجة درامية هادئة حول تعقيدات العلاقات الإنسانية    رئيس قصور الثقافة يتابع حالة طلاب أسوان المصابين في حادث طريق إسنا    حبس المتهم بسرقة المتاجر في النزهة    رئيس هيئة قصور الثقافة يزور الطلاب المصابين في حادث طريق إسنا بمستشفى طيبة (صور)    وزير الصحة ينفي شائعات نقص الأنسولين: لدينا 3 مصانع واحتياطي استراتيجي يكفي 4 أشهر    رئيس قناة السويس: ارتفاع العائدات 20%.. وتوقعات بقفزة 50% في 2026    حامد حمدان يفضل الأهلي على الزمالك والراتب يحسم وجهته    طقس خريفي مستقر وتحذيرات من الشبورة الكثيفة صباحًا.. الأرصاد تعلن تفاصيل حالة الجو الأحد 16 نوفمبر 2025    "دولة التلاوة".. برنامج قرآني يتصدر الترند ويُحيي أصالة الصوت المصري    وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية تستضيف وفدًا من قيادات مجموعة ستاندرد بنك    خالد عبد الغفار: مصر تحقق نجاحات كبيرة جدًا على المستوى الدولي    وزير الصحة: متوسط عمر المصريين زاد 20 عاما منذ الستينيات.. وكل دولار ننفقه على الوقاية يوفر من 3 ل 7 دولارات    دعاية يتبناها الأذرع: "أوبزرفر" و"بي بي سي" و"فورين بوليسي" نماذج لإعلام "إخواني" يهاجم تدخل الإمارات في السودان!    الاحتلال الإسرائيلي يحدد موعد لمحاكمة إمام الأقصى بتهمة التحريض على الإرهاب    مدحت عبد الهادي عن "نعش" محمد صبري: كان خفيف ومتعبش حد فينا    الداخلية تضبط المتهمين بسرقة أبواب حديدية بإحدى المقابر بالشرقية    أسفرت عن إصابة 4 أشخاص.. حبس طرفي مشاجرة في كرداسة    بدون إصابات.. السيطرة على حريق في برج سكني بفيصل    أهلي جدة يبدأ خطوات الحفاظ على ميندي وتجديد العقد    فيران توريس بعد دخوله نادي العظماء: الطموح لا يتوقف مع الماتادور    آسر محمد صبري: والدي جعلني أعشق الزمالك.. وشيكابالا مثلي الأعلى    "ضد الإبادة".. ظهور حمدان والنبريص والدباغ في خسارة فلسطين أمام الباسك    الدفاع الروسية: إسقاط 36 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق    عمرو أديب بعد حادث أحمد سعد: واخد عين.. حوادثنا قاتلة رغم الطفرة غير الطبيعية في الطرق    المستشار ضياء الغمرى يحتفل بحفل زفاف نجله محمد علي الدكتورة ندى    العرض العربي الأول لفيلم "كان ياما كان في غزة" فى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي    البنك الأهلي المصري يقود تحالفاً مصرفياً لتمويل «مشارق للاستثمار العقاري» بمليار جنيه    قائمة أكبر المتاجر المشاركة في البلاك فرايداي وأسعار لا تُفوَّت    إيران تحذر من تداعيات التحركات العسكرية الأمريكية في منطقة الكاريبي    رئيس الوزراء المجرى: على أوروبا أن تقترح نظاما أمنيا جديدا على روسيا    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. إسرائيل: لا إعادة إعمار لقطاع غزة قبل نزع سلاح حماس.. قتلى وجرحى فى انزلاق أرضى فى جاوة الوسطى بإندونيسيا.. الجيش السودانى يسيطر على منطقتين فى شمال كردفان    تريزيجيه: اتخذت قرار العودة للأهلي في قمة مستواي    تساقط أمطار خفيفة وانتشار السحب المنخفضة بمنطقة كرموز في الإسكندرية    اختتام المؤتمر العالمي للسكان.. وزير الصحة يعلن التوصيات ويحدد موعد النسخة الرابعة    هل تشفي سورة الفاتحة من الأمراض؟.. داعية توضح| فيديو    مؤتمر السكان والتنمية.. وزير الصحة يشهد إطلاق الأدلة الإرشادية لمنظومة الترصد المبني على الحدث    مؤتمر جماهيري حاشد ل"الجبهة الوطنية " غدا بستاد القاهرة لدعم مرشحيه بانتخابات النواب    (كن جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا) موضوع خطبة الجمعة المقبلة    حبس والدى طفلة الإشارة بالإسماعيلية 4 أيام على ذمة التحقيقات    جامعة قناة السويس تنظم ندوة حوارية بعنوان «مائة عام من الحرب إلى السلام»    دعت لضرورة تنوع مصادر التمويل، دراسة تكشف تكاليف تشغيل الجامعات التكنولوجية    أسماء مرشحي القائمة الوطنية لانتخابات النواب عن قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا    فرص عمل جديدة بالأردن برواتب تصل إلى 500 دينار عبر وزارة العمل    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها جائز شرعًا    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما يحدث في مصر‏ ليس إصلاحا للتأمين الصحي‏!‏

مشروع اصلاح الرعاية الصحية‏,‏ الذي دخل التاريخ الأمريكي باعتباره التحول الابرز في طريقة ادارة الحكومة الامريكية لعملية تقديم خدمة حيوية لمواطنيها. ويكتب في تاريخ باراك اوباما بانه صانع تلك المعجزة السياسية التي استعصت علي رؤساء عديدي. وراءه قامات علمية وخبرات كثيرة منها الخبير المصري الاصل الدكتور سمير نجيب بانوب المتخصص في رسم السياسات الصحية وبناء المستشفيات والذي اسهم علي مدي عشرين عاما في الحوارات والافكار حول كيفية اصلاح النظام الحالي في امريكا‏,‏ وفور تبني مجلس النواب لمشروع الديمقراطيين قبل اسبوعين بعث الرئيس الامريكي برسالة شكر الي العلماء والخبراء ومؤيديه الذين ساهموا في النقلة التاريخية قال بانوب عنها بتواضع وصراحة عندما اتصلت به لم تكن رسالة اوباما لي وحدي بل للمئات ممن شاركوا في هذا العمل‏..‏ ولكن الاحتفاء بالرجل علي صفحات الأهرام اليوم هو تقدير لعالم وخبير مصري مشرف لواجهة مصر في الخارج حسب سيرته الذاتية ورحلته الممتدة منذ حصوله علي الدكتوراه من جامعة الاسكندرية وجامعة جونز هوبكنز‏(1990)‏ ثم تفوقه في الجامعات الامريكية وخبراته مع منظمة الصحة العالمية وقيامه بالتخطيط لبنية الصحة في الكويت ودول الخليج وشرق اوروبا علي مدي اكثر من ثلاثة عقود‏..‏
نتحدث الي سمير بانوب المواطن المصري عن كيفية استفادة بلده من خبراته التي يقدمها في‏75‏ دولة‏,‏ خاصة انه علي تواصل مع الجهات الرسمية وغير الرسمية ولم ينقطع عن وطنه الام رغم استقراره في مدينة تامبا بولاية فلوريدا حيث اشرف علي اكثر من‏1500‏ طالب دكتوراه في الادارة الصحية منذ عام‏1983‏ في كلية الصحة العامة بجامعة جنوب فلوريدا‏.‏ ويقول بانوب ان لقاءه مع مسئول كبير في مصر لم يستغرق اكثر من‏15‏ دقيقة غادر بعدها المسئول متعللا بموعد طارئ وقام افراد مكتبه بعدها باسترداد بيانات قدمها اليه المسئول في بداية اللقاء بلا مبرر واضح‏!‏ ويقول كل يوم اقول لنفسي لن اشاهد برامج التوك شو المصرية ولكني لا استطيع واتفرج من جديد‏..‏ وغالبا انام متنكد مما اري‏..‏ وهو شئ يتكرر يوميا‏!..‏ وبعد تنهيد ذي شجون بدأ الحوار حول درس اصلاحات اوباما وما يمكن عمله في مصر في المدي الزمني القصير‏..‏
‏{‏ دكتور سمير بانوب‏..‏ ما بعد شعورك بنجاح مشروع الرعاية الصحية الجديد وتمريره في الكونجرس بعد معركة تشريعية كبيرة وتاريخية؟
‏*‏ بداية لابد من توضيح ان رسالة اوباما قصد بها كل من شاركوا في اعداد مشروع القانون وعملوا عن قرب مع حملته‏organizingforAmerica‏ وانا ساهمت ضمن عمل جماعي كبير في ضخ افكار وبحوث دولية وارسلت لجميع نواب الكونجرس رسالة بأهمية هذا المشروع الذي اعتبر نفسي واحدا من الراعين له منذ عام‏1991,‏ وبراعة الرئيس اوباما تتمثل في عزمه الشديد علي التغيير وقدرته علي تجاوز الاخطاء التي سبق ان وقع فيها الرئيس الاسبق بيل كلينتون في مستهل رئاسته حيث قدم الجمهوريون ستة مشروعات منافسة لمشروعه الذي انفردت به هيلاري كلينتون وراء الابواب المغلقة بينما جاء اوباما برؤي اكثر انفتاحا وفي كل الولايات وعلي شبكة التليفزيون العامة طوال الوقت‏.‏
‏{‏ ما هي عيوب النظام الحالي في أمريكا؟
‏*‏ أولا‏,‏ هو الاغلي في العالم اليوم‏(‏ يمثل‏17.3%‏ من اجمالي الناتج القومي بمتوسط‏7500‏ دولار للفرد الواحد وهو ما يوازي انفاق دولار من اصل كل خمسة دولارات علي الرعاية الصحية في البلاد‏).‏
ثانيا‏,‏ النظام الحالي لايحقق الامن الصحي لكل الامريكيين بمعني ان المريض سيقع لا محالة في ازمة مالية طالما لايملك ثمن العلاج وعادة يذهب هؤلاء لتلقي الرعاية الطبية في اقسام الطوارئ بعد فوات الاوان وبعد ان تكون الحالة قد تفاقمت ومن هؤلاء يوجد في امريكا‏42‏ مليون شخص ويتحمل تكلفة الداخلين الي غرف الطوارئ للحالات الحرجة المشتركون في التأمين الصحي الحالي بينما في القانون الجديد الاشتراك للجميع وانت تعرف مردود الاشتراك الذي دفعته‏.‏
‏{‏ مسألة الاشتراك في التأمين الصحي من عدمه‏..‏ تدفعني إلي سؤالك عن الحالة المصرية‏..‏ هل العبرة بالإشتراك أم ماذا؟
‏*‏ هذه احدي المشكلات الكبري في مصر‏,‏ فهيئة التأمين الصحي تغطي‏52%‏ من المواطنين وخطورة الامر ان هذه النسبة تستخدم فعليا اقل من ربع احتياجاتها الفعلية‏,‏ والانفاق علي العلاج او الميزانية المخصصة للهيئة يشكل‏10%‏ من الانفاق الكلي علي العلاج او الصحة في مصر‏,‏ والمفروض ان تكون موازنة الهيئة‏50%‏ من اجمالي الانفاق الصحي ولذا فان نقص الموارد وتدني جودة الخدمات يؤدي الي نفور الناس من العلاج علي حساب الهيئة الذي لايرونه ملائما او اقل في المستوي‏.‏ في المقابل‏,‏ قرابة ال‏50%‏ الاخرين‏(‏ الغير مؤمن عليهم حاليا‏)‏ في وضع أسوا من النسبة السابقة ومن غير المؤمن عليهم ومن العاطلين واشباه العاطلين والفقراء في القري النائية‏.‏ بمعني ادق ميزانية الهيئة تغطي خمس تكلفة المشاركين في التأمين الصحي والشعب يدفع‏62%‏ من فواتير العلاج من جيبه الخاص‏.‏
‏{‏ عودة إلي أمريكا‏..‏ يقول المعارضون ان تكلفة مشروع الإصلاح ستكون باهظة في المدي الطويل وسيشكل كارثة علي الإنفاق العام في البلاد؟
‏*‏ في المدي الطويل‏,‏ سيؤدي قانون اصلاح الرعاية الصحية الي توفير‏20%‏ من النفقات التي تذهب الي المصاريف الادارية نتيجة مصاريف التسويق ومبيعات التأمين وهي من تعقيدات النظام الحالي وتحديد الجهة التي ستدفع والتحري عن الحالة المرضية السابقة علي التأمين‏,‏ وفي النظام الجديد رفع اوباما عن كاهل الناس مبدأ رفض شركات التأمين للمرضي الذين يحملون امراضا وراثية او حالات مرضية مزمنة‏,‏ والامر الثاني هو الهدر المالي او ما نسميه طب الدفاع عن النفس حيث يبالغ الطبيب في طلب فحوص وتحاليل طبية لحماية نفسه تحت ضغط المحامين الذين يزايدون بقضايا ادعاء الخطأ المهني نعم جودة العلاج في افضل حالة في العالم ولكنها باهظة جدا‏,‏ وفي المدي البعيد عندما يجري تنظيم الخدمة والسيطرة علي شركات التأمين ودخول البديل العام او العلاج عن طريق مؤسسات غير الهادفة للربح في كل الولايات في المنافسة مع الشركات الخاصة سيكون الوضع أفضل من اليوم‏.‏
‏{‏ جماعات المصالح تقف وراء عرقلة مشروعات ذات طبيعة شعبية مثلما حدث مع اوباما ما السبب في نموها الي هذا الحد؟
‏*‏ أصحاب المصالح خانقين التأمين الصحي في امريكا وانا اشتغلت فترات طويلة علي المقارنات الدولية بين النظم المختلفة ووجدت أن المانيا منذ عهد بسمارك لم تعط الفرصة لجماعات المصالح لأن تنمو الي حد مخيف مثل امريكا حتي أن الجمعية الطبية الامريكية كانت ضد التأمين الصحي حتي تعثر الاطباء أنفسهم وانضموا الي تأييد اقرار النظام الحالي للرئيس أوباما‏,‏ بالاضافة الي الاتهامات بالاشتراكية وهي مسألة ليست هينة في امريكا منذ عهد الرئيس فرانكلين روزفلت الي اليوم‏.‏
‏{‏ من النقاط الجديدة‏..‏مسألة فرض غرامات علي غير المشتركين في التأمين الصحي وهو أمر يراه خصوم الاصلاحات الجديدة ضد الحرية الفردية؟
‏*‏ الحكمة وراء اشتراك كل المواطنين في الخدمة هو مبدأ نشر المخاطر وهو مبدأ أساسي للتأمين بمعني ان سائر المواطنين يدفعون قيمة معينة لتشغيل الخدمة‏,‏ وهناك حتمية في أن يكون لكل مواطن تأمين صحي مثل التأمين الاجتماعي مثلما هو الحال في اوروبا ففي المانيا مثلا لايعفي من التأمين سوي ذوي الدخول العالية جدا‏,‏ حيث لا خوف عليهم من مواجهة الكوارث المرضية أو المالية‏.‏
‏{‏ هناك نسبة معتبرة من النصب وسرقة هوية المرضي في النظام الصحي الأمريكي؟
‏*‏ الفساد موجود في كل بلد والمهم نسبته من المؤشرات الكلية القانون الجديد يتشدد في العقوبة ضد عمليات النصب وسرقة أموال المشتركين ويمنح حوافز لمن يبلغ عن الفساد بدفع نسبة من قيمة ماأبلغ عنه من سرقات وهو مايمكن تطبيقه في مصر‏.‏
‏{‏ ماهي أهم عيوب نظام التأمين الصحي في مصر صراحة؟
‏*‏ العيب الأساسي عدم وجود نوايا صادقة لتغيير النظام الصحي الموجود وكل ماظهر منذ تأسيس هيئة التأمين الصحي في عام‏1962‏ هي برامج عقوبة عشوائية لاتتسم بالشمولية أو الخطط طويلة المدي‏,‏ والامر الثاني أن النظام الصحي بدأ بالعاملين في القطاع العام ولم يغط الاسر واستمر علي هذا الوضع حتي غطي‏10‏ ملايين فرد ثم بجرة قلم ادخل طلبة المدارس في المرحلة العمرية من‏6‏ الي‏18‏ سنة من أجل زيادة رقم المؤمن عليهم لأهداف سياسية فالعامل كان مؤمنا عليه دون الزوجة بينما الاولاد في سن الدراسة تحت مظلة التأمين والاولاد قبل سن المدرسة خارج التأمين والفئة الاخيرة دخلت الي مظلة التأمين نتيجة جهود السيدة سوزان مبارك ثم دخل أصحاب المعاشات أيضا فما يحدث في مصر هو عملية ترقيع في ترقيع ونظام التأمين الصحي محمل بالديون وموارده لاتوازي المتطلبات والعيب الثاني هو نقص الجودة لذا فإن المشترك لايتعامل مع التأمين الصحي باعتباره مقر الرعاية الشاملة أو‏medicalhome‏ لكنه يفضل القطاع الخاص‏.‏
‏{‏ ما الضرر في مشاركة القطاع الخاص؟
‏*‏ لايوجد ضرر ولكن هناك وسائل تتبع للفصل بين الخاص والعام والناس لو ضمنت ان التأمين سيغطي كل احتياجاتها سوف تدفع الاشتراكات حيث ثبت ان الناس تحت خط الفقر يدفعون‏30%‏ من دخولهم علي الانفاق الصحي ومعني ذلك ان نسبة كبيرة تذهب للعلاج ولو ضمن الفرد ان الاشتراك في النظام الذي ترعاه الدولة سوف يغطي جميع احتياجاته واسرته في جميع الاحوال وانه لن يواجه كوارث مالية في حالة المرض فانه لن يمانع في رفع قيمة اشتراكه في التأمين‏.‏
‏{‏ ما هي الخطوات في المدي القصير لتحسين مستوي الخدمة الصحية في مصر؟
‏*‏ لابد من تخريج الطبيب الممارس العام المتخصص او ما يعرف في امريكا بطبيب العائلة‏FamilyPhysician‏ والامر الثاني ان يعتمد الناس علي الرعاية الطبية في مستشفيات او عيادات الاطباء وليس بالضرورة في مستشفيات التأمين الصحي‏.‏ ففي اوروبا الشرقية‏,‏ وهذا ما شاركت فيه بنفسي‏,‏ ساهمنا في خلق منافسة بين الاطباء فنقول لطبيب انت مسئول عن‏3‏ الاف مريض وعليك تقديم افضل رعاية لهم بأجر سنوي للفرد وليس بعدد الزيارات الطبية تم اخضاعه للتفتيش الدوري لضمان الجودة وفي هذه الحالة يكون للمنتفع حق الاختيار بين اطباء الحي وذلك يخلق المنافسة ويحقق الجودة عدم التركيز الكامل علي المباني واهمال التجهيزات والتمريض‏.‏
‏{‏ من القضايا الملحة في مصر مؤخرا قضية العلاج علي نفقة الدولة‏..‏ ما هي السياسة الأصوب في هذا الاتجاه؟
‏*‏ تلك ازدواجية عجيبة وغريبة‏..‏ فالمفروض ان العلاج في كل المستشفيات الحكومية هو علي نفقة الدولة فكيف يمنح المواطن الذي يعاني من امراض مزمنة ميزة علاج اخر علي نفقة الدولة في نفس المستشفيات فاذا كانت المستشفيات غير قادرة علي علاج كل المواطنين فلا ينبغي دعم فريق دون اخر يتم اختياره باجراءات معقدة واحيانا مهينة او تتدخل الوسطة‏,‏ والاجدي هو الانفاق المباشر للاموال وليس تسريبها بهذا الشكل‏.‏ فقد انفقت الموازنة العامة المصرية‏12‏ مليار جنيه تقريبا علي العلاج علي نفقة الدولة منذ عام‏2001‏ ولو رصدت هذه الاموال لتحسين مستوي‏100‏ مستشفي عام مثلا فانه يخص كل منها‏120‏ مليون جنيه وهي قيمة كافية لتحويل هذه المراكز الي هيئات مستقلة ماليا واداريا ولها لوائحها الخاصة مثل هيئة قناة السويس والاتصالات اللاسلكية وغيرها ومن الجدير بالذكر ان ما يصرف علي هذا البرنامج الذي يعالج مليون شخص سنويا ويقدر بملياري جنيه هو مبلغ يقارب ما يصرفه التأمين الصحي لعلاج نصف المواطنين‏.‏
‏{‏ هل هناك خطوات ملحة أخري يحتاجها تطوير نظام التأمين؟
‏*‏ نعم‏,‏ هناك خطوات اساسية اهمها‏,‏ ان يكون هناك مجلس اعلي للصحة في مصر لوضع وتنفيذ السياسة الصحية بعيدا عن الوزارات ويمثل المنتفعين والممولين وهم اصحاب العمل‏,‏ ويمكن ان يشارك فيه الوزارات المعنية ومقدمو الخدمات كاعضاء ليس لهم حق التصويت وهذا ما يحدث في العالم كله تقريبا‏.‏ ثانيا‏,‏ ان الاشراف المباشر علي الخدمات العلاجية والعيادات والمستشفيات يجب ان ينتقل تماما من وزارة الصحة الي المجالس المحلية بالمحافظات‏.‏ ثالثا‏,‏ يجب تشجيع الانظمة الصحية القائمة للشركات الكبيرة والنقابات المهنية وغيرها لتغطية اكبر عدد من المواطنين مع دعمها ماليا واحكام رقابة الجودة بدلا من زيادة اعباء الحكومة في تقديم الخدمات الطبية وبحيث يقتصر دورها علي رسم السياسة وخدمات الصحة العامة والصحة الوقائية‏.‏ وهناك مبادئ اخري لمراقبة الجودة بهيئات مستقلة تماما وتحفيز تعليم الاطباء والهيئة التمريضية والهيئات الطبية الاخري وكل هذا معمول به في الدول الناجحة في مجال الرعاية الصحية‏.‏
سمير نجيب بانوب
مواليد الاسكندرية عام‏1937‏
البكالوريوس والماجستير والدكتوراة من جامعة الاسكندرية
دراسات متقدمة ما بعد الدكتوراة من جامعة جونز هوبكنز
متزوج من نرجس بانوب‏(‏ دكتوراة في التمريض‏)‏ ولديه من الاولاد هاني بانوب خريج هندسة وايهاب بانوب خريج كلية إدارة اعمال بفلوريدا‏.‏
رئيس منتخب بجمعية الصحة العامة الامريكية‏,‏ وهي اكبر واقدم مؤسسة من نوعها في العالم وعضو نشط في المؤسسة العالمية لجمعيات الصحة العامة في العالم وحائز علي جائزة التفوق والاستاذية من جامعة جنوب فلوريدا في التدريس والبحوث والخدمات ورئيس مؤسس لكلية الصحة العامة بجامعة فلوريدا واستاذ زائر في المانيا وروسيا وبولندا واليونان ورومانيا‏,‏ وسفير السلام من مؤسسة السلام الدولي في نيويورك بعد نشر سلسلة ابحاث حول تأثير الحروب علي الصحة العامة‏.‏
انشاء ادارة التخطيط الصحي في الكويت ومستشار التخطيط الصحي لدول الخليج من‏1974‏ الي‏1983‏ تدريب الكوادر البشرية علي التخطيط والادارة الصحية وادخال نظام الجودة في مستشفيات دول الخليج‏,‏ ويمارس اعمالا استشارية في‏75‏ دولة منها تغيير السياسات الصحية في شرق اوروبا بعد سقوط الشيوعية وتطوير المستشفيات في دول الكاريبي‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.