أزمات خنقت فرصة الحديث عن إيجابيات عامه الأول قبل أن يمضي الرئيس اوباما عامه الأول في البيت الأبيض كانت هناك أسئلة تدور في الأفق الأمريكي الداخلي والدولي أيضا عن مدي النجاحات أو الإخفاقات التي مضت مع الرئيس الأمريكي الرابع والأربعين طوال فترة إقامته في البيت الأبيض . علي أن أهم تلك الأسئلة إنما تعلق بحجم العقبات والمواجهات التي واجهها الرجل في عامه الأول وهل كان مطلق اليدين في جميع الأعمال التي أقدم عليها أم انه بدا مرغما في الكثير منها ؟ ومع اقتراب عامه الأول من الانصراف كان الإرهاب يطل من جديد علي نافذة المكتب البيضاوي إذ جاءت حادثة ديترويت لتشعل من جديد الصراع الدائر بين أنصار القوة من التيارات اليمينية الأمريكية المعتدلة والمتطرفة علي السواء وبين توجهات اوباما الساعية الي بلورة سياسة أمريكية جديدة تسعي في طريق التصالح مع العالم ويبدو مع الأسف الشديد إننا مقبلون علي فترة مواجهة جديدة وهذا ما أشارت إليه صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية الشهيرة عن حملة مسلحة أمريكية تشنها القوات الأمريكية علي تنظيم القاعدة في اليمن ما يجعل اليمن مرشحة لحمل لقب " دولة فاشلة " ، ما يحمل أيضا علي القول بأننا مقبلون علي تدخل أمريكي جديد رغم توجهات اوباما السلمية في اليمن . والشاهد أن الأعداء الداخليين المتربصين باوباما كثر وهذا حديث قائم بذاته لكنا نحاول في هذه القراءة السريعة التوقف أمام عدد من المحطات التي شكلت لمحات جوهرية في عام اوباما الأول ومن خلالها يمكننا النظر الي بقية سنوات اوباما القادمة في البيت الأبيض . C.I.A ضمن الملفات سيئة السمعة التي ورثها باراك اوباما من سلفه بوش الثاني كان ملف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تلك التي بدا وكأنها أضحت مؤخرا دولة داخل الدولة سيما بعد الاعتمادات القانونية والمالية المفتوحة التي وفرتها للوكالة إدارة بوش السابقة . وفي طريقه لمحاولة تصحيح المسار الأمريكي الأخلاقي المختل ، أعلن اوباما عن موافقته علي تشكيل وحدة خاصة جديدة تابعة للبيت الأبيض مباشرة ، مهمتها هي التحقيق في فضيحة قيام وكالة الاستخبارات المركزية بتدمير شرائط تسجل وقائع التعذيب أثناء تحقيقات مع بعض المشتبه فيهم في جرائم تتعلق بالإرهاب . ومعني ما تقدم هو أن هناك إدانة ما ستلحق بالوكالة ورجالاتها والتي تعتبر الذراع الثاني لنشر الهيمنة الأمريكية علي العالم ، علي اعتبار أن هوليوود هي الذراع الأولي .. هل كانت هذه الإدانة ممكنة في ظل المكتسبات التاريخية والنفوذ الأشهر لتلك الوكالة داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وخارجها ؟ المؤكد والعهدة هنا علي الراوي والذي هو صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية أن الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية مهمة للغاية في طريق إصلاح الأضرار الكبيرة التي أحدثتها سياسات الإدارة الأمريكية السابقة علي المستويات الأخلاقية لكن تلك الإجراءات لا تزال قاصرة عن إماطة اللثام علي حقيقة ما جري ويجري في دولة المخابرات الأمريكية ولهذا فان هناك اصواتا تطالب بحتمية فتح تحقيق شامل في ممارسات إدارة بوش في هذا الأمر ، وليس فقط التحقيق في بعض الحوادث الفردية غير أن هذا الأمر يضع الرئيس في مأزق شديد حيث يسعي اوباما الي تجنب فتح هذا النوع من التحقيق حتي لا يصطدم مع الحزب الجمهوري وربما لهذا وتحت الضغوط الخفية للوكالة وبعد حروب استمرت طيلة شهور علي النفوذ بين الوكالات الأمريكية الكبري بمجال التجسس اتخذ البيت الأبيض " إدارة اوباما " صف وكالة الاستخبارات المركزية في النزاع الدائر حول من يملك سلطة تعيين الجاسوس الأكبر في كل دولة أجنبية طبقا لما صرح به مسئولون استخباراتيون . هذا القرار جاء بمثابة صفعة مدوية ل "دينيس سي بلير" مدير شئون الاستخبارات الوطنية الذي اعتبر القضية بمثابة اختبار لمدي نفوذ وسطوة مكتبه الذي استحدث عام 2004 بهدف تعزيز التعاون بين الوكالات الاستخبارية ووضع نهاية للمنازعات المستمرة بين وكالات التجسس الأمريكية . هل جاء هذا القرار ليعلن عجز اوباما عن المضي إلي ابعد من ذلك في محاسبة دولة المخابرات الأمريكية ؟ يبقي اوباما وفي كل الأحوال مطالب بضرورة الحفاظ علي وعوده الانتخابية التي قطعها علي نفسه أثناء حملته الانتخابية والتي تمحورت حول محاسبة كل من خرق القانون والدستور الأمريكي وقد ذهبت علامات الاستفهام إلي حد التطلع الي إمكانية تقديم بوش وتشيني للمحاكمة بتهم عدة ، غير إن الصمت والمراوغة التي حلت بملف خطايا الC.I.A الأخيرة جعلت كثيرين يدركون محدودية حركة اوباما في مواجهة جميع الملفات الإمبراطورية المفتوحة ، وضعفه في مقابل الرسالة التي وصلته من ثلاثة من الذين تولوا رئاسة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أثناء رئاسة بوش وهم مايكل هايدن وبورتر جوس وجورج تينت بالإضافة الي جون ديوتش وجيمس وولسي ووليام ويبستر وجيمس شليزنجر الذين عملوا في إدارة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون وبما لدي كل منهم من مقدرة ونفاذ في عالم الحياة السرية الأمريكية . ميزانية وزارة الدفاع في أوائل شهر أكتوبر 2009 كان مجلس الشيوخ الأمريكي يقر مشروع ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية للعام المالي الجديد .. كم بلغت قيمة الموازنة ؟ بحسب الأرقام المعلنة لا الخفية 636 مليار دولار . نعم في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة يخصص الشيوخ هذا الرقم الفلكي لأعمال العسكرة .. كيف جاء التصويت ؟ يبلغ أعضاء مجلس الشيوخ 100 عضو صوت منهم لصالح مشروع قانون الميزانية 93 عضوا ضد سبعة ، وفي نفس الوقت كان مجلس النواب الأمريكي يقر مشروعا مماثلا .. هل لنا أن نتساءل لماذا يمضي هؤلاء في هذا الطريق ؟ باختصار غير مخل لان من يعترض من النواب أو الشيوخ سيجد نفسه في الدورات القادمة خارج الكونجرس بمجلسيه ، ولن تعرف تبرعات تلك الشركات طريقها إليه ، كما أن محطات التلفزة والإذاعة والصحف التابعة والخاضعة بل والمملوكة لأنصار لوبي السلاح الأمريكي ستعرف جيدا كيف تقتص منه وتختصم من ايجابياته وتعلي من سلبياته .. الم يقل المؤلف الأمريكي " غريغ بالاست " أن أمريكا أفضل ديمقراطية يستطيع المال شراءها ... أمريكا في واقع الأمر في مواجهة كيانات لا أجسام لها لتركل ولا أرواح لتلعن .. أمريكا في مواجهة العملاق الشركاتي الجديد الذي ولد من رحم الرأسمالية المتوحشة والعسكرية البشعة .. هل من مثال حي علي هذا الحديث ؟ إليك الآتي : لا يشكك احد في صدق نوايا وطوايا اوباما لجهة تحرير العالم من الأسلحة النووية وينتظر أن يناقش الكونجرس الأمريكي في شهر فبراير القادم مستقبل الترسانة النووية الأمريكية ورغم أنها الآن تمثل ربع الحجم الذي كانت عليه بعد انتهاء الحرب الباردة إلا أنها لا تزال تضم ما يقرب من 2200 رأس حربية استراتيجية تشغيلية وبالتالي فهي كافية لرد علي أي هجوم نووي يمكن تصوره . التفوق النووي الأمريكي المنبثق من الترسانة الأمريكية الحالية إذن يجعلها أكثر قدرة بكثير من وضعها في أيام الحرب الباردة لاسيما في مجال القدرة علي تدمير الأسلحة النووية للخصم قبل أن يتمكن من استخدامها .. هل كان هذا التوصيف كافيا لوقف المسيرة النووية الأمريكية؟ بالقطع لا ، ذلك انه رغم التزامات اوباما بخفض تلك الترسانة وحتي إلغائها تواصل وزارة الطاقة الأمريكية تنفيذ برنامجها ل " تحديث " منشأتين نوويتين لإنتاج المزيد من البلوتونيوم وأجزاء جديدة من القنابل النووية ..... لماذا يرفض الحكام الفاعلون آراء اوباما ويمضون في طريق أسلحة نووية جديدة ؟ هناك ذرائع عديدة تساق في تبرير ذلك النهج ومنها : من الناحية الأمنية : يرون أن الأمر يعطي فرصة لقوي معادية لتطوير قدراتها ، وتقليص قدرة أمريكا علي التصدي لتهديدات الخصوم إذا لوحوا باستخدام أسلحتهم النووية . من الناحية الاستراتيجية : سيزعزع الثقة والمصداقية لدي حلفاء الولاياتالمتحدة ويخل بالهيمنة الأمريكية المطلقة ويهز عرش التفوق الأمريكي النووي . من الناحية الاقتصادية : وربما هذه هي الأهم ، ستفقد الولاياتالمتحدة قطاعا عريضا من الدخل القومي المدر من شركات السلاح خصوصا السلاح النووي ، حيث الترابط الوثيق بين المصالح الاقتصادية الأمريكية ومحددات الترسانة النووية الأمريكية . تحالفات في خطابه الوداعي للأمة الأمريكية بتاريخ 17 يناير 1961 حذر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته " دوايت ايزنهاور " من خطورة التحالف الذي راح يتشكل في الأفق بين المجمع الصناعي العسكري الأمريكي وجنرالات الجيش علي الحياة الديمقراطية الأمريكية أي علي دوران عجلة الحياة السياسية وبخاصة لجهة الضغوطات الممارسة علي أعضاء الكونجرس والرئيس كصناع لتلك السياسات الداخلية منها والخارجية . والثابت أن خلفه " جون كيندي " يبدو انه لم يدرك أو يعي الدرس جيدا وقد ذهب في طريق إنهاء الحرب الباردة مبكرا ، ولما كان هذا أمرا يمثل خطورة فائقة الوصف علي مصالح هؤلاء وأولئك كان لابد له أن يغيب عن الصورة في جريمة يحيطها رسميا غموض وضباب وشعبويا يعرف الجميع من كان وراءها .. ولعله من وقتها أدرك كل رئيس أمريكي أن لا قبل له بمواجهة هذا المجمع وعلاقاته الأخطبوطية بالجنرالات ، والاستنتاج الخطير الذي يمكن الخروج به هو أن الحرب أضحت من الأسس الأولية لتنظيم للمجتمع الأمريكي فالحرب تحولت في ولايات الي اقتصاد كامل وصناعة تجني ارباحا هائلة ، وكي تقوم بشن الحروب عليك أن تنزع السلطة من يد الناس وتبني سلطة ديكتاتورية غير قابلة للمساءلة من قبل الناخبين الذين يتم ترويضهم بأمرين : الخوف ، الكذب .. وهذا ما جري بالفعل في حالة العراق لكن هل من دليل قريب علي سطوة هذا المجمع ؟ تشدق الرئيس اوباما في حملته الانتخابية الرئاسية بحتمية تقليص الإنفاق علي الأسلحة وتجيير الأرصدة لصالح الصحة والتعليم وبناء السلام حول العالم ، غير انه قبل أن تغرب شمس 2009 كانت وزارة الدفاع الأمريكية تعلن عن احدث قنبلة «أعماق» ستدخل قريبا الخدمة ، وتزن 13 طنا وأطلق عليها " مخترق العتاد الضخم "، وتهدف الي تدمير مواقع في العمق الأرضي وتحوي القنبلة حوالي 2.4 طن من المتفجرات وترمي الي تدمير المنشآت المحصنة التي تستخدمها الدول المعادية لحماية أسلحة الدمار الشامل ، ويقول المتحدث باسم البنتاجون " لا اعتقد أن أحدا لا يستطيع التكهن بالأهداف المحتملة للقنبلة أو أي أمر أخر من هذه الطبيعة ، المسالة ترمي فقط الي امتلاك قدرة نعتبرها ضرورية نظرا الي العالم الذي نحيا فيه والمدهش أن وزارة الدفاع قد أبرمت عقدا مع شركة " ماكودنالد داغلاس " بقيمة 51.9 مليون دولار فقط من اجل السماح بنقل القنبلة علي متن طائرات " بي -2 " ... هل لنا أن نتساءل كم تبلغ التكلفة الفعلية لإنتاج هذه القنبلة ولصالح من ؟ وهل لاوباما أن يوقف إنتاجها ؟ ضمن الأسئلة العريضة التي طرحت نفسها منذ أن أعلن باراك اوباما عن نيته خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2008 كان الحديث عن حياة باراك اوباما الخاصة وهل هو في خطر حقيقي يهدد سلامة حياته أم لا ؟ وفي نهاية عامه الرئاسي الأول نتساءل ماذا عن تلك الإشكالية ؟ في نهاية سبتمبر وبدايات أكتوبر الماضي بدا جهاز الخدمات السرية المكلفة حماية الرئيس الأمريكي ، تحقيقا حول استفتاء نشر علي موقع أل " فيسبوك " الالكتروني حول اغتيال الرئيس الأمريكي وكان الجهاز نفسه قد بدا في أغسطس الماضي تحقيقا مع أمريكي حمل لافتة كتب عليها " الموت لاوباما ، والموت لميشيل اوباما ، وابنتيهما الغبيتين "، حدث ذلك في ولاية ميريلاند ... هل الأمر جد خطير ؟ تنقل شبكة ABC الأمريكية عن " براد غاريت " المحقق السابق في مكتب التحقيقات الاتحادية FBIقوله " انه بالتأكيد وقت مخيف للغاية .. الخدمات السرية ليست في موقف يتيح لها التغاضي عن أي حادث أو شخص ويضيف : إننا بحق متخوفون من حدوث شيء ما لأوباما ؟... لماذا حياة اوباما في خطر ؟ المؤكد أن وصول سيناتور اسمر شاب الي منصب الرئاسة الأمريكي قد أجج نيران العنصرية الكامنة في المجتمع الأمريكي ففي دراسة إحصائية أخيرة ارتفع عدد المنظمات العنصرية البيضاء في أمريكا بنسبة 54% عن العام 2000 أي من 202 الي 926 منظمة مسلحة وجميعها ترفض انتخاب أوباما وتتصدي لبرنامجه للرعاية الصحية علي أساس انه اشتراكي. ولم يقتصر الأمر علي الجماعات التي تعمل في الظلام وتحت الأرض فقط بل انه امتد كذلك الي الإعلام الأمريكي فها هو المذيع اليميني المتطرف "غلين بيك " من شبكة فوكس نيوز المسيطر عليها من غلاة المحافظين اليمينيين يصف اوباما بأنه " فاشي ونازي وماركسي "، وما يدعو الي القلق أن الأمر وصل الي داخل الكونجرس الأمريكي نفسه ففي 9/9/2009 وبينما كان اوباما يلقي خطاباً أمام مجلس النواب ويطالبهم بالكف عن تأجيل إقرار مشروع الإصلاح الصحي قام النائب الجمهوري " جو ويلسون " بالصياح في وجه اوباما قائلا له " اوباما أنت تكذب ".. لماذا يرفض هولا ء توجهات اوباما ؟ الجواب لان لديهم يقين عنصري مفاده أن عشرات الملايين من البيض " الوايت انجلو ساكسون " WASP هم فقط أبناء أمريكا الحقيقيين أما السود والأسبان وغيرهم من حملة الجنسية الأمريكية فليسوا بأمريكيين أصلا وان تجنسوا بجنسيتها ، وبالتالي فان المشروع الصحي لاوباما يمثل ضرائب مالية علي الأثرياء البيض الذين اعتادوا الأخذ وليس العطاء . الي ذلك لفت تقرير لمركز " ساوثرنبوفرتي لو " يحمل عنوان " الموجة الجديدة " : عودة المليشيات " الي أن العناصر المسلحة المنضوية في هذه التنظيمات تضم عناصر قومية رافضة للسيادة الوطنية وان تلك المجموعات التي كانت تصب جام غضبها علي المهاجرين الأسبان بات لديها اليوم أعداء جدد وعلي رأسهم أول رئيس أمريكي اسود اللون والذي جاءت الأزمة المالية في زمنه لترفع منسوب المشاعر العدائية ضده . جائزة نوبل وفي طريق قراءة عام اوباما الأول يجد المرء جدلا واسعا ونقاشا لا يهدأ أو يلين حول فوزه بجائزة نوبل للسلام فقد انقسم الرأي العام الأمريكي والعالمي حول تحديد أحقية الرجل في الجائزة وهو الذي لم يقدم سوي الوعود فهل الوعود بمفردها تكفي كمبررات للحصول علي جائزة بهذا الوزن الأدبي ؟ لجنة الاختيار من جهتها حرصت علي التأكيد علي أنهم منحوا الجائزة استنادا الي ما سبق أن فعله الرئيس والذي يدور حول التزامه بالقضاء علي الأسلحة النووية ، والتحول الذي شهدته سياسة الولاياتالمتحدة بشأن التغيرات المناخية، وكانت أيضا كلمته التي ألقاها في القاهرة والتي مثلت بداية مختلفة نحو العالم الإسلامي ، أكدت تفهم الحكومة الأمريكيةالجديدة لرؤية العرب والمسلمون إلي سلوك الولاياتالمتحدة وسياساتها . هل هذه النوازع الأدبية تجعل الرجل مستحق قولا و فعلا للجائزة ؟ يكتب " كريستوفر هيتشنز " من النيوزويك الامريكية تحت عنوان " اوباما لا يستحق جائزة مبالغا في تقديرها "، يقول : يمكن المجادلة بأنه ليس جيدا أن يتم تكريم روساء لا يزالون في مناصبهم والثناء عليهم قبل تحقيقهم أهدافا فعلية ويمكن حتي المجادلة بأن هذا مناف للتقاليد الأمريكية القائمة علي التغلب علي المصاعب والتي تعد بشتي أنواع التكريم للذين يتحملون المشقات ويظهرون ندوب المعركة والنضال والذين أصبحوا اقوي في حمي المعركة وفي مواجهة الصعاب . لكن فيما يتعلق بالرئيس اوباما فهو قد اعترف في كتبه الآسرة بأن الحظ الجيد يرافقه في حياته لذلك ربما يجدر به ألا يتحد القدر من خلال قبول جائزة سباق لم يشارك فيه بعد ولم يربحه .. هل يجدر بأوباما مثل حكام الإمبراطورية الرومانية أن يوظف خادما يهمس في أذنه بشكل منتظم مذكرا إياه بأنه " بشر فان " وغير " مخلد " ؟ مهما يكن من أمر فان الجائزة جاءت لتفرض تحديات علي اوباما سيما وأنها في أفضل ظروف تتوافر فيها حسن النية سيقال إنها جائزة تشجيع من قبل لجنة نوبل للرئيس الأمريكي الذي يمثل " قيصر العصر " ، لحثه علي بذل المزيد من الجهود لإخماد الحرائق المشتعلة حول العالم ، لكن يبدو أن هذا لا يرضي الجمهوريين في داخل أمريكا والذين عبر عنهم " مايكل ستيل " رئيس الحرب الجمهوري بقوله متسائلا " ما الذي حققه اوباما بالفعل .. هذا ما يتساءل بشأنه الأمريكيون "؟، .. هل الوقت مبكر وهناك مجال أمام الرئيس الرابع والأربعين لتحقيق منجزات حقيقية لأمريكا والعالم ؟ ثم أليس من العدالة القول إن الرجل قد أصاب نجاحات في ملفات بعينها وان الأزمات المختلفة قد خنقت فرصة الحديث عن ايجابيات عامه الأول؟