بزغت مدينة شبرا الخيمة في ثلاثينيات القرن الماضي كمنطقة جذب لصناعة الغزل والنسيج لقربها من القاهرة. ولرخص العمالة بسبب طبيعة المنطقة الريفية, ولوجود العديد من ورش النسيج اليدوي بها حيث بدأت صناعة النسيج عام32 عندما أنشأ محمد علي باشا والي مصر أول مصنع للغزل والنسيج ومع مرور خمس سنوات وصل عدد المصانع إلي عشرة مصانع وبالتحديد سنة37 يعمل بها نحو تسعة ألاف عامل,ليطلق علي شبرا الخيمة القلعة الحمراء لتزداد أعداد المصانع رويدا رويدا حتي وصلت إلي أكثر من تسعة ألاف مصنع يعمل بها أكثر من22 ألف عامل وعاملة لاعتمادها علي القطن المصري صاحب السمعة العالمية ولكن مع الأزمة المالية التي أصابت الاقتصاد المصري التي حدثت في الثمانينيات والتسعينيات أنخفض عدد المصانع وقل عدد العاملين المهرة فيما انتعشت صناعة الملابس الجاهزة, لتدخل صناعة الغزل مرة أخري في أزمة طاحنة ليتقلص عدد المصانع إلي1200 مصنع, ليزداد الوضع سواء بعد ثورة25 يناير عام2011 بسبب التدهور الاقتصادي والانفلات الامني والسطو المسلح والسرقة بالإكراه لتتدهور الصناعة وتدخل غرف الإنعاش المبكر وتغلق العديد من المصانع أبوابها ويدخل عمالها سوق البطالة لعدم قدرة هذه المصانع علي الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه هذه الصناعة بعد حالة الركود التي سادت الأسواق وأصابتها في مقتل ليصل عددها ألان إلي500 مصنع, وخلال هذا التحقيق نتعرف علي المشكلات التي تواجه صناعة النسيج والملابس الجاهزة في المنطقة الصناعية الأولي من أصحابها وكيفية انتعاشها مرة أخري للحفاظ علي ما تبقي من هذه الصناعة من الانهيار. استعمال الخارج في البداية يقول محمد فاروق الدمياطي صاحب مصنع نسيج إن صناعة الغزل والنسج أصيبت بضرر منذ سنوات طويلة ولم تسع الدولة لإنقاذها نظرا لأنها تحتاج إلي رأس مال كبير لتحديثها في مختلف مراحل الإنتاج, مشير إلي إن المصانع كانت تعتمد في حركتها علي الماكينات استعمال الخارج من عام85 لارتفاع أسعار الماكينات الجديدة, حيث وصل سعر ماكينة القماش الواحدة إلي700 ألف جنيه ومع مرور السنوات حدثت فجوة في الصناعة والمنتج ولم نستطع مواكبة السوق الخارجي التي تسبقنا في الصناعة بسنوات عديدة. تراكم المنتج وأشار إلي إن التهريب زاد بعد الثورة لعدم وجود رقابة وتوقفت حركة الأسواق حتي وصلت إلي مرحلة الركود ليتوقف الدخل المادي للمصانع التي اعتمدت علي التمويل الذاتي للاستمرارفي السوق رغم أن المنتج يتراكم في المخازن تحسبا لعودة الحركة مرة أخري وخاصة أننا نعمل في هذه الصناعة منذ70 عاما لم نتوقف لحظة واحدة,موضحا إن الإنتاج قل بنسبة50% بعد الثورة الصناعة تحتضر ويقول إيهاب صبري عمارة صاحب مصنع غزل ونسيج إن الصناعة في شبرا الخيمة تحتضر لعدم وجود نظرة من المسئولين وجهد من القائمين علي الدولة في الأخذ بيد الصناعة, مشيرا إلي إن المنتج الصيني يغزو البلاد لان تكلفته أقل من المنتج المحلي. الشرطة تعرف البلطجية ويري هاني عز صاحب مصنع غزل إن غياب الشرطة عن القيام بدورها في توفير الأمن والأمان للعاملين في المنطقة الصناعية السبب المباشر في تدهور الوضع الاقتصادي والصناعي, مشيرا إلي انه لا يستطيع التحرك بفلوس سائلة معه لشراء الخامات وتوفير العملة الصعبة لمصانعه التي تعمل في مجالات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة لخوفه الشديد علي نفسه من تعرضه لعملية سطو مسلح قد تؤدي بحياته. موضحا انه أصبح غير قادر علي اتخاذ القرار المناسب للعمل أو التوقف خاصة بعد أن تسبب غياب الأمن في ترويعه وتخويفه وغلقه أحد مصانعه الثلاثة. بينما يري رأفت سمير محمد صاحب مصنع نسيج إن الدولة لا تشجع التصدير للمصريين في الوقت الذي تشجع ذلك للأجانب أصحاب المصانع بحجة أنهم يستعينون بعمالة مصرية بالحصول من الدولة علي نسبة قدرها18% من قيمة الصادرات في الوقت الذي لا يحصل علي ذلك صاحب المصنع المصري الذي يقوم بتشغيل عمالة مصرية أيضا مما يمثل ذلك عقبة كبيرة في تصدير المنتجات المصرية للخارج,مطالبا الرئيس محمد مرسي بتشجيع التصدير والانفتاح علي العالم الخارجي مع وقف الاستيراد للمحافظة علي هذا المنتج. وأوضح يسري عبد الله مدير مصنع لصناعة وتصدير الملابس الجاهزة إن الظروف الأمنية السيئة التي تمر بها البلاد أثرت علي جميع التعاقدات التصديرية مع الدول الأجنبية خشية تعرضهم لمشكلات داخل مصر, فضلا عما خلفته الإحداث التي وقعت في المواني المصرية المختلفة بسبب الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية حيث تعرض المصنع لمطب كبير بسبب توقف العمل في ميناء العين السخنة حيث ظلت شحنة غزل تم استيرادها من الهند لمدة ثلاثة أسابيع متعطلة في الميناء مما أثر ذلك علي التعاقدات بين المصنع والدول المستوردة. وقال إن المصنع تكبد خسائر في الفترة الماضية بلغت مليونا و200 ألف جنيه بسبب غرامات التأخير بسبب الشحن ومشكلة الجودة, موضحا إن الدول الأوروبية بدأت تتخذ بعض الخطوات الجادة بتقليل استيراد المنتج المصري بعد أن قامت بتقليص التعاقدات مع المصانع المصرية بسبب غزو المنتج الصيني لدول العالم التي تبحث عن الجودة والأسعار المخفضة. مضيفا إن الصناعة المصرية تعاني من عدم توفر العمالة الماهرة المصانع التي تعمل في مجال التصدير تهتم بالجودة العالية ولذلك تحتاج إلي العمالة الماهرة, في الوقت الذي قد يقف العامل عقبة في مجال التصدير بتوقفه عن العمل في حالة رفض الإدارة تنفيذ طلباته. أما خالد علي القائم بأعمال مدير أحد مصانع الغزل فقال المنطقة تشهد دخول وخروج ملايين من الجنيهات يوميا ورجل العمال الذي يضرب في السوق يغلق مصنعه في اليوم التالي مباشرة, في الوقت الذي يتربص فيه البلطجية علي نواصي شوارع المنطقة في انتظار السيارات التي تحمل بضاعة داخلة المصانع أو خارجة منها لنهبها وسرقتها بالإكراه ويؤكد الحاج محمد صاحب مطبعة قماش إن السوق تعاني ركودا شديدا لدرجة إن أصحاب مصانع ومحلات الأقمشة تتأخر في دفع المستحقات المالية للطباعة لعدة اشهر في الوقت الذي يماطل البعض في استلام بضاعته لعدم قدرته علي سدد المصنعية,موضحا إن المطبعة تعمل لمدة ست ساعات في اليوم فقط بعد أن كانت تعمل لمدة24 ساعة متواصلة بدون راحة,فضلا عن العمل في بعض الأوقات لمدة يوم واحد في الأسبوع وغلق المطبعة أبوابها لمدة ستة أيام بسبب توقف الحال.وركود السوق.