شاكر النابلسي واحد من العقول شديدة التفتح في المنطقة العربية, وإن لم يصدق احد ذلك, فليتابع ردود القراء علي مقالة شديدة الإثارة له, نشرت أخيرا في موقع إيلاف, عنوانها' ماحال مصر اليوم لو لم يفتحها العرب؟', وقد كتبها علي طريقة ماذا لو؟ التي يفترض أنها تفتح باب الشيطان لتصورات شديدة الشطط, لكنه حاول أن يضبط الموقف, من خلال الاستناد علي كتابات أكثر إثارة من السؤال, أهمها ماكتبه طه حسين حول تلك المسألة, ومفاده أنها كانت ستكون دولة أوروبية, أو علي الأقل شريكة في الحضارة الحديثة. طبعا معظم المعلقين لم يعجبهم هذا الوضع, فكيف يجرؤ الرجل علي فتح هذا الباب, الذي يتضمن إشارات محظورة إلي الفتح العربي, والغزو العثماني, والثقافة الإسلامية, والحضارة المصرية, والأقباط المصريين, ثم كيف يقول في النهاية ان مصر كان من الممكن أن تكون أفضل, مشيرا إلي ملامح ثقافية من نوعية أنها أي مصر ظلت الدولة الأكثر تقدما في المنطقة رغم كثافة السكان ومحدودية الموارد, مقررا أنها مصممة علي أنها منفتحة, وان مناخ المحافظة الحالي هو زفرة احتجاج علي الزحام والفقر, وأن من السهل عليها أن تعود إلي فترة النهضة. ربما يسعد البعض بتلك العبارات, التي تصيب البعض الآخر أيضا بنوع من الهوس, فالمسألة كلها افتراضية, ويوجد ماينفي ومايثبت كل شئ بشأنها, طالما أن المسألة تتعلق ب' لو', التي تتيح لأي شخص افتراض مايراه, خارج الصندوق, فمصر قد فتحت وانتهي الأمر, ويحاول النابلسي إعادة تركيب تواريخ, لايوجد يقين بشأن أي شئ يتعلق بها. المهم, أن التعليقات أوسعت الرجل اتهامات, حتي اضطر محرر الصفحة لحجب كثير منها, وفي رد فعل إستثنائي قام الرجل, الذي لابد وأنه قد قرأ التعليقات بإمعان, بالرد عليها كأحد القراء, ولم يكن رده يتعلق بتناول أي فكرة تطرح, أو محاولة تفنيدها, وإنما اختار التعليق ببساطة شديدة, علي كثرة حجب النشر, الذي يبدو أنه كان يتفهمها, لكنه لم يسترح للموقف كله. كان تعليقه هو أنه يشعر بالحزن لحجب تعليق ما, لمخالفته لشروط النشر, وكان يود أن تكون التعليقات كلها موضوعية في صميم المقال, موصيا المعلقين بأن يتقوا الله والحقيقة والموضوعية في تعليقاتهم, قائلا' ربما نخطئ نحن معشر الكتاب, وربما نأتي بأفكار ساذجة وسخيفة في بعض الأحيان, وعلي القراء أن لا يجارونا في السذاجة والسخف, وأن يكونوا حكماء لنا ومرشدين وهداة يرشدونا إلي الصواب دائما ويكفونا عن شتيمتنا إلي الحد الذي يضطر معه المحرر المسئول إلي حجب التعليق', ويبدو أن الرجل قد صدم, فليست لديه خبرة في مجال تعليقات الإنترنت. [email protected]