رغم تأكيدات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب خلال زيارته إلي مصر, أن إيران لن تتدخل في شئون الخليج وأنها مجرد افتراءات واتهامات ليس لها أساس من الصحة , لكن سرعان ما كشفت دول الخليج عن مخططات إيران التي تهدف إلي تنفيذ عمليات إرهابية واغتيال شخصيات بارزة في كل من الكويت والسعودية والبحرين والإمارات لإثارة الفوضي ونشر العنف في البلاد. وقد كشفت البحرين عن خلية إرهابية زرعتها طهران داخل أراضيها لتأسيس ما يسمي ب جيش الإمام, والذي يعد بمثابة ذراع إيران في المنطقة تحركه وقتما تشاء, مدرب علي تنفيذ عمليات إرهابية ضد أكثر المناطق حيوية وحساسية في الدولة, وعلي اغتيال أبرز الشخصيات السياسية والعامة, ومنوط به جمع المعلومات السرية التي تخص أمن البلد, والاعتداء علي رجال الشرطة من أجل نشر الفوضي وإلصاق التهم بالثوار الذين أشعلوا فتيل انتفاضة تطالب برحيل ملك البحرين لمسئوليته عن الفساد. وتساءلت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية عن دافع إيران وراء نشر الفوضي بدول الخليج ولماذا ترغب في جعله مسرحا للعمليات الإرهابية.. هل لصرف النظر عن العنف الدائر في سوريا, أم عن برنامجها النووي؟. وفي الوقت الذي يحارب فيه الخليج بكل أسلحته لوقف حراك الربيع العربي الذي يهدد عروش ممالكه, يجد أصابع إيران تلعب في المنطقة, ويراها في الاحتجاجات العارمة التي عمت البحرين والتي شهدتها الأردن احتجاجا علي الأوضاع المعيشية وعلي تبذير الملك في وقت لم يجد فيه الفقراء قوت يومهم, وكذلك الإمارات التي تعتقل عشرات المدونين والناشطين الإصلاحيين, ومسيرات الاحتجاج السلمي في الكويت والتي وصلت لتدق ناقوس الخطر في السعودية التي تضيق الخناق علي شعبها الذي يطالب بقدر من الحرية والديمقراطية والقضاء علي الفساد المستشري في كل مكان. وطبقا للصحيفة فإن هذا لا يعني أن الربيع العربي جاء في صالح إيران, إذ جاءت الانتفاضة الشعبية لتشكل خسارة كبيرة لها, حيث باتت تنتظر سقوط حليفها في المنطقة وهو الرئيس السوري بشار. كما أن محاولاتها في زعزعة استقرار البحرين باءت بالفشل بعدما ارسلت دول الخليج قوات درع الجزيرة للسيطرة علي الوضع ووقف ما أسموه بأعمال الشغب والفوضي وليس بالثورة, وفي ذلك الوقت لم تجد إيران ورقة لتلعب بها ضد الخليج, بعدما صورها انها تكيل بمكيالين, حيث انها تشجع ثورة البحرين وتساعدها علي قلب نظام الحكم في وقت تدعم فيه الأسد وتسلحه للبقاء. ويري الخبراء ان حرب الجواسيس بين السعودية وإيران علي أوجها, حيث ان المخابرات السعودية باتت متأهبة لمحاولات إيران التي ارتدت الحلة الدينية بعد تولي نجاد الحكم, وعملت علي وقف زحف المبشرين الشيعة, وكذلك السعودية التي تجند عملاء لجمع معلومات سرية وحساسة عن إيران ونقلها للولايات المتحدة وإسرائيل وهو ما نفته الرياض, مؤكدة انها مزاعم مغرضة اختلقتها إيران. وقد باتت دول الخليج أكثر حذرا بعدما تأكدت انها بين مطرقة الربيع العربي وسندان إيران التي تسعي إلي تهديد استقرار الخليج, فسارعت خلال الفترة الماضية إلي التسلح وهو ما انتقدته إيران معتبرة انه يعد بمثابة إعلان الحرب عليها, وشرعت إلي شراء احدث الأسلحة والأنظمة المضادة للصواريخ والطائرات بدون طيار وصواريخ باتريوت تكلفت أكثر من24 مليار دولار, إذ اشترت الإمارات وحدها اسلحة تفوق تكلفتها1.4 مليار دولار للحفاظ علي هيمنة دول الخليج الدفاعية في المستقبل.