بعد مرور12 عاما علي غزوها لأفغانستان تعلمت الولاياتالمتحدة الدرس جيدا وأيقنت أنها أخطأت حينما اتخذت هذا القرار الذي لاتزال تعاني تبعاته وهو ما يبرر إعلانها عدم التدخل في الغزو الفرنسي لمالي تاركة الأمر لفرنسا التي تجاهلت قرارات مجلس الأمن في هذا الصدد.ويرجع عدم تدخل أمريكا في مالي طبقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلي حجم الخسائر المادية والبشرية التي لاحقتها طوال سنوات حربها في أفغانستان والعراق, مع توقعها بأن الحرب في مالي ستكون أكثر تعقيدا لأنها ستحارب مسلحين قامت هي بتدريبهم علي أعلي مستوي قبل أن ينشقوا عن جهاز الشرطة لينضموا إلي حلبة الصراع.وبدلا من أن تخوض الولاياتالمتحدة الحرب في مالي دفعت بفرنسا مع إمدادها بكل المساعدات الحربية واللوجيستية دون أن تكون طرفا في الغزو العسكري, حيث أدركت أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخطاء التي وقع فيها سلفه بوش في أفغانستان والعراق.وتختلف استراتيجية أوباما كثيرا عن سلفه حيث عمل منذ توليه المنصب علي إقامة علاقات جيدة مع إفريقيا.وتخوض فرنسا الغزو العسكري تجاه البلد الذي يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر بدعوي أن الإسلاميين هناك يهددون مصالحها, وأن تدخلها جاء بناء علي طلب الحكومة المالية التي استنجدت بها لتخوض تلك الحرب.والسؤال: هل ستكسب فرنسا من غزوها أم ستجر أذيال الخيبة مثلما فعلت أمريكا من قبل في أفغانستان والعراق, خاصة وأن إفريقيا تختلف عن غيرها.