في الوقت الذي أدارت فيه روسيا ظهرها للرئيس السوري بشار الأسد تمسكت إيران بالدفاع عنه بكل الطرق ل لحفاظ علي مصالحها في المنطقة مما جعلها تستفز جموع السوريين. وعكست تصريحات رئيس الوزراء الروسي ميدفيديق في منتذي دافوس للاقتصاد تراجعا في موقف موسكو, حيث قال ان الأسد اخطأ خطأ فادحا, وقد يكون قاضيا بالنسبة اليه ولفرص بقائه في الحكم, مشيرة إلي أن الأسد اخطأ حينما تأخر في تطبيق الاصلاحات التي وعد بها كما انه تباطا في دعوة المعارضة السلمية التي أبدت استعدادها للحوار إلي طاولة المفاوضات أملا في حل الازمة التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم. وتساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور هل بهذا التصريح تدير روسيا ظهرها للأسد وتتخلي عنه؟ أم انها مجرد مناورة سياسية؟ مشيرة إلي أن تصريح روسيا يحوي في مضمونه عدة دلائل أولها ان روسيا ادركت ان نهاية الأسد باتت وشيكة وأيامه باتت معدودة, خاصة بعد فشل جميع الجهود الدولية لحل الازمة, كما ان العالم كله يعيب علي الموقف الروسي اللامبالي بمأساه السوريين ويدعم نظام الأسد في جميع المحافل الدولية متجاهلا توتر علاقته بكثير من دول الاتحاد الأوروبي. وتري الصحيفة ان تصريحات موسكو تعكس الاستياء الروسي من حليفها الأسد ومن إدارته للازمة, مشيرة إلي أنها قد تكون مجرد رسالة تهديد له. فروسيا دعمت ولاتزال تدعم النظام السوري الذي تعتبره حليفها الاستراتيجي في المنطقة, والذي يخدم مصالحها الإقليمية, وليس من السهل عليها ان تتخلي عنه بهذه السهولة, ورغم انها وافقت علي تنحي الأسد مقابل عدم التدخل الأجنبي وقالت انه علي السوريين ان يختاروا مصيرهم, الا انها ارسلت أشارت للغرب انها لن تتخلي عنه وذلك من خلال ارسال سفينتين حربيتين قرب شواطيء سوريا لاستعراض عضلاتها وكنوع من التحذير لمن تراوده فكرة التدخل بسوريا. وما يؤكد انها مجرد مناورة روسية ذكية ما أدلي به الأسد أمس من تصريحات, حيث أكد ان روسيا ستظل داعمة للموقف السوري لانها بذلك تدافع عن نفسها وعن مصالحها في المنطقة. في المقابل أكدت إيران أمس الأول أن أي هجوم علي سوريا يعد استهدافا لها ولحلفائها بالمنطقة وانها ستقف بجوار الأسد حتي يتم التوصل إلي حل للازمة السورية التي تدخل عامها الثاني مودعة الآلاف من ابنائها دون أي جدوي. ورأت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية ان تصريحات إيران بخصوص سوريا تعد استفزازا صارخا للسوريين الذين ضحوا بأنفسهم وبأبنائهم في سبيل نهضة هذا البلد, وللدين هربوا من فزاعة الأسد ليلقوا مصير بائس ومحزن في دول الجوار, وللعالم أجمع وخاصة الدول التي نصبت نفسها طرفا في حل القضية السورية, وللدول التي طالما طالبت الأسد بالتنحي والرحيل عن سوريا لان بقاءه لن يدوم بعدما اضاع جميع الفرص الممكنة للتفاوض معه. رابط دائم :