في الميراث فتعمد توريطهم في جريمة ثأر مشادة كلامية حامية نشبت بين نميري وإخوته, بسبب امتناعهم عن إعطائه نصيبه في الميراث, تطورت إلي تشابك بالايدي وتبادل الألفاظ النابية وتدخل أهل الخير من الجيران لفض الاشتباك بين النمر وإخوته غادر بعدها منزل أبيه مهددا ومتوعدا اخوته بأشد درجات الانتقام. ظل نميري يفكر في طريقة ينتقم بها من اشقائه الذين حرموه من ميراثه اتعبه التفكير واضناه السهر هل يقتلهم ؟ هل يلفق لهم جريمة مخدرات أو سلاح أو غيرها, هل وهل وهل... خيارات كثيرة ولكنها من وجهة نظره لا تطفئ نار الانتقام المتأججة في نفسه; فهو يريد انتقاما ليس له مثيل, يريد انتقاما يعكرصفو حياتهم, ويجعلهم يعيشون في رعب دائم كل لحظة, ولكن ما محور شكل هذا الانتقام, وكيفية تحقيقه؟! أوقع نفسه في دوامة من التفكير المتواصل ليلا ونهارا لعله يصل الي مراده. وذات ليلة اطلق نميري لخياله العنان يتصور فيها أشكال الانتقام التي قرأها في الجرائد او سمعها من حكايات الناسن واخيرا هداه شيطانه الي فكرة لم يسبق لاحد ان فكر فيها.. إنها حقا الانتقام المدمر الذي سوف يشفي غليله وانها فكرة شيطانية تحول نهار اخوته الي ليل دائم وحلاوة دنياهم الي عذاب متواصل. تتلخص فكرة نميري في شيء قديم جدا ومتعارف عليه في صعيد مصر ألا وهو الثأر, ذلك الشبح المخيف الذي يهلك الحرث والنسل, ولكن ليس هناك عداوة بين إخوته وأحد من أبناء القرية يستطيع من خلالها اشعال نار الثأر, وبات يفكر كيف يزرع هذا الشبح في محيط أسرته. وأخيرا وجد إجابة لسؤاله أهداها له شيطانه القابع في ذهنه, وهي أن يشتري ساطورا وينزل إلي الشارع, وينهال به علي أحد المارة بالقرية أيا كان, فيرديه قتيلا ويلوذ بالفرار, ساعتها تشتعل نار الثأر بين أسرته وعائلة القتيل, ويتحقق مراده في الانتقام من إخوته. وفي صباح أحد الأيام, توجه إلي أحد محلات بيع السلاح, واشتري ساطورا حادا, وطلب من البائع لفه جيدا في ورقة من الجرائد لإخفاء معالمه واستقل السيارة متجها الي منزله بقرية السمطا, وعندما دخل المنزل اخرج الساطور وزين له الشيطان سرعة تنفيذ فكرته الجهنمية حتي يطفئ النار المشتعلة في صدره. وبطريقة عصبية, استل الساطور وفتح باب المنزل, وخرج مسرعا يبحث عن ضحيته والتي وجدها في شخص رجل قارب علي الستين من عمره, إنه يعرف جيدا أنه من إحدي كبار العائلات بقريته, وستكون لمقتله ردود أفعال مدمرة. وفي لحظات مرت خاطفة انهال بالساطور علي رأسه في أثناء سيره بطريق القرية فأرداه قتيلا في الحال, وفي أثناء محاولة فراره من موقع الجريمة تجمع الأهالي وأحاطوا به, وأمسكوه وسلموه لأجهزة الشرطة. ترجع أحداث الواقعة, عندما تلقي اللواء محسن الجندي مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج, بلاغا من بعض الأهالي بمقتل مسن بالطريق, فانتقل علي الفور العقيد عصام غانم رئيس فرع البحث للجنوب بإشراف العميدين محمود العبودي والحسن عباس رئيس ومدير المباحث الجنائية لمكان البلاغ. وتبين من المعاينة الأولية للمقدم محمد رشيد رئيس مباحث مركز البلينا, أن الجثة للمدعو( حجاج)60 سنة بالمعاش وبها عدة طعنات متفرقة بالجسم. وتوصلت التحريات إلي أن وراء الجريمة عاطلا يدعي( نميري). واتضح أنه في يوم الجريمة وفي أثناء سير المجني عليه بالطريق العام بالقرية ودون أية اسباب, انهال المتهم بالساطور علي جسده فأرداه قتيلا في الحال, وجاري تحديد سبب الجريمة علي وجه اليقين, وعرض المتهم علي أحد الاطباء النفسيين لبيان مدي سلامة قواه العقلية. وبإخطارالنيابة, تولي محمد الفهمي مدير نيابة البلينا التحقيق وصرح بدفن الجثة بعد تشريحها, وقرر حبس المتهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق, وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.