ماذا أكتب أو أقول هل أكتب عن الأحوال الموسيقية وعن حالة الهبوط الفني الذي تمر بها البلاد وكل بلاد الربيع العربي وهل قامت الثورات والانقلابات للإصلاح والخروج من دائرة الفساد وننادي بالحرية والحياة الديمقراطية وهل تحقق ذلك وهل هناك أمل في تحقيق ذلك أرجو ذلك وأنا لا أدري لماذا أتعرض لهذه القضايا الشائكة وأنا مفروض أن أكتب عن الموسيقي وأحوال الموسيقيين التي لا تسر عدوا ولا حبيبا والنقابة, تتعرض لمواقف خلافية لا يصلح حالها الا بجمعية عمومية تقول كلمتها وتنتهي كل الخلاقات كنت أريد أن أعود للكتابة عن مسلسل أعمال الموسيقار محمد عبد الوهاب والتي بدأتها في العام الماضي وتوقفت عنها للأحداث التي كانت متلاحقة, وتشغل تفكيري وتفكير كل المصريين وهل كان المجتمع العربي وعلي وجه الخصوص المجتمع المصري قبل هذه الثورات من الكفار بظهور فئة متشددة تنادي بتحريم وتكفير الفن والفنانين والدخول في قضايا وصلت للمحاكم وأنا مسلم صعيدي من محافظة سوهاج ومن أب من علماء الأزهر وكان زميلا في الدراسة مع الدكتور طه حسين ومع ذلك انتهت وعملت في مجال الموسيقي والغناء فهل هذا عمل محرم أرجو أن يسامحني الله اذا كنت قد أخطأت ويسامح كل الفنانين الذين أبدعوا وأضاءوا الطريق وجعلت مصر هوليود الشرق ومنارة لكل البلاد العربية فهل هذا مخطط لطمس معالم الحضارة المصرية, وهل مصير عظماء الفنانين والشعراء والمثقفين أمثال أمير الشعراء أحمد شوقي وأحمد رامي وأحمد شفيق كامل وشاعر النيل حافظ إبراهيم ومرسي جميل عزيز وسيد درويش وعبد الوهاب وأم كلثوم والمثقفين أمثال نجيب محفوظ ويحيي حقي وأنيس منصور والشيخ زكريا أحمد والقصبجي والسنباطي وكمال الطويل وبليغ حمدي هذه بعض الأسماء فهل هؤلاء العظماء خرجوا أو أساءوا للدين أو الشرع وكذلك المبدعون في الفن التشكيلي لماذا يخرج علينا هؤلاء المتشددون بأفكارهم التي تسيء للإسلام الذي يصلح لكل العصور إنهم لا يخدمون الدين ولا يخدمون الوطن وينادون بأشياء غريبة( دخول الحمام بالقدم اليمين أم الشمال) عدم الوقوف عند عزف السلام الوطني لأنه بدعة وإلغاء طابور الصباح في المدارس حتي لا يسمعوا الموسيقي وأنا لا أريد أن أكتب كثيرا في مثل هذه الخرافات وأقول لهم أتمني ألا تكونوا الوجه القبيح للثورة فهي ليست ثورة دينية وابحثوا وتشددوا في إصلاح الشارع المصري ومشكلة المرور التي استفحلت حتي سيارات الإسعاف لا تجد طريقها لإسعاف المصابين المثقفون والفنانون والمبدعون يعرفون طريقهم إلي الله ومنهم من هو أقوي إيمانا من هؤلاء المهووسين أو المتشددين وإذا كانت هناك فئة من الذين يدعون أنهم فنانون قد أساءت وخصوصا في فترة الفساد الذي قامت بسببه الثورة فهذا لا ينطبق علي الفن الراقي الذي يرتقي بسماعه أو رؤيته المستمع أو المشاهد. فكل الفئات فيها الصالح وفيها الطالح وعلي كل فئة أن تتخلص من الخارجين عن قواعد وأصول المهنة وحتي في التيار الاسلامي هؤلاء المتشددون يسيئون إلي عظمة الإسلام وسماحته والدين الاسلامي يدعو إلي التيسير( الدين يسر والخلافة بيعة والأمر شوري والحقوق قضاء) منذ قيام الثورة وحتي الآن لم نحتفل بأي مناسبة مثلا مناسبة انتخاب رئيس الجمهورية أو الدستور الجديد أو ذكري ثورة يناير فهل المسئولون في الاذاعة والتليفزيون يخشون إذا فكروا أو قاموا بعمل احتفالات سيصبحون من الكفار..... أستغفر الله وأعدكم أنني لن أعود للكتابة في هذه الموضوعات مرة أخري لأني أريد أن أكون من أهل الجنة. والله ولي التوفيق