عندما نكتب أو نتحدث عن الأعمال الفنية وخصوصا الموسيقي والغناء وأسباب الهبوط في مستوي الكلمة واللحن والأداء نذكر دائما العهود الماضية ونسميها زمن الفن الجميل بكلماته والحانه ونعاقب أنفسنا بأننا نعيش في زمن سيئ السمعة في كل الفنون ونعود للماضي من خلال الآثار العظيمة الأهرامات وتمثال رمسيس وأبو الهول هذا في الفن التشكيلي أما في الشعر والأدب نعود لأمير الشعراء أحمد شوقي وشاعر النيل حافظ إبراهيم وأمراء وشعراء الأغنية العاطفية والشعبية أحمد رامي وبيرم التونسي ثم صلاح جاهين وأحمد شفيق كامل وطبعا نعود إلي بداية التحول من الغناء التركي والنغمة العثمنلية وقام بهذا التحول إلي النغمة والكلمة المصرية فنان الشعب سيد درويش وقام بتطوير المشوار الموسيقار محمد عبد الوهاب والقصبجي والسنباطي ثم كمال الطويل والموجي وبليغ حمدي وبما أنني أنتمي وعاصرت وتعاملت مع كل هؤلاء الرموز التي نفتخر بها فأكون بذلك ممن يدمنون الماضي وحتي في السياسة نعود لثورة أحمد عرابي وثورة سعد زغلول وحركة الضباط الأحرار( ثورة23 يوليو1952) بزعامة محمد نجيب ثم جمال عبد الناصر وتحول المجتمع من حكم ونظام ملكي إلي نظام جمهوري وجاءت صيحة شباب(25 يناير2011) وقالت الشعب يريد تغيير النظام والتف الشعب والجيش لهذه الصيحة ونجح في تغيير رأس النظام وتحاول حاليا تغيير النظام ولكن أعداء النجاح ورجال النظام الفاسد المستفيدين من الفوضي ينشرون سمومهم ويستغلون أصحاب النفوس الضعيفة والخارجين عن القانون في طمس معالم أي قرار ناجح واستغلال المتشددين من الجماعات الدينية وكأننا في ثورة دينية وليس في ثورة سلمية ومدنية لإصلاح ما أفسده النظام السابق وظهرت شعارات دينية تثير الفتنة بين عنصري الشعب بل ومن أبناء الديانه الواحدة فهذا سلفي وهذا شيعي وهذا سني وهذا من أصحاب الطرق الصوفية. وبما أننا ندمن الماضي فهل ظهرت هذه الحركات العنصرية في الثورات السابقة وبما أننا علي أبواب انتخابات تشريعية فهل نترك هذه الشعارات الدينية تسيطر علي الساحة ونحن المصريين بطبيعتنا شعب متدين سواء كنا مسلمين أو مسيحيين فلنا ديننا ولهم دينهم ومصر ونيل مصر وأرض مصر نعيش عليها جميعا في محبة وسلام منذ آلاف السنين فماذا حدث ومن المستفيد من هذه الفتنة الطائفية المستفيدون هم الذين يريدون إضعاف مصر وتفتيت منطقة الشرق الأوسط وأعود للماضي وإدمان الماضي منذ الاحتلال الإنجليزي وانفصال مصر والسودان وتقسيم الهلال الخصيب سوريا والأردن ولبنان وفلسطين. وأنا من هنا أدعو وأناشد وأطالب ألا ننسي الماضي ولكن يجب أن ندمن المستقبل ونعيش ونتحاور في بناء المستقبل بعيدا عن النزعات الدينية المتشددة من جميع الأطراف وأتمني كما يتمني جميع المصريين أن تمر مرحلة الانتخابات بسلام لبناء مصر اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ونبدأ من الآن إدمان المستقبل ونعيش من أجل مستقبل أفضل ولا يمكن تغيير الماضي ولكن يمكن صناعة المستقبل والليل لازم يطلع له نهار. والله ولي التوفيق