لقد أصبحت موضة وعلامة من علامات العصر وفي معظم البرامج التليفزيونية والأحاديث الإذاعية والكتابة الصحفية أن نذكر سلبيات الأعمال سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو رياضية أو فنية وتتباري الاحاديث والمقالات في ذكر السلبيات دون ذكر علاجها وخصوصا في الموسيقي والغناء وقد أصابتني هذه العدوي ووجدت انني أكتب في السلبيات كثيرا وخصوصا عن الاذاعة لأنها معشوقتي وأغير عليها وأريد أن أراها في أحسن حال وهذا ليس من فراغ أفتح التليفزيون اعلانات استفزازية ثم نشرة الأخبار وكلها مائة قتيل في العراق واستشهاد وجرح خمسين في الأرض المحتلة( فلسطين) ونفس القتلي في أفغانستان وباكستان أخبار كلها نكد وليس بينها خبر مفرح والصحافة أخبار حوادث غريبة ولم تكن مألوفة في المجتمع المصري سرقة بنوك واختلاسات بالملايين وشباب مدمنين يقومون بأبشع الجرائم يقتل والدته ليشتري المزاج أو يغتصبون الفتيات والسيدات وانتشار الشواذ.. الإعلام صحافة وإذاعة وتليفزيون يتباري في نشر هذه الأمور ويناقشها ولكن بدون حلول جذرية وكثير من الناس وأنا منهم فقدت هويتي السياسية لعدم وجود الرموز السياسية واختلاطهم بالجمهور ومعرفة مطالبهم واحتياجاتهم وجميع الأحزاب ليس لها تأثير في الشارع وأنا لا أعرف اسم النائب الذي يمثلني في مجلس الشعب ولا أعرف اذا كان من العمال أو الفلاحين أنا أعرف الذي يمثلني في الموسيقيين والحمد لله. كل هذه الأمور وتريدون أن تسمعوا أعمالا موسيقية أو غنائية جيدة أبدا.. أبدا.. أبدا. لابد أن تسمعوا ما تسمعونه حاليا الحمار والحنطور وسلم لي ع المترو ويطلقون علي الذين يؤدون هذا الكلام مطربين( ازاي) كيف نعالج التسميات الغلط المنتشرة في المجتمع أعرف اسم الحزب الوطني وأحزاب الوفد والأحرار والناصري وغيرها ولكن عندما اقرأ في الصفحة الأولي من كبري الصحف في العالم العربي وهي الأهرام في الانتخابات في هذه الأيام( الوطني ينافس المحظورة) من هي المحظورة هل هي حزب هل هي سيدة اسمها المحظورة مرشحة نفسها في الانتخابات وهل هي جماعة محظورة وإذا كانت محظورة كيف ينافسها الحزب الوطني وهو يعلم أنها محظورة وهل من يقوم بإعطائها صوته علي صواب أو انه مخطئ وأنا لن أتمادي في الكتابة في هذا الجانب السياسي رغم ما أعانيه من الكذب والنفاق الانتخابي وخصوصا موضوع فلاحين وعمال لأن المواصفات لا تنطبق علي كثير منهم. وهذا الانطباع بالقرف مما نقرأ ومما نسمع ومما نشاهده في التليفزيون ينطبع علي كثير من المبدعين في جميع الفنون والآداب وأصبحنا لا نجد رموزا نقتدي بها فمثلا كان لنا في عالم الموسيقي والغناء قدوة وأكثر من قدوة في التأليف والتلحين والغناء أمير الشعراء أحمد شوقي وأحمد رامي ومرسي جميل عزيز وأحمد شفيق كامل وكامل ومأمون الشناوي وأمير الزجل بيرم التونسي وفؤاد حداد وصلاح جاهين والتلحين عبد الوهاب والشيخ زكريا أحمد والسنباطي والقصبجي والغناء أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفايزة أحمد ونجاة وشادية كل هؤلاء كانوا رموزا فأين رموز اليوم وباختصار السبب وراءه انقطاع الاذاعة عن الاهتمام بالموسيقي والغناء وأنا اتهم القيادات الثلاث الأخيرة بإهمال شأن الأعمال الموسيقية والغنائية وأتمني من القيادة الجديدة أن تعود الحال إلي ما كانت عليه منذ خمسة عشر عاما. والله ولي التوفيق