بعدما أل اليه حالنا وبعدما أفتقدنا نعمة الصبر, وابتعدنا عن الحق, ولم يعد يعذر بعضنا بعضا, وانسقنا وراء تيار التعصب, ونسينا معني النصيحة ولم نعد نعمل بمكارم الاخلاق, ولم نلتزم بوصايا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه. تري ماذا كان سيقول لنا نبي الرحمة لو كان حاضرا بيننا الأن.. وبماذا كان سينصحنا ويوجهنا. علماء الدين في الأسطر التالية يتوقعون معنا ولنا ما كان سيدعونا إليه خير الأنام يقول الشيخ فكري حسن عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية: لو أن رسول الله صلي الله عليه وسلم بيننا الآن وهو في الحقيقة معنا بهديه وتوجيهاته لرأيناه يطالبنا بأن نرجع إلي كتاب الله تعالي وأن نحتكم إليه ومما قرره القرآن الكريم لجمع كلمة الأمة أن نتواصي بالحق وأن نعتصم بالله وألا نتفرق وأن ننحي مصالحنا الشخصية وأن نضع المصلحة العامة فوق رؤوسنا جميعا كما يدعونا القرآن الكريم أن نتعاون علي البر والتقوي وألا نتعاون علي الأثم والعدوان, ولو تخيلنا توجيهات رسول الله لنا الآن لوجدناه يقول لنا اتحدوا ولا تفرقوا وكونوا إخوة متحابين متآلفين وأقيموا مبدأ العدالة الاجتماعية فيما بينكم وكونوا كالجسد الواحد حيث أننا جميعا من أب واحد وأم واحدة. ويعتقد الداعية الدكتور سلامة عبد القوي المتحدث الرسمي بوزارة الاوقاف أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لو كان بيننا الآن لأوصانا بما أوصانا به فقد أوصانا بوصية كأنه يعيش بيننا عندما ما قال حديثه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله إن الله يرضي لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثايرضي لكم أن تعبدوه ولاتشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبله ولا تفرقوا, وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم, ويكره لكم قيل وقال, وكثرة السؤال, وإضاعة المال صدق رسول الله ففي هذا الحديث من الأهمية خاصة ونحن في هذه المرحلة الخطيرة وما أحوجنا إلي هذه الوصية الغالية الأن, فالله يرضي لنا ويرضي منا أن نعبده ولا نشرك به شيئا وأن نعتصم بحبله سبحانه وتعالي, فالأمم الأن بحاجة شديدة إلي الاعتصام والوحدة والترابط والألفة والتآلف لا الفرقة والتشاحن, والأمة الأن بحاجة شديدة إلي ان تتعاون كل القوي وأن تتكاتف وتكون يدا واحدة, وأظن أننا رأينا عندما كانت الأمة المصرية موحدة وصرخت بأعلي صوتها فحقق لها الله ببركة هذه الوحدة والاعتصام ما كانوا يتمنون, فنحن الان بحاجة لعودة هذه الروح مرة أخري لنؤكد هذه المعاني وتلتف الأمة علي مصلحة الوطن لاعلي المصالح الشخصية. ويشير الرسول إلي أن الله يكره لكم قيل وقال وهي من المصائب التي نقع فيها هذه الأيام الكلام الكثير والكلام الفارغ الذي لا طائل منه, الكلام بلا وعي, بلا مسئولية وفي غير ما يعني, والذي يحمل تجريحا من خلال الفضائيات وأما إضاعة المال فالبلد الآن منهك اقتصاديا ويحتاج إلي كل جنيه ينفقه في مكانه الصحيح, أما إذا انفق المال خارج البلد وسرق فهذا مما لا يرضاه الله منا ولا يحبه لنا فلو أن رسول الله بيننا الان لنصحنا بهذا الحديث. بينما يري الدكتور صلاح زيدان عميد كلية الشريعة والقانون السابق أن الرسول لو كان موجودا بيننا الآن لنصحنا بأمرين, الأول توحيد الكلمة فلابد من أن تتوحد كلمتنا من جميع أطيافنا لان الله تعالي جعل توحيد الكلمة سببا لتحقيق النصر, والنصر علي انفسنا حتي يمكن ان يتحقق علي العدو الامر الثاني الصبر الذي كان سيأمرنا به صلوات الله عليه علي ما نحن فيه, حيث اننا مطالبون به علي ما نحن فيه من فساد ضرب أطناب جنابات المجتمع سنين عديدة, ولكي يتحقق الاصلاح والصلاح لا يمكن إلا بالصبر والاجتهاد لدفع الفساد وإقامة الصلاح. * في حين يؤكد الدكتور سعد الدين هلالي استاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر أنه لا يستطيع أحد أن يجيب عن ماذا كان سيفعله رسول الله لو كان بيننا سواه صلي الله عليه وسلم, والذي جاءت رسالته لكل البشر وليس للمسلمين, قال تعالي وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وقوله صلي الله عليه وسلم أنا رحمة مهداة وطالب بأن يكون الخطاب للمسلمين بأن يعذر بعضهم بعضا, فقد جعلنا الله مختلفين مصداقا لقوله ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وقول تعالي إنما المؤمنون اخوة لا يعني استنساخا وإنما يعني تميز كل إنسان عن غيره سواء في تفكيره أو فهمه, فالاخوة لا تعني ان يركب أحد علي أحد ولا يكون وصيا عليه وهذا يستلزم أن يعذر بعضنا بعضا فمن رأي رأيا لا يصح أن يحمل غيره عليه, فقد يري أحدنا أن قراءة القرآن أفضل الأعمال, ويري الاخر ان السعي علي الرزق هو الأفضل ويري الثالث أن العمل والإنتاج وخدمة الآخرين هو الاقرب للصواب ويري الرابع أن معاودة المرضي والتزام الصلاة في المساجد هو الأقرب إلي الله علي الرغم من أن كل هذه الرؤي صحيحة طالما لم يترك الانسان واحدا من الأركان الخمسة السهلة التي يمكن الاتيان بها ومن جانبه يؤكد الدكتور ابراهيم الهدهد عميد كلية اللغة العربية بجامعة الازهر ان الرسول لوكان حيا بيننا لأمرنا بقوله تعالي خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وكل ما جاء في الذكر الحكيم وما يدعو إلي مكارم الأخلاق وما ينهي عن رذائلها لأن رسالته صلي الله عليه وسلم كما وصفه ربه وأنك لعلي خلق عظيم وكما تحدث عن نفسه بقول. إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فقد كان صلي الله عليه وسلم مشهورا بين قومه قبل أن يأتيه الوحي والرسالة بالصادق الأمين, ولذلك لم يشكك الكفار بعد رسالته في أخلاقه فلقد كانوا يحاربونه ويؤذونه وهو يحفظ لهم أماناتهم عنده وحينما جهر بالدعوة قالوا له في شهادة جماعية ماجربنا عليك كذبا قط فلو كان صلي الله عليه وسلم بيننا لدعانا إلي مكارم الاخلاق وبخاصة اننا بعد الثورة نعاني من الانفلات الأخلاقي فالقصة ليست قصة انفلات أمني وإنما هي قصة انفلات أخلاقي, لأن الأمم إذا حسنت أخلاقها قويت شوكتها وإذا فسدت أخلاقها ضعفت ريحها وذهبت قواها. ويشير الدكتور محمد حرز الله إمام جامع الحسين ان رسول الله لو كان بيننا الان لنادي فينا بأعلي صوته, صوت يغلفه الرحمة قائلا عليكم بكتاب الله وسنة رسول الله ولنصحنا بإخراج النفاق من القلب والكذب من اللسان, وليعذر بعضنا بعضا, فيما اختلفنا فيه, ولنجتمع جميعا فيما اتفقنا عليه, ولجعلنا نحب وطننا كما أحب هو صلي الله عليه وسلم مكة والمدينة. ويقول الدكتور عبد المهدي عبد القادر الاستاذ بجامعة الأزهر لو أن رسول الله حضر إلينا الآن لأنكر المنكر ونفرنا منه, وأخذ بأيدينا إلي الحق والصدق والخير, ولو كان بيننا ما سمح بهذا التطاول بين الناس علي بعض, ولدعانا لمكارم الأخلاق فهو القائل إن المسلم ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم فلو كان رسول الله موجودا الان ما ظهرت النساء سافرات متجملات, وما ترك الشباب يعبثون في هذا الكلام الماجن, وما كان للساسة أو طلاب الرياسة أن يحطموا ويهدموا ويقتلوا, ولجعلنا نطلب الرزق بالدعاء والاستقامة والطاعة, أما الدكتور طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر السابق فيقول إن رسول الله لو كان بيننا لعاتبنا قائلا: لماذا لم تنفذوا قولي: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره, ولسأل أيضا لماذا أضعتم الأمن فيما بينكم ولم تعملوا بقولي المؤمن من آمنه الناس, والمسلم من سلمه المسلمون من لسانه ويده. ولسألنا لماذا تكاسلتم وتراخيتم ولم تتفانوا في العمل والانتاج ولم تعملوا بدعائي اللهم أني أعوذ بك من العجز والكسل, ويقول الشيخ رضا حشاد إمام بوزارة الأوقاف إن الرسول صلي الله عليه وسلم لو كان حيا بيننا الان لنصحنا بما نصح به أصحابه رضوان الله عليهم جميعا بقوله تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا فالنبي صلي عليه وسلم إنما جاء بشريعة كاملة ليس بها نقص أو خلل, وكان صلوات الله عليه يطبقها في حياته