يبدو أن الذئاب البشرية في الهند وهو التعبير المهذب الذي تطلقه وسائل الإعلام عادة علي المجرمين الذين يرتكبون جرائم الاغتصاب تخصصوا في ممارسة جرائمهم في الأتوبيسات العامة. في هذا المكان, توقعت منذ أيام تعليقا علي حادث الاغتصاب البشع الذي راحت ضحيته شابة في الثالثة والعشرين من عمرها علي متن أتوبيس نقل عام في نيودلهي ألا تتوقف حوادث الاغتصاب في الهند لوجود حالة من التمييز في المجتمع هناك تؤدي إلي ممارسة العنف غير المبرر ضد المرأة, بل وتحميل الضحية دائما مسئولية ما يقع لها, مع ترك الجاني من دون حساب. وبكل أسف.. وقع ما توقعته بنفس التفاصيل تقريبا قبل مرور شهر واحد علي الجريمة الأولي. الشرطة الهندية اعتقلت أمس خمسة ذئاب بشرية إضافة إلي سائق الأتوبيس والمفتش المشتبه في تورطهم بجريمة الاغتصاب الجماعي الجديدة التي وقعت يوم الجمعة الماضي لسيدة هندية تبلغ من العمر29 عاما بعد اختطافها من علي متن أتوبيس نقل عام في ولاية البنجاب شمال الهند خلال توجهها لزيارة عائلة زوجها, استخدم المجرمون دراجة نارية واقتادوا الضحية الجديدة إلي مكان مجهول في منطقة محاذية لمدينة أمريستار المقدسة عند السيخ, وتناوبوا اغتصابها طوال الليل, ثم قام أحد المتهمين بإلقائها بالقرب من منزل أقارب زوجها صباح أمس الأول السبت, لتروي لشقيقات زوجها ما تعرضت له علي أيدي هؤلاء المجرمين. البرلمان الهندي لم ينته بعد من سن قوانين مشددة ضد جرائم الاغتصاب التي دعت إليها مظاهرات الغضب الحاشدة التي اجتاحت أرجاء البلاد, والمتهمون في الجريمة الأولي لايزالون قيد المحاكمة, وربما تنتظرهم عقوبة الإعدام تحت ضغط الرأي العام الهندي, والمغتصبون الجدد لم يأبهوا لحالة الغضب الهائل التي تخيم علي المجتمع, ولا بما ينتظرهم من عقاب مشدد قد يصل إلي الإعدام أيضا ما يفيد أن دوافع ارتكاب مثل هذه الجرائم تفوق الخوف من العواقب. الضحية الأولي ماتت متأثرة بجراحها التي أحدثها المغتصبون, وتم حرق جثتها وإلقاء رمادها في نهر الجانج المقدس وفقا للتقاليد الهندوسية, الضحية الثانية لحسن الحظ أفلتت من الموت, ولكنها تعرضت للاغتيال المعنوي, وقد تقضي باقي عمرها تعاني تبعات ما وقع لها, فهل تسرع العدالة الهندية في الانتهاء من إجراءات القصاص العاجل وتحكم بإعدام هؤلاء المجرمين وبنثر رمادهم في مياه الصرف الصحي أو تحت عجلات أتوبيسات الاغتصاب حتي تشفي صدور أهالي الضحايا؟ أم تلغي الأتوبيسات لوقف هذه الجرائم البشعة؟