يقف اليوم أمام القضاء الهندي6 ذئاب بشرية) وفقا للتعبيرات الصحفية المهذبة التي تستخدم عادة لوصف المتهمين في قضايا الاعتداءات الجنسية بالإكراه(, وإن جاز لي التعبيربطريقتي عن هؤلاء المتهمين الذين قاموا باغتصاب الشابة الهندية طالبة الطب في أتوبيس بنيودلهي يوم16 ديسمبر الماضي والاعتداء عليها وعلي خطيبها بالضرب المبرح بطريقة وحشية, ثم إلقائهما من الأتوبيس ومحاولة دهسها بعد تجريدها من ملابسها, أجد أن وصف الذئاب البشرية غير كاف, فهم في تقديري كلاب مسعورة, بل حيوانات ضارية لا تقل ضراوة عن الضباع( نباشة القبور) التي لا تعرف حرمة لشيء, ولا للموت نفسه. أتصور أن العالم كله ينتظر نتيجة محاكمة هؤلاء الأوغاد, وليس أهل الضحية التي ماتت في مستشفي ماونت إليزابيث بسنغافورة متأثرة بإصاباتها البالغة. وحسنا فعل المحامون المقيدون في محكمة ساكيت بنيودلهي المقرر أن تنظر القضية اليوم وعددهم2500 محام عندما أعلنوا علي لسان زميلهم سانجاي كومار رفضهم الدفاع عن هؤلاء المتهمين والبقاء بعيدا عن الملف لإحقاق العدل سريعا معتبرين الدفاع عن المتهمين عملا غير أخلاقي. الشرطة الهندية من جانبها تستعد لتوجيه اتهامات جنائية للمتهمين من واقع تقريرها عن الحادث الذي يضم ألف صفحة ويفيد أن المغتصبين حاولوا دهسها بالحافلة بعد الاعتداء عليها وتعريتها وصديقها قبل إلقائهما من الحافلة. وإتلاف السائق الذي شارك في الاغتصاب لأدلة الإدانة حيث قام بغسل الحافلة وإحراق ملابس الضحية. رماد جثمان الضحية تم نثره في مياه نهر الجانج الذي يعتبره الهنود نهرا مقدسا بعد إحراقه وفقا للتقاليد المعمول بها هناك, إلا أن قضيتها التي ترددت أصداؤها في أنحاء العالم لن تلقي المصير نفسه. وأتصور أيضا أن العالم يتحرق شوقا لرؤية هؤلاء الجناة معلقين علي أعواد المشانق أو محروقين أحياء جراء ما ارتكبوه من جريمة يندي لها الجبين. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل ستكون هذه الجريمة آخر جرائم الاغتصاب في الهند؟ بكل أسف.. الدراسات الاجتماعية التي تجريها مراكز الأبحاث الهندية تفيد أن جرائم الاغتصاب في الهند دائما ما تنتهي إلي إدانة الضحايا, وهو ما يشجع الذئاب البشرية علي ارتكاب المزيد منها, وهذا ما دفع المتظاهرين الغاضبين إلي المطالبة بتشديد العقوبات علي مرتكبي هذه الجرائم غير الإنسانية. وفي رأيي أن تشديد العقوبة إلي الحد الأقصي حتما سيقلل من ارتكابها في المستقبل القريب.