فيما فتحت نيابة الأموال العامة الباب للتصالح مع رموز النظام السابق مقابل رد الأموال, رفض خبراء القانون هذا الاتجاه مؤكدين أن فتح الباب للفساد وسرقة أموال الشعب وخيراته من جديد, مشددين أنه يمكن استرداد الأموال التي اغتصبوها وزيادة من خلال أحكام القانون. وأوضحوا أن القضايا الجنائية لا يمكن التصالح فيها مهما كان. قال الدكتور جابر نصار أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة, هناك إشكالية كبري عند طرح مسألة التصالح, خاصة في هذا التوقيت, رغم الاستحقاقات الفورية التي لم تحسم حتي الآن فيما يتعلق بحقوق الشهداء والمصابين. وأضاف أن هذه الفكرة قفز إلي المجهول ولكن يجب في كل الأحوال عدم طرح مسألة التصالح في الدم, إذ يجب القصاص للشهداء والمصابين, ثم نتحدث عن التصالح وحدود النصائح وهاهي توعية الجرائم التي يتم التصالح فيها, مشددا علي أهمية أن يتم ذلك في إطار من الشفافية. وأكد أن طرح فكرة التصالح العشوائي دون ضابط أو رابط مسألة خطرة ويجب ألا يكون المبرر لتجاوز الأزمة المالية والاقتصادية التضحية بكل القيم في مقابل الحصول علي الأموال. من ناحيته, قال فتحي تميم وكيل النقابة العامة للمحامين, إنه لا يؤيد فكرة التصالح مع رموز النظام السابق تحت أي مسمي, ومن أخطأ لابد أن يتحمل نتيجة خطئه, وأن يعاقب بالقانون. وأكد أن رد الأموال المغتصبة مضمون في جميع الأحوال والمجالات قائلا: إن الاحكام القضائية لابد أن تتضمن تغريمهم مبالغ كبيرة نتيجة فسادهم. وأكد أن التصالح سوف يفتح الباب للسرقة والفساد طالما هناك دفع مقابل إذا تم اكتشاف الأمر. وقال الدكتور صلاح الطحاوي أستاذ القانون بجامعة حلوان: لا يجوز بأي حال من الأحوال التصالح في القضايا الجنائية, لأن المجني عليه المجتمع والنيابة العمومية ممثلة عن المجتمع هي نائبة عن الشعب والمجتمع في تحريك الدعوي وإحالة المتهمين للمحاكمة ولا يجوز لها أن تتصالح هي حق الشعب, خاصة في قضايا وجرائم القتل, وأوضح أن المتورطين الذين ثبت تورطهم في حق الشعب وسرقة أمواله فإن محكمة الجنايات كما ينص قانون العقوبات من حقها الحكم عليهم بالسجن والغرامة ورد ما سرقوه من أموال الشعب.