' بقايا النظام السابق كلاب كسيحة, والذين يمثلون السلطة الحاكمة في بلادي يشبهون الذئاب المسعورة, أما المعارضة فقد جعلها التفتت والانقسام وعدم التفاق كالعجوز في شتاء قارس البرودة وما بين الثلاثة يلعق الفلول حذاء العنف ويميل الحكام الجدد إلي الديكتاتورية وتدخل المعارضة في معارك فاشلة بلا مدرب ولا خطة ولا عزيمة علي المنافسة الشريفة' كلمات موجزة تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي أمس عن ناشط تونسي يبكي حال بلاده وما آلت إليه ثورة الياسمين أولي مواليد الربيع العربي والمحرك الاستراتيجي لمشاعر ثورة اللوتس في الشارع المصري في يناير.2011 وفي مصر وبعد مرور ما يقارب العامين علي ثورة الشعب ضد الظلم والاستبداد والديكتاتورية والفساد لاا يزال بقايا نظام حسني مبارك يشبهون بقايا نظام زين العابدين بن علي يشعرون بحرمان من المشهد السياسي الرسمي فيلجأوون إلي الأبواب الخلفية التي أدمنوها في فساد30 عاما ويوجهون سهام الانتقام لكل مصري ويتحالفون مع أعداء الأمس واليوم والغد من أجل عودة الحلم الضال وفي معركتهم يمولون ويحرضون ويقلدون الثوار ويتباكون علي العزل السياسي ويحملون ملامح فكر ثعلبي جديد للحاق بإحدي عربات المعارضة أو حتي الإخوان أو السلفيين للفرار إلي حصانة مجلس النواب المقبل. وعلي كرسي السلطة يتقارب أبناء العم ويتضامن المتحالفون مع الشريعة والشرعية لفرض السيطرة علي كل شيء والوصول إلي مفاصل الدولة واحتضان كل من يقترب أو يتقارب مع الحكام الجدد وليس هناك دليل علي ذلك أكثر من اختيارات المعينين في مجلس الشوري مؤخرا والذين تم اختيارهم علي طريقة من يحاورني يجاورني ومن يدعم دستوري يتمتع بحصانتي وتفرغ النظام لمعارك كلامية واتهام الآخرين والمعارضين بالخيانة والتضليل والفساد واللعب مع الشيطان ضد الدولة. أما المعارضة فقد تفرغت لرفض الحوار مع المؤسسة الحاكمة وتمسك رموزها بأن أقرب طريق للوصول إلي القصر الجمهوري هو الثورة وأفضل سبيل لإسقاط دولة الإخوان هو وقف الاستثمارات وإرهاب أي دولة أو مؤسسة تحاول مساعدة مصر وأن من يقترب من دعمها فهو خائن للثورة مساند للإخوان والسلفيين ويتساوي في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية مع الاتحاد الأوربي مع قطر مع تركيا وحتي الرجل الطيب الذي يحب مصر لوجه الله وهو الداعية الشيخ محمد العريفي, ووصلت سخونة وحدة المعارضة بصورتها الجديدة إلي درجة اختصار معركتها مع النظام في سقوط الأمطار وغرق الشوارع رغم أن ذلك عرض لمرض تعاني منه مصر منذ عشرات السنين ولا أحد يفكر في العلاج الشافي. مصر الآن في أكثر حالاتها احتياجا لمن يفكر فيها ويهمه ويعنيه ويبكيه حالها وليس هناك ما يمنع أن نتعاون جميعا ونتفق علي ضرورة نجدتها وإنقاذها ولا يهم من يخطط ولا من ينفذ وليكن شعارنا وطننا وليس مصلحتنا لأن الأمور لم تعد تحتمل أن يشعر كل مصري أن مصيره أصبح في يد دولارات قطر وشروطها! رابط دائم :