ضربت عاصفة من الاحتجاجات والاعتصامات محافظة البحيرة حيث دخل أمس العاملون بمركز علاج الأورام بمدينة دمنهور في إضراب تام عن العمل أحتجاجا علي عدم صرف بدل العدوي والحوافز الشهرية وبدل المخاطر إثر تعرضهم للمخاطر نتيجة تعرضهم المباشر للإشعاعات والمواد الكيماوية التي يعالج بها المرضي ما تسبب في إصابة نحو5 عاملين منهم بفيروس( سي), كما طالب المحتجون بصرف300% من الحوافز من الأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة بدلا من صرفها من مركز علاج الأورام بدمنهور, وطالب العاملون بتشكيل لجنة يترأسها مراقب مالي لفحص المستندات والأوراق المالية الخاصة بالمعهد لكشف العديد من المخالفات المالية بها. وفي سياق آخر تجمع المئات من سائقي وأصحاب سيارات الملاكي التي تعمل بنظام العداد( الاجرة) لليوم الثالث علي التوالي وقاموا بقطع الطريق المؤدي لديوان المحافظة بشارع عبد السلام الشاذلي بمدينة دمنهور, مطالبين بتقنين أوضاعهم واستخراج تراخيص وتحويل السيارات الملاكي إلي سيارات أجرة بالعداد, كما طالب المحتجون بأسقاط الغرامات المرورية الموقع عليهم, وقد رفع المحتجون اللافتات التي تطالب بتلبية رغباتهم, وقد تسبب ذلك في تعطيل حركة سير السيارات والمرور, احتجاجا علي المعاملة التي تمارسها معهم إدارة مرور البحيرة بعد قيامها بضبط أكثر من مائتي سيارة ملاكي تعمل بنظام الأجرة وفرض غرامات فورية علي اصحابها. وقد التقي المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة ببعض ممثليهم لسماع شكواهم, ووعدهم بدراسة مشكلتهم مع أدارة المرور بالبحيرة ومدي إمكان فتح باب التراخيص لهم, غير أن السائقين لم يعجبهم ذلك, مطالبين الترخيص الفوري لسيارتهم الملاكي وتحويلها إلي تاكسيات بالعداد, فقاموا بقطع طريق شارع عبدالسلام الشاذلي أكثر من ثلاث ساعات, مما أثار حالة من الاستياء بين الاهالي من سكان المنطقة, وقائدي السيارات الذين أضطر بعضهم للدوران والمرور من الشارع الخلفي من المحافظة, أما الجزء الثاني فنزلوا من سياراتهم وقاموا بالاشتباك مع المتظاهرين رافضين ما أسموه( بالبلطجة ولي الذراع). وأوضح الخطيب حسين, الحاصل علي دبلوم صنايع ويعمل سائق ملاكي أجرة, أنهم يحتجون علي الحملة التي تشنها مديرية الأمن ضدهم منذ فترة, مؤكدا أنه لا يعترض علي تطبيق القانون ولكن يطالب بتوفير مصدر دخل بديل حال توقفه عن العمل كسائق. كما أكد أحمد أسامة إبراهيم, سائق, أن تلك المظاهرة سلمية للمطالبة بتقنين أوضاع سائقي الملاكي وذلك عبر العديد من المقترحات والتي منها تحصيل ضريبة علي السيارات الملاكي التي تعمل بالأجرة بالإضافة إلي تكوين نقابة تضم هؤلاء السائقين للدفاع عن حقوقهم. ويري أسامة سعيد, سائق, أن تعامل ضباط المرور رجع كما كان قبل الثورة من عدم احترام للسائقين وذلك علي حد قوله, مطالبا محافظ البحيرة بالتدخل العاجل لحل مشكلة السائقين وإصدار الأوامر المشددة لضباط المرور بالتعامل الحسن مع السائقين. من ناحية أخري اندس وسط المتظاهرين العديد من العناصر غير المعروفة الذين قاموا بمحاولة الاستيلاء علي سيارة ونش مرور وتكسير العديد من قطع الطوب والقيام بتحريض المتظاهرين علي التحرك من أمام مبني المحافظة والخروج إلي الطريق الزراعي لقطعه. وتعليقا علي تلك المظاهرة أكد م.أسامة سليمان أمين حزب الحرية والعدالة بالبحيرة أن حق التظاهر مكفول للجميع بشرط الالتزام بسلمية المظاهرات, مطالبا في الوقت ذاته المسئولين النظر لمطالب المتظاهرين وبحثها بكل جدية وحيادية, وقد أكد العميد محمد الخليصي مدير المباحث الجنائية بالبحيرة, أن المباحث تحركت بصورة عاجلة لرصد العناصر المجهولة المندسة بين المتظاهرين وتحديدهم تمهيدا لتقديمهم للنيابة, موضحا أن قطع الطريق العام جريمة يعاقب عليها القانون وأن المباحث قامت بالتفاوض معهم لفتح الطريق وفي حال رفضهم سيتم اللجوء إلي التعامل الأمني, وأشار الخليصي إلي أن المطالب الخاصة بإسقاط الغرامات من اختصاص النيابة العامة وليست وزارة الداخلية.