حذر مصرفيون وخبراء من أن الجنيه واصل تراجعه أمام الدولار في السوق المالية أمس في ظل ارتفاع الطلب علي الورقة الخضراء تحسبا لمزيد من تراجع سعر العملة المحلية بتأثير حالة الانقسام السياسي التي تمر بها البلاد. وربط المصرفيون بين تراجع سعر الجنيه وتراجع الاحتياطي النقدي لدي البنك المركزي مشيرين إلي أنه وصل إلي15.1 مليار دولار مقابل36.1 مليار دولار منذ عامين وتوقعوا أن يقفز سعر الدولار إلي7 جنيهات خلال المرحلة المقبلة. وقال أسامة المنيلاوي رئيس قطاع الخزانة ببنك الشركة المصرفية العربية الدولية إن العمل علي وفرة الدولار الأمريكي بالبنوك يعمل علي توفير المطلوب من العملة المحلية والحد من تراجعها, وأن حجم العرض والطلب هما العاملان الرئيسان في التحكم في سعر الصرف, وأن هناك تزايدا خلال الفترة الماضية من العملاء بهدف الادخار. وأن الاستقرار السياسي المأمول عقب إقرار الدستور الجديد, وما ينعكس به هذا الاستقرار علي الاقتصاد المصري, والتدفقات النقدية بالعملة الأجنبية المتوقعة خلال الشهور المقبلة يكون له التأثير علي سعر الجنيه. وأوضح المنيلاوي أن تراجع العملة المحلية أمام الدولار خلال العام الماضي بلغ23 قرشا, في حين انخفض خلال العام الحالي حتي الآن بقيمة13 قرشا بينها6 قروش خلال الأسبوعين الماضيين, مما يوضح انعكاس الأحداث السياسية علي استقرار أو تراجع سعر صرف الجنيه. وقال حازم الشربيني المدير العام بالبنك العقاري المصري العربي إن سعر العملة المحلية يعد المقياس الحقيقي لمدي الاستقرار السياسي ويعد المحرك الأساسي لمؤشرات الاقتصاد, وأن تراجع الجنيه بنسبة5% لا يثير القلق وان هدوء الأوضاع السياسية بعد إقرار الدستور سيكون له تأثير إيجابي علي التدفقات بالعملات الأجنبية وجذب المستثمرين كما يعمل علي زيادة أرصدة الاحتياطي الأجنبي. وعن دور البنك المركزي قال إنه حرص علي جعل سعر الجنيه يتحدد بتفاعل قوة العرض والطلب, ولن يتدخل إلا في حالة حدوث مضاربات علي الدولار للاستفادة بفروق الأسعار, وأن سياسة المركزي دعمت القطاع المصرفي في وقت الأزمة الماضية واستطاع الوصول بالبنوك إلي بر الأمان. وأرجع ندرة الدولار في السوق لأن كثيرا من العملاء لا يفضلون بيع الدولار في الوقت الحالي, وأن السوق يواصل الارتفاع في الوقت الحالي, لذا يفضلون إدخاره, وأن شركات الصرافة تواجه ندرة الدولار في السوق بعدم تغير أكثر من45% للقيمة التي يطلبها العميل, حتي تستطيع الشركات تلبية احتياجات المواطنين. وقال عبد العزيز الشاذلي مدير الشركة الدولية للصرافة إن هناك ندرة في الدولار في الوقت الحالي, وأن شركات الصرافة تعمل في الوقت الحالي علي عدم صرف الدولار إلا في حدود معينة لا تتجاوز50% من القيمة التي يطلبها العميل. وأوضح أن السوق تؤكد عدم رغبة العملاء في بيع الدولار, نظرا لاحتفاظ الدولار بقيمته في الوقت الحالي, وفي المقابل تراجع الجنيه بشكل كبير. وقال مسئول صرافة بشركة جنرال للصرافة إن شركات الصرافة تعاني ندرة الدولار, يقابله زيادة في الطلب, وأرجع تزايد الطلب لأن كثيرا من العملاء يفضلون اقتناص الدولار في ظل ارتفاعة أمام الجنيه. وأن الشركات تعمل علي توفير الدولار للعملاء, ولكن نظرا لعدم اقبال العملاء علي بيع الدولار فأن الشركات تعمل علي تقليص عمليات التغيير بتخفيض القيمة للعميل, بصورة قد تصل الي50% من القيمة المطلوبة. وتوقع أن يتزايد الطلب من العملاء خلال الفترة المقبلة علي شراء الدولار, وأرجع ذلك لأن الدولار محتفظ بقيمته في الوقت الذي يتراجع فيه الجنيه بشكل كبير, لافتا إلي أن الطلب علي اليورو وباقي العملات طبيعي. يذكر أن سعر بيع الدولار أمس تراجع قرشا وفقا لشاشات البنوك, ليصل إلي6.19 جنيه للبيع, مع عدم وجود المتاح منه في الأسواق. رابط دائم :