علي الرغم من أن مستشفي العباسية يعتبر المستشفي الوحيد في مصر الذي لم يعلن العصيان المدني أو المشاركة في إضراب الأطباء حرصا علي مصلحة وآلام المرضي خاصة أنهم يعدوا من أوائل المختصين بالتصدي لعلاج الأطفال الذين لا يستطيعون أن يعبروا عن آلامهم, وبالرغم من أن أسعار العلاج في هذا المستشفي تتراوح تذكرته صدق أو لا تصدق من واحد جنيه حتي3 جنيهات فقط والاستقبال يعالج بالمجان والأطباء فيه يصلون الليل بالنهار في أشد حالات الفوضي بالبلاد لم يغلقوا بابا أو يمتنعوا عن تقديم علاج إلا أن ذلك لم يشفع لدي من صورت لهم عقولهم إنما خلقت الأيدي للضرب والتعدي علي الآخرين واللسان وظيفته السباب والإهانة للجميع فأذاقوا طبيبتين هدر كرامتهما وتشويه وجهيهما بالأظافر والكدمات بالرغم من تلقي الجاني ما احتاجه ذووه من علاج وتعاطف في واقعة أشبه بشريعة الغاب في الكهوف السحيقة, وبالرغم من تحرير محضر رسمي وأخذ أقوال أطراف الواقعة تحت رقم7796 لسنة2012 بقسم شرطة مدينة نصر ثاني إلا أنه لم يتحرك أحد حتي الآن.. وبصوت تملؤه المرارة ويتخلله الحزن تقول الدكتورة زينب أبوريا إخصائية الأطفال بمستشفي حميات العباسية: في نحو الساعة الحادية عشرة ونصف من ظهر أمس كنا داخل العيادات الخارجية نقوم بالكشف علي المرضي وفجأة سمعنا صوتا عاليا وصراخا وسبابا من إحدي السيدات وبعض المرضي في الانتظار يحاولون تهدئتها وخرجت مديرة العيادت تسأل عن سبب الضوضاء, فصرخت فيه سيدة تتشح بالسوداء ومعها تمسك بيدها ولدها وتقف معها جدته, قائلة إنها تريد الكشف علي صغيرها ولن تنتظر الدور, فردت عليها المديرة أنها يجب أن تنتظر الدور لانشغال جميع الطبيبات بحالات أشد خطورة من ولدها الذي تعتبر حالته عادية تحتاج لمسكنات فقط, ولكن السيدة أصرت علي العلاج الفوري فاصطحبتها المديرة إلي عيادة أخري وسألتها لماذا تصيح فادعت أن إحدي الطبيبات طردتها خارج المكان وهو لم يحدث, ثم طرقت المديرة باب عيادة أخري وأوصت بالعلاج اللازم لابن السيدة وبالفعل كشف الدكتورة وكتبت لها روشتة العلاج والغريب أنه طوال فترة ذهاب السيدة مع المديرة لم يتوقف لسانها عن السباب علي كل من بالمستشفي وسط اندهاش الجميع. وتوقفت الدكتورة زينب تسترد أنفاسها وخرجت الكلمات من فمها ببطء وهي تقول: بعد عودة السيدة بصحبة ولدها اتجهت إلينا وصرحت في وجوهنا وقالت بالحرف الواحد علي فكرة انتوا يا دكاترة ما بتشتغلوش إلا لما بتاخدوا بالجذمة علي دماغكم. فلم نرد ولكن الدكتورة رحاب السيد إخصائية الأطفال بالمستشفي قالت لها ما احنا كشفنا علي ابنك من غير مشكلات مالوش لازمة الكلام ده فنظرت لها السيدة نظرة قبيحة بازدراء شديد ومشيت حتي الممر وعندما همت الدكتورة رحاب بالعودة تصنعت السيدة أن هناك مشكلة وارتفع صوتها وهي عائدة مرة أخري إلي رحاب وهي تقول انت ماشية ورايا واللا إيه وفوجئنا بها تقذف بولدها إلي جدته ثم خطفت عصا يتوكأ عليها أحد المسنين وهو يمشي في الممر وقذفت قفزتين فوصلت إلي رحاب وبدون تردد انهالت عليها بالضرب وهي تسب الدين, فحاولت أن تدافع عن نفسها سريعا وتصد العصا إلا أنها لم تفلح في ذلك, وتدخل بعض المرضي محاولا الفصل بين الاثنتين دون جدوي. وتعود الدكتورة للصمت من جديد وتنظر إلي الأرض وارتجفت شفتاها وهي تستعيد المشهد قائلة: تركت طفلا زاده صراخ المعركة ارتجافا كان يعاني من التهاب فيروسي وحرارته مرتفعة وكان هناك طفل آخر ينتظر دوره في الشكف, وذهبت إلي مكان العراك والمرضي يتجمعون بسبب صوت صراخ رحاب من وقع الضربات والسحل علي الأرض وكان الكل يتصور أن الصوت الآتي من حالة مرضية مستعصية أو أن هناك من دخل في حالة هبوط بالدورة الدموية وأهله يصرخون وهم يسعفوه, ولكن للأسف رأيت بعيني رحاب تحاول انقاذ حياتها والدماء منتشرة علي ردائها الطبي الأبيض فأمسكت بكتف السيدة المعتدية أحاول إيقافها, فالتفتت إلي وبمجرد أن تلاقيت أعيننا انهالت علي بالضرب والسب, وأخيرا بعد محاولات مستميتة استطاع الجمع أن يخلصنا من الاعتداء, والتف حولنا زملائنا الموظفين بالمستشفي وأوصيناهم ألا يخرجوا هذه السيدة وطلبنا الشرطة, لخلاء النقطة الوحيدة بالمستشفي من أي فرد شرطي نهائيا وللأسف علمنا أن أحد الموظفين يعرف هذه السيدة وهي من منطقة عزبة أبوحشيش وأفلتها بالفعل وهربت من البوابة إلا أنه لم يستطع إخراج الجدة أمها وأتت الشرطة وأخذت كل البيانات عن الواقعة من كل الأطراف وأثناء وجود الضابط حضرت السيدة المعتدية ودخلت إلي المستشفي وكان بصحبتها اثنان من البلطجية وتعدوا علي الضابط بالإهانة والسباب وحطموا زجاج النقطة بالكامل وحاولوا الفتك بأحد, الممرضات ولكنها هربت بالكاد وهربنا معها واستعان الضابط بدعم من زملائه وبالفعل أتي زميله برتبة ملازم أول واصطحبهم في عربة الشرطة ثم الحقنا محضرنا بتقرير طبي, وعلمنا أن السيدة أخلوا سبيلها من ديوان قسم مدينة نصر ثان, وصمتت وانخفض صوتها وهي تقول ولم ننل من الأمر إلا إهدار كرامتنا وكدنا نفقد حياتنا وبالرغم من اصابتنا بالوجه إن طعن كرامتنا لا يداويه ولا يساويه شيء, ونحن نعمل في مستشفي يعتبر الوحيد الذي لم يغلق في وجه المرضي وقت اضرابات الأطباء وتقدم العلاج بأسعار لا يصدقها عقل وشهرة الأطباء هنا معروفة للجميع ونخجل أن نقول أو نذكر عدد ما ننقذه من أطفال رضع لا يستطيعون الكلام وغيرهم الكثير من المرضي نخدمهم بصدر رحب ولا نعترض لأنه عملنا الذي نشرف به ويحاسبنا البارئ, ولكن يظل السؤال يطرق رؤوسنا بلا انقطاع كيف لمستشفي بهذا القدر أن يكون خاليا من الأمن؟ ومن الذي سيعيد لنا كرامتنا بعد إهانتنا ولم يتحرك أحد؟