إذا كان الموسيقيون يعرفون أسرار الألحان الموسيقية وأسلوب العزف علي الآلات, ويملكون الحفاظ علي الايقاع وضبط سرعته, فهم الآن يخلطون ايقاعاتهم ونغماتهم ولا يجد الراصد لأحوال نقابتهم جملة موسيقية سليمة إلا وتداخلت معها العديد من الجمل الأخري لتعطي لحنا غريبا في ملامحه نشازا في سماعه. وبعد أن أعلنت محكمة جنوبالقاهرة تأجيل انتخابات نقابة الموسيقيين قبل عدة أسابيع لظروف خاصة ربما كانت بسبب الأحوال الأمنية أو بسبب المخصصات المالية للجنة الاشراف القضائي علي الانتخابات, اعتلي بعدها منير الوسيمي الذي انقضت فترته القانونية بإعلان فتح باب الترشيح بدعوي أن خطاب المحكمة بالتأجيل تم توجيهه إلي النقابة بإسمه وهو ما أعطاه سندا قانونيا يفيد وجوده, وهو الأمر الذي استفاد منه خاصة في هذه المرحلة ليدعم به وجوده داخل أعضاء الجمعية العمومية.. وما أن استقرت حالته المزاجية أخيرا حتي فوجئ بأمرين, الأول تقديم الدكتور حسن شرارة عضو مجلس الإدارة لاستقالة مسببة بثمانية أسباب تتضمن مخالفات مالية وإدارية وقانونية!! في البداية تم رفض الاستقالة أو رفض تسليمها حتي لوح محاميه بتسليمها عبر المحكمة, وهو الذي ربما دعا الوسيمي لتشكيل ما يسمي لجنة قيم برئاسة حلمي بكر وعضوية عمار الشريعي ومصطفي ناجي وجمال سلامة وسامي نصير والمستشار القانوني للنقابة مجدي سليم تكون مهمتها الفصل في الخلافات بين الموسيقيين والتوصية بالجزاءات التأديبية لمن يخالف لوائح ونظم وقوانين النقابة, وحماية المهنة من الدخلاء..!! الغريب أو النشاز في الأمر هو توقيت اعلان تشكيل هذه اللجنة, ولماذا لم تشكل علي مدار الأربع سنوات الماضية؟ ومن هم الدخلاء الذين سيتم الكشف عنهم قبيل الانتخابات فقط؟ ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل كانت المفاجأة ما يتردد عن اقتراب اعلان محكمة جنوبالقاهرة واللجنة القضائية المشرفة علي الانتخابات خلال يومين من اجراء الانتخابات علي مقعد النقيب يوم الثلاثاء الموافق4 مايو المقبل, وهو الأمر ربما أيضا الذي أيقن معه رجالات النقابة ضرورة وجود شيوخها لضبط الايقاع في ظل غياب مايسترو حقيقي.. علي جانب آخر, يقف هاني مهني أحد أقوي المرشحين علي المنصب ويقود فرقته بإيقاع خاص, محاولا عدم التعرض لأي مطبات لحنية, إلا أنه تماست خطواته قبل أسابيع بنشاز سلوكي موجه يدعي عليه في محاضر شرطة بأنه حاول التعرض لأحد الأشخاص بسيارته واصابه بالعديد من الاصابات والجروح القطعية, الطريف في الأمر أن المدعي أكد في بيان صادر عن نقابة الموسيقيين نفسها أنه تعرف علي أرقام السيارة التي تعرضت له وبالكشف عنها تبين أنها ملك هاني مهني, وهنا تكمن الطرفة بعد أن أكد مهني أنه لا يمتلك سيارة باسمه..!! هاني قرر عقد مؤتمر صحفي مساء اليوم بمكتبه الخاص بعد أن ألغي فكرة اقامته بأحد الفنادق حتي لا يجد الدخلاء مهمتهم الأولي إفساد مؤتمره, المقربون لهاني مهني يؤكدون أنه سوف يلقي بالكثير من المفاجآت اليوم. هل تشهد الأيام القادمة ايقاعا منضبطا داخل صفوف الجمعية العمومية بعيدا عن النشاز الذي بات ملمحا, وهل يأتي أو يعود ربما مايسترو يحافظ علي وحدة اللحن..