الزمالك يشهر إفلاسه في حال إلغاء الدوري.. أزمة مالية طاحنة في الأهلي لو استمر التجميد.. كلاهما عنوان هدره مجلس ادارة الناديين في الساعات الماضية عقب استمرار تعليق موعد بدء منافسات الدوري الممتاز. الأهلي والزمالك في أزمة مالية ولاخلاف في ذلك لكن الحلول ليست كلها تتعلق باستئناف النشاط لسداد التزامات الناديين فلديهما ملف طويل من القضايا المعلقة يستحقان فيها ملايين الجنيهات ومر عليها عدة سنوات دون حسم.. الملفات القديمة يمكن ان تنهي جزءا كبيرا من ازمات القطبين. في نادي الزمالك هناك حقوق مالية طائلة مصيرها مجهول ويبدو للوهلة الأولي ان المسئولين في حالة توهان وعدم اهتمام بالحصول علي التعويضات. وتنحصر التعويضات المطلوبة في الهاربين من فريق الكرة خلال الأعوام الأربعة الماضية.. وهي فترة زمنية كبيرة. الاسم الأول هنا هو الغاني جونيور أجوجو رأس الحربة الشهير الذي اختفي عن الصورة حاليا, ومنذ نحو عامين ولم يعد له مكان في قائمة النجوم السوداء. جونيور اجوجو هو مهاجم احضره ممدوح عباس رئيس النادي للزمالك في صيف عام2008 في صفقة انتخابية لتلميع نفسه قبل انتخابات يوليو من العام نفسه, والتي لم تعقد بأحكام قضائية.. وقتها ضم الزمالك جونيور أجوجو قادما من نوتنجهام فورست الانجليزي, وكان يعد المهاجم الأول في غانا. وتولي عمرو الجنايني عضو مجلس الادارة المستقيل وأحد حلفاء عباس وقتها تقديم اللاعب إلي الرأي العام, وكشفوا النقاب في الزمالك عن ابرام الصفقة مقابل30 مليون جنيه في ثلاثة مواسم منها حصة نوتنجهام فورست التي وصلت إلي8 ملايين جنيه. وبدأ أجوجو المشوار في الزمالك بموسم2009/2008 وارتدي القميص الابيض لفترة وجيزة, واصطدم مع مسئولي النادي وتحديدا لجنة محمد عامر التي تولت المهمة بدلا من ممدوح عباس ثم هرب من الزمالك مطلع عام2009, وأعلن فسخ عقده من جانب واحد. ومنذ ذلك الحين والزمالك يبحث عن حقوقه في هروب اجوجو.. ولم يحصل محمدعامر علي مليما.. ثم جاء ممدوح عباس لرئاسة النادي بالانتخاب عام2009, ولم يفعل شيئا, وترك منصبه بحكم قضائي, وجاء رئيس ثالث هو المستشار جلال إبراهيم بمجلس معين لمدة5 أشهر ثم عاد ممدوح عباس.. ولايزال الزمالك عاجزا عن جني أي تعويضات مالية من وراء هروب جونيور اجوجو. المثير ان اللاعب الغاني خلال تلك الفترة لعب في انجلترا وقبرص وتعرض للاصابة وتخطي حاليا حاجز الثالثة والثلاثين, ولم يعد له أثر في الكرة الأوروبية أو مع منتخب غانا.. وهذا الأخير قد يؤدي إلي ضياع مالا يقل عن8 ملايين جنيه. وعندما هرب جونيور أجوجو من الزمالك هرب معه لاعب آخر, وهو البرازيلي ريكاردو الظهير الايسر الذي ارتدي القميص الأبيض لنصف موسم.. والنادي عبر مجالس سابقة, وحالية لم يعلن طوال4 أعوام عن جني أي تعويضات من وراء هروب ريكاردو عن القلعة البيضاء.. وكان يتردد ان الزمالك يريد الحصول علي مليون جنيه تعويضا علي الاقل من اللاعب الذي اختفي تماما من الساحة. وفي صيف عام2011 استيقظ الزمالك علي نبأ حزين يتمثل في هروب حسين ياسر المحمدي صانع الالعاب قبل نهاية عقده بعامين إلي بلجيكا, والتوقيع لمصلحة نادي ليرس عبر بطاقة دولية مؤقتة, وعقب فسخه لعقده في النادي, ومر أكثر من عام علي رحيل حسين ياسر, ولجوء الزمالك إلي الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا والمحكمة الرياضية الدولية دون الحصول علي عقوبات ضد اللاعب, والنادي البلجيكي. وإخفاق الزمالك في ملف أجوجو لمدة سنوات سرب تشاؤما كبيرا لدي جماهير النادي من تكرار السيناريو ذاته مع حسين ياسر المحمدي خاصة, ان التعويض المنتظر من وراء هروب اللاعب لن يقل عن800 ألف دولار مثلما حدث في حالات أخري عربية أبرزها عصام الحضري وطارق التائب في مصر وليبيا علي الترتيب بالإضافة إلي ايقافه ل6 أشهر علي الاقل.. وهو مايعني ضياع5 ملايين جنيه كاملة. يعني الزمالك في أمس الحاجة إليها حاليا لتمويل التزاماته. وبحسبة بسيطة نجد ان ممدوح عباس يتحمل جانبا كبيرا من المسئولية في عدم حصول النادي علي تعويضات مالية تقترب من15 مليون جنيه. ولم يحاول رئيس الزمالك طوال الفترة الماضية التعلم من دروس صعبة مماثلة تعرض لها النادي تحت قيادته وأبرزها سداد990 ألف يورو8 ملايين جنيه تعويضا لنادي باوك سالونيك اليوناني بعد فسخ محمود عبدالرازق شيكابالا لعقده هناك وانتقاله إلي الزمالك في شتاء عام.2007 النادي الأهلي يظهر في الصورة هو الآخر متضررا من الظاهرة ذاتها رغم مسئوليه في جني ارباح مالية ضخمة تخطت ال5 ملايين جنيه عندما أصروا علي الانتقام من عصام الحضري حارس مرمي المنتخب وواقعة هروبه من الأهلي وتوقيعه لنادي أف. سي. سون السويسري في فبراير2008 وظل الأهلي يلاحق الحضري3 أعوام كاملة حتي حاز علي غرامة مالية تصل إلي825 ألف دولار مع إيقاف الحارس, ولكن النادي لم يتعلم من ملاحقته للحضري في ملفات أخري خسر بسببها مبالغ طائلة بالإضافة إلي وجود مديونيات في ذمة أندية أخري منذ أكثر من عام لم يحصل عليها بعد. وكشفت ميزانية الأهلي المالية عن عام2012/2011 وجود حقوق مالية في صورة تعويض قدره210 آلاف يورو تمثل حق رعاية النادي الكبير في لاعبه السابق أحمد مجدي مدافع الزمالك حاليا, والذي هرب من النادي في صيف عام2005 بعد مشاركته في كأس العالم للشباب للانتقال إلي اليونان, وانضم لبانيونوس. وظلت شكوي الأهلي تتداول في الفيفا لمدة أعوام تنقل فيها أحمد مجدي من بانيوينوس إلي انتروميتوس في اليونان ثم عاد إلي القاهرة للعب في الزمالك بين عامي2007 و2010 ثم الانتقال للمصري البورسعيد موسمين قبل العودة للزمالك.. ولايزال اللاعب يخوض المباريات وكذلك ناديه الأول احترافيا بانيونيوس والأهلي عاجز عن جني مليوني جنيه شاملة الفوائد, وهو في أمس الحاجة إليها لمواجهة الأزمة المالية الطاحنة التي يعاني منها حاليا. هناك ملف ثالث يمنح النادي مالايقل عن مليوني جنيه تعويضا علي ادني تقدير لم يحصل منها علي مليم وهو ملف هروب أحمد حسن كوكا مهاجم فريق الشباب إلي البرتغال للاحتراف في نادي ريو اف الذي يلعب في الدوري الممتاز هناك. وأحمد حسن كوكا ترك الأهلي بعد ان أصبح لاعبا دوليا, وخاض منافسات كأس العالم للشباب برفقة المنتخب في مونديال كولومبيا صيف عام2011 وسعره أكبر من أحمد مجدي في ظل قيمته كمهاجم وليس مدافع, ويمثل هروب أحمد حسن كوكا من الأهلي, وصمة عار في جبين النادي, ونموذجا للاهمال الجسيم.. حيث ظل كوكا بدون عقد احتراف, ولم يتحرك المسئولون لابرام عقد معه يضمن به الأهلي حقوقه المالية, أو حتي مناقشة التقارير التي اتهمت مسئولا في النادي بتسهيل هروب أحمد حسن إلي البرتغال. ومر أكثر من عام علي الواقعة, ولايزال حق رعاية أحمد حسن كوكا خارج حسابات النادي الأهلي.