مشكلة كرسي السلطة أنه يعميك عن حقائق واضحة وضوح الشمس..! كحقيقة أن الثورة في مصر لم تقم لأن الناس كانت تريد حزبا غير الحزب الوطني(العاكم) علي الثورة والسلطة.. أو تيارا غير تيار أولاد السفاح الذين نتجوا من زنا المال بالسلطة ليحكمها السلطة تعمي أصحابها اليوم فتصور لهم أن الملايين ثارت لأنها تشتاق لحكمهم ولا تريد سواهم وتعمي الجالسين فوق الكراسي عن أن الناس تحملوا الحاكم الظالم وعصبته الفاسدة30 سنة وكادوا يقبلون بحكم الأمر الواقع أن يرثهم ابنه.. دلوعة الهانم التي حكمت مصر من خلف ظهر( المحروس رغم خلعه) محمد حسني مبارك.. لولا حاجة بسيطة جدا.. واضحة جدا.. جبروت وظلم كلاب الحاكم...! وكلاب الحاكم هنا ليسوا المطبلاتية الذين يهللون لزلاته ويصورونها علي أنها مواقف عبقرية ولا المنافقين الذين يصفقون لاعتداءاته علي الدستور والقانون والقضاء ويصفونها بالقرارات التاريخية.. لكنهم الشرطة الفاسدة التي كانت جيشه ضد عدوه الأول والوحيد.. الشعب! وفي سبيل حمايته تركهم يعبثون بهذا الشعب وأمنه وحريته وحقوقه كلاب الحاكم من الشرطة الفاسدة قبل ثورة يناير لم يتركوا بيتا في مصر إلا وانتهكوا حرمته وداسوا علي كرامة من فيه لم يتركوا أسرة شريفة إلا وأحد أفرادها قد ذاق المر علي يد ضابط مريض بالسادية أو مخبر مرتش بعلم قياداته ومشاركتهم.. أوجهاز أمن دولة اسما وحقيقته كانت أمن ضد الدولة وضد الشعب. سر الثورة كان في شرطة أصاب الفساد أركانها.. وتربي أغلبية من عملوا فيها ونشأوا في ظل حكم المخلوع علي فيروس الطوارئ.. فيروس جعل الضابط هو الحاكم بأمره.. يجلس علي مكتبه ويربي( كرش) مترين.. ثم إذا وقعت حادثة في شارع.. ألقي القبض علي المارة في عشرة شوارع قبله وعشرة شوارع بعده وعلقهم في الفلكة أو كهربهم لينتزع اعترافا تحت وطأة التعذيب ليغلق الملف شرطة استبدلت دفتر أحوال القسم بأجندة خاصة يسجلون فيها أسماء من يرغبون في تحرير البلاغات وشكاواهم.. فإذا تصادف أن عثروا علي الفاعل حقا أو عثروا علي ضحية يريدون الانتقام منه بتلفيقها له.. نقلوا الحادث من الأجندة إلي دفتر الأحوال ليزعموا بعدها أن الشرطة نجحت في ضبط الفاعل خلال ساعات..! شرطة فاسدة أهانت الشرفاء وتواطأت مع البلطجية والمجرمين.. بل وكونت منهم جيشا استخدمته في تزوير الانتخابات وترويع الخصوم السياسيين للنظام وكم رأيت بعيني ضباطا يغضون الطرف عن بلطجية يمشون أمامهم جهارا نهارا ويتصيدون شباب الجامعات الأطباء والمهندسين وغيرهم من شرفاء الوطن ليكيلوا لهم إهانات لا يوجهون عشرها للص أو مجرم متلبس بجرمه.. هؤلاء هم من قامت الثورة بسببهم وضدهم.. وهم أول من انهزموا فيها.. فصار الرئيس المخلوع بعد سقوطهم عاريا.. ومات علي كرسيه رغم أن جثته لا تزال تنبض في مستشفي سجن طرة.. ودارت الدوائر.. وتصور الناس أن الثورة نجحت.. رغم ان الناس لا تزال تموت في اقسام عدة محافظات.. والانتهاكات تحدث في كل مكان.. وأخرها حادث الاعتداء علي عضو لجنة تقصي الحقائق د. تقادم الخطيب..الذي تكررت فيه نفس جمل كلاب حراسة مبارك من عينة: طظ فيك وفي الجامعة بتاعتك,, والثورة في التليفزيون بس.. وشوف مين دلوقت ح ينفعك.. كما أخرج له أحد الضباط قطعة حشيش من جيبه الميري( شايلها للذكري أو للاحتفال بالعيد.!) وتوعده بعمل قضية مخدرات له بهذه القطعة.. ولم ينقذ الدكتور الخطيب إلا مكالمة مع مستشار الرئيس مرسي سمع فيها الاهانات والسباب والتهديدات.. وبعد ذلك يقول مدير أمن قنا المحافظة التي شهدت الواقعة: من حق الداخلية أن تشتبه في أي شخص, احنا مش بينزل علينا وحي من السماء, ومش بيبقي مكتوب علي جبين المطلوب إنه هارب من القانون. إحنا يا سيادة اللواء مش مكتوب علي جبين شعبنا إن كل فاشل يعلق خيبته علي شماعة الاشتباه والكلام الواطي بتاع عصر مبارك.. الشرطة علم وجهد وبحث ولو فيه لسه وحي بينزل أكيد عمره ما ح ينزل علي ضباط كرش بعضهم امامه مترين.. وأسهل ما عنده جرجرة الأبرياء علي البوكس..! الوحي عمره ما نزل علي الظالمين أو الفاشلين.. الوحي عمره ما نزل ولا ح ينزل علي من دخلوا كلية الشرطة بواسطة أو برشوة.. ولا علي شرطة فلول مبارك وحبيبه العادلي.. ولا من لا يزالون يعتقدون ان بينهم وبين الشعب ثأرا يمكن أن يأخذوه اليوم لأن الثورة التي مرمطت كرامة كلاب مبارك ماتت اكلينيكيا بفعل مؤامرة كل أصحاب المصالح عليها.. الوحي لن ينزل أبدا علي ضباط فشلوا في إيقاف البلطجة والسرقة وفرض الاتاوات جهارا نهارا.. وبيتشطروا بس علي شباب الثورة وشهداء مباراة بورسعيد وأساتذة الجامعة! طرف الخيط: أطهر شبابك يا مصر ماتوا في الثورة. وأطهر رجالك يا شرطة ماتوا ويموتون كل يوم دفاعا عنك ولا يهينون واحدا من أبنائك.. الأطهار يموتون وغيرهم أحياء رغم أن الحياة خسارة في جتتهم!