بدت العمليات التخريبية ومظاهر فساد النظام السابق في العديد من الهيئات والمؤسسات والأندية ومراكز الشباب وهي بين أزمات مالية وعجز في الميزانيات وتفشي ظواهر سلبية أضرت بالوطن وكادت تجعله يلحق بركب التخلف. مراكز الشباب إحدي النوافذ التي نستطيع أن نري منها بسهولة آثار العصر البائد وتفننه في تدمير البنية التحتية والقيم الأخلاقية وذلك ما تعرض له مركز شباب إمبابة أحد أعرق المراكز في مصر والشرق الأوسط الذي ظهر عام1966 كساحة شعبية وتم إشهاره عام1976 وهو ذلك العام الذي شهد إشهار العديد من مراكز الشباب لتنمية قدرات النشء الرياضية وإخراج الطاقة الكامنة بداخله بشكل مشروع. مركز شباب إمبابة الذي أجبره أصحاب السطوة والسلطة والمال علي التخلي عن مهمته الأساسية التي أنشئ من أجلها ليتحول حتي وقت قريب إلي مقر للتجمعات الإنتخابية لأعضاء الحزب الوطني المنحل. وبعد ثورة25 يناير بشهور أجريت إنتخابات المركز ليتولي مهمة رئاسته أحمد الشريطي الذي وجد نفسه في مواجهة جسيمة ومخالفات مالية نتيجة لأعمال المجلس الذي سبقه برئاسة إسماعيل هلال. ورغم الموارد المالية الضعيفة جدا للمركز فإن مجلس الشريطي وجد المركز مديونا بإجمالي166 ألف جنيه بواقع106 آلاف جنيه مصاريف مستحقة لوزارة الكهرباء والطاقة لإنارة المركز بالإضافة إلي أن فواتير التليفونات تجاوزت ال40 ألف جنيه بجانب20 ألف جنيه مصاريف مياه مع أن الدعم الذي يحصل عليه المركز يتمثل في11 ألف جنيه في السنة من وزارة الشباب ولا يكفي مرتبات العاملين بالمركز من موظفين وعمال وأفراد أمن ومدربين بالإضافة إلي عجز المركز عن سداد مستحقات الفريق الأول الذي يلعب في القسم الثالث وباقي فرق النادي التي لا تقتصر علي كرة القدم فقط لذلك لجأ القائمون علي المركز إلي فكرة تتمثل في تبادل حصول العاملين علي مستحقاتهم بمعني أن يحصل المدربون علي مرتباتهم في شهر والشهر التالي بلا مرتبات لإتاحة الفرصة لسداد مستحقات بقية العاملين. مركز شباب إمبابة الذي أخرج للكرة المصرية العديد من المواهب مثل محمد رمضان مهاجم الأهلي والترسانة والمنتخب السابق وأحمد عبد المنعم كشري لاعب الأهلي والمصري والمدير الفني السابق لمنتخب جيبوتي وطارق مصطفي قلب هجوم الزمالك والمنتخب الوطني في التسعينيات توقف عن إنجاب المواهب بسبب الظروف المالية الطاحنة التي يمر بها ومواجهته العديد من الصعاب مثل عدم قدرته علي تحصيل قيمة إيجارات المحلات البسيطة المحيطة به التي يبلغ عددها26 محلا تجاريا ولا يتجاوز قيمة إيجار هذه المحلات مجتمعة1500 جنيه ويذهب هذا المبلغ الزهيد لمحافظة الجيزة كما لو كانت المحافظة في أمس الحاجة إلي هذا المبلغ. وما زاد من سوء الموقف تحويل المدارس التي كانت تابعة للمركز إلي القطاع الحكومي ليحرم المركز من نسبة من إيراداتها ويعتمد علي تأجير قاعة المناسبات حتي طلبت منه الوزارة عدم تأجيرها. وقام المركز بالتظلم من قرار المحافظ رقم6836 لسنة2012 الذي لم يتضمن تخصيص الأراضي المقامة عليها المدارس والمحلات رغم أن مدارس مركز شباب إمبابة اقيمت من موارد ذاتية وفي عام1993 كلف محافظ الجيزة المركز بصفته المالك الأصلي للمدارس بترميمها بعد أن تعرضت لآثار زلزال أكتوبر عام1992 تحت إشراف كلية الهندسة جامعة القاهرة وكل القرارات تؤكد حق مركز شباب إمبابة في ملكية المدارس وذلك من واقع خطاب المركز لرئيس حي شمال الجيزة في إبريل الماضي. ومن جانبه, أكد أحمد الشريطي رئيس مجلس إدارة المركز أن الأزمات المالية التي يتعرض لها هذا المركز تمثل عائقا لقيامه بمهامه التي أنشئ من أجلها فالدعم ضعيف والمصاريف أضعاف هذا الدعم وما زاد من سوء الموقف توقف النشاط الكروي لتتوقف معه مرتبات ومستحقات الجهاز الفني بقيادة موسي عباس الذي يعمل كمتطوع مقابل مبلغ150 جنيها في الشهر, لذلك فمهمة مجلس الإدارة ثقيلة والمعاناة دائرة ولكن بالاجتهاد والإخلاص سيعود مركز شباب إمبابة كمحطة إمداد قوية للرياضة المصرية. وأبدي محمد فتحي مدير المركز دهشته من عدم سماح المحافظة للمركز بتحصيل قيمة إيجارات المنشآت التابعة له مما يؤثر علي عمل المركز بالسلب بعد أن حولته المصالح الشخصية والاستعراض من أجل الأغراض الانتخابية إلي حطام يسعي القائمون عليه في الوقت الحالي إعادة ترميمه.