قبيل الانتخابات الرئاسية الامريكية صدر العديد من الكتب التي تنتقد سياسات الرئيس الامريكي باراك أوباما وكتب أخري تشن هجوما علي الجمهوريين الا أن هذا الكتاب الذي لفت نظري بشدة يعد من أوائل الكتب التي تهاجم الفيل والحمار علي حد سواء. شن المؤلف مايك وفجرين هجوما لاذعا علي الحزبين الجمهوري والديمقراطي اللذين يتناوبان رئاسة الولاياتالمتحدةالامريكية وسط غياب التعددية الحزبية في قلعة الحرية والديمقراطية كما تطلق واشنطن علي نفسها!. الكتاب جاء تحت عنوان( نهاية الاحزاب.. جنون الجمهوريين وعدم فائدة الديقراطيين وخداع الطبقة الوسطي). يعد الكتاب الاكثر مبيعا ضمن الكتب التي أصدرتها صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا ويؤكد أنه علي العقلاء ألا يركضوا وراء الحزب الجمهوري بينما يصف الديمقراطيين بالكسالي كما قال أن حزبهم أصبح ميتا لارجاء منه. المؤلف يشير الي ان أسباب وصفه للجمهوريين بالمجانين هو تطرفهم الشديد ودفع البلاد الي حروب دون اسباب منطقية مستغلا جهل الناخبين ووسائل الاعلام المخدوعة بما اسماه الجمهوريين الحرب علي الارهاب, كما اشار في نفس الوقت الي خوف الحزب الديمقراطي من الضغط علي الصراع الايديولوجي في البلاد الي جانب عدم اتخاذ مواقف حاسمة ازاء العديد من القضايا. يحمل الكتاب الذي جاء في240 صفحة تفاصيل أكثر من رائعة للمؤلف الذي أمضي نحو ربع قرن موظفا في الكابيتول هيل لذا فان خدمته الطويلة تجعل نقده للاحزاب يحمل تفاصيل علي أساس مالمسه بنفسه بشأن النظام السياسي في الولاياتالمتحدةالامريكية. قضي مايك وفجرين ثمانية وعشرين عاما يعمل في الكونجرس, والسة عشر الأخيرة كمحلل في لجان الميزانية بمجلسي الشيوخ والنواب, وكان علي مقربة من السياسات الامريكية بشأن إعصار كاترينا, والمناقشات حول ميزانية البنتاجون. يقول المؤلف ان الاستراتيجية الجمهورية كانت ثمرتها مريرة باعادة عقارب الساعة الي الوراء من خلال نشر الانفصالية في البلاد إما عن طريق التخفيضات الضريبية للأغنياء التي لانهاية لها أو عن طريق الاستعانة بمصادر خارجية من خلال الشركات الاجنبية. يوضح المؤلف إنه بينما يؤكد الجمهوريون أن الدستور هو من وحي إلهي ومعصوم فهم يسعون لتنفيذ أمور تتعارض مع الدستور اذا ما وقف في طريق أجندتهم السياسية. ويقول المؤلف أن الديمقراطيين بدلا من ان يتبعوا سياسات مغايرة للجمهوريين بنوا علي أنقاض سياسات الجمهوريين واصبحوا متطرفين علي نحو متزايد. يكشف المؤلف تحالف الحزب الجمهوري مع اليمين الديني والتواطؤ في وسائل الاعلام وتثبيت السياسات المضادة للبيرالية وخيانة الامانة المستمرة. ويشير المؤلف الي ان الرئيس الامريكي باراك أوباما لم يفعل شيئا يذكر سوي توسيع سياسات سلفه جورج بوش واهانة حقوق الامريكيين الشخصية. يقول المؤلف: ونحن نشرع في البدء في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين فان الشركات الامريكية الكبري مازالت المستفيد الاكبر من الاعانات كما تم تدمير وظيفة المجلس الاعلي للتعليم التنظيمي الي جانب تنفيذ سياسة الحرب الدائمة حتي ان الجيش الامريكي لم يعد قادرا علي اطعام نفسه كما يضمن القانون الاتحادي لشركات الأدوية هذا النوع من التواطؤ والتربح والاحتكارية التي كانت تهدف قوانين مكافحة الاحتكار لمنعه, ولذا فان الشركات الأمريكية قد نشرت أرباحا قياسية حتي في ظل فترة طويلة من البطالة في اعقاب الازمة المالية العالمية. ويري المؤلف بصيصا من الامل من خلال فصل المال عن السياسة في الولاياتالمتحدةالامريكية, مشيرا الي ان السياسات الحالية مجحفة بالنسبة للمواطنين الامريكيين, وان الجمهوريين والديمقراطيين يلتقيان في نقطة واحدة وهي بيع الطبقة الوسطي الامريكية بعدما وصلت الي حافة الفقر والديون.