تضم محافظة الفيوم العديد من الاكتشافات الأثرية والجيولوجية الفريدة من نوعها, والتي تحظي بمكانة واهتمام عالمي, حيث يوجد بالفيوم أقدم حفرية فقارية وأكبر هيكل لحوت متحجر في العالم. وللأسف لا يعرف أبناء الفيوم الكثير عن هذه الاكتشافات لأنها لا تلقي الدعاية المناسبة من قبل المسئولين عن السياحة والبيئة بالمحافظة رغم أهمية تلك الاكتشافات التي جابت متاحف ومراكز البحوث في مختلف دول العالم. وقد وجدت في منطقة جبل قطراني بالفيوم أقدم حفرية فقارية في العالم لعظام متحجرة تم اكتشافها عام1879, كما تم اكتشاف أكبر هيكل متحجر لحوت في العالم من جنس بازيلوصورس طوله16 مترا كان يعيش في المحيط الذي غطي الصحراء الغربية بوادي الريان منذ40 مليون سنة وتم اكتشاف الحوت في محمية وادي الحيتان التي تحتوي علي هياكل متحجرة للحيتان والدرافيل وعروس البحر والسلاحف البحرية وأسماك القرش وأشجار المنجروف بتلك المنطقة التي كانت مغطاة بالبحر منذ نحو45 مليون سنة, وقد أعلنت منظمة اليونسكو تلك المحمية منطقة للتراث الطبيعي العالمي. ويقول الدكتور الجيولوجي الزيني معبد إن أقدم حفرية فقارية لأول عظام متحجرة في العالم تم اكتشافها بالفيوم وتحديدا في منطقة جبل قطراني علي يد عالم الجيولوجيا العالمي جورج شطنبورت عام1879 وتم تعريفها بعد ذلك عام1894 عن طريق عالم الجيولوجيا الفرنسي دامس بأنها حيوانات فقارية لحيوان مائي من رتبة الحيتان تعرض هذه الحفرية حاليا في المتحف الجيولوجي المصري.ويؤكد الدكتور الزيني أن منطقة القطراني كانت دلتا قديمة تكونت فيها رواسب نهرية سمك طبقتها يصل إلي350 مترا تخترقها جدة رأسية من البازلت يتراوح سمكها ما بين25 و35 مترا ويمتد في الأعماق إلي مئات الأمتار وحدد عمر البازلت بنحو30 مليون سنة, وتعتبر المنطقة متحفا للتاريخ الطبيعي حيث تحتوي أشجار غابات متحجرة, وعاشت في هذه المنطقة سلاحف و تماسيح وحيوان الأرسينوم جد الخرتيت الحالي وأنواع من القردة والفيلة مشيرا إلي أن تلك الحفريات وجدت في هذه المنطقة متحجرة ومحتفظة بكامل التفاصيل الدقيقة, والجدير بالذكر أن جامعة ديوك الأمريكية تولي اهتماما شديدا بتلك المنطقة ومنذ عشرات السنين ترسل البعثات العلمية للتنقيب وإجراء الدراسات العلمية والجيولوجية علي المنطقة. وأضاف أنه قامت البعثة الكشفية المكونة من خبراء جامعة ميتشجان ووزارة الدولة لشئون البيئة وهيئة المساحة الجيولوجية ومحافظة الفيوم في عام2005 بإزاحة الستار عن أهم كشف علمي لهيكل متحجر لحوت من جنس بازيلوصورس طوله16 مترا كان يعيش في المحيط الذي غطي الصحراء الغربية بوادي الريان منذ40 مليون سنة. ويرجع أهمية هذا الكشف العلمي إلي وجود الحيتان والدرافيل وعروس البحر والسلاحف البحرية وأسماك القرش وأشجار المنجروف بتلك المنطقة التي كانت مغطاة بالبحر منذ40 مليون سنة, وتعكس الحفريات المكتشفة البيئة الاستوائية لمصر في تلك الحقبة الجيولوجية, وكانت هذه الحيتان تتغذي علي الأسماك الكبيرة والدرافيل وحتي الحيتان هذا بالإضافة إلي شكل الحوت الذي يطلق عليه السحلية الملك نظرا للتشابه الكبير حيث كانت له أرجل يمشي بها علي الأرض حلقة الوصل بين الثدييات الأرضية والبحرية, وقد تم اكتشاف جمجمة هذا الحوت لأول مرة عام1989, حيث تم العثور علي الجمجمة والكثير من عظام نفس الحوت والتي صلت إلي100 عظمة. كما تم العثور أيضا علي أطراف الحوت الممثلة في الأيدي والأرجل الصغيرة والأصابع وعظام القدم وبذلك اكتملت الصورة لأول مرة لشكل الحيتان القديمة التي كانت تمشي علي الأرض, وبهذا يكون أكبر هيكل متكامل في العالم وفي ضوء البروتوكول بين جامعة ميتشجان, ووزارة الدولة لشئون البيئة وهيئة المساحة الجيولوجية المصرية تم إرسال الهيكل إلي جامعة ميتشجان لمدة عامين للمزيد من الدراسة وإعداد قالب لعرضه في المتحف الجيولوجي وإعادة الهيكل إلي مصر لوضعه في مركز زوار محمية وادي الريان. وقد التقي الأهرام المسائي, بعدد من المواطنين بالمحافظة الذين أبدوا استغرابهم من تفرد المحافظة بوجود تلك الآثار, وأشاروا إلي أنهم يعرفون فقط وادي الحيتان ولكن أغلبهم لم يقم بزيارته ولا يعرف شيئا عن الآثار الجيولوجية هناك. يقول صبحي ملاك موظف, إنه يعرف منطقة وادي الحيتان ولكنه لم يقم بزيارتها يوما, وعلل ذلك بسبب أن المسافة بين المدينة ومنطقة وادي الحيتان بعيدة جدا قد تصل إلي100 كيلو متر, مشيرا إلي أنه لأول مرة يسمع عن أن أضخم حوت في العالم من الفيوم.ويضيف أحمد علي رشاء مهندس أن هناك تقصيرا من هيئة تنشيط السياحة بالمحافظة, في تعريف المواطنين من أهالي المحافظة بهذه الكنور والآثار العظيمة لأن المواطنين في الفيوم إذا تم تشجيعهم علي زيارة تلك الأماكن, والتعريف بها فإن المواطن سيقوم بالدعاية والتسويق للمحافظة وآثارها الفريدة مثل أقدم حفارية وأضخم حوت في العالم, وذلك عن طريق العلاقات الشخصية وخاصة أن العالم أصبح قرية صغيرة, مشيرا إلي أنه من الفيوم وله أصدقاء في أمريكا وإسبانيا وتركيا والصين والخليج العربي.