وهي تدور في إطار من الخيال العلمي, الطامح الي تغيير شكل ووجه الحياة الي الأفضل رغم صعوبة ذلك واقعيا, ولكنه العلم الذي لا يقف في طريقه عائق أو يمنعه مانع, يقول الحق تعالي لا تنفذون الا بسلطان. أي اذا أردتم أن تنفذوا الي أقطار السموات والأرض لا تنفذون إلا بسلطان أي سلطان العلم. والمجموعة تحوي10 قصص, تتنوع بين الطول والقصر, ففي قصة: حتي النخاع, والتي تحمل من الغرابة اكثر مما تحمل من خيال علمي, وتحكي عن عصابة من شخصين يحتالان علي ثري, بعد مراقبته لحظة خروجه من بنك لصرف أموال, ثم ينجحان في الايقاع به, بل وقتله كذا والاستيلاء علي ما معه من أموال, ولا يكتفيان بذلك, بل يطمعان في الاستيلاء علي دمه, بل وتفكيكه وبيعه كقطع غيار, مع الأخذ في الاعتبار بعض الملاحظات الفنية: * الكاتب يستهل قصته بالحوار دون داع فني لذلك, وياحبذا لو استهلها بتساؤل لكان ذلك أوفق وأجدي. يقول الكاتب في صفحة3 أول الصفحة: هذا الفص يغريني يغريني اكثر الخاتم الذي حمل الفص, إنهما يساويان علي الأقل عشرين الفا أو يزيد * القصة في مواضع كثيرة تعاني المبالغة الشديدة * القصة في اخر الصفحة ص(7) تحمل إسقاطا رمزيا علي الواقع الاجتماعي السييء والمتردي, والذي أصبح يستسيغ كل شيء وأي شيء, يقول الكاتب: ومن منا صنع بلاده؟.. الدماء التي تجري في عروقنا ليست دماءنا.. الأكباد التي بداخلنا ليست اكبادنا.. اعضاؤنا الداخلية ليست ملكنا.. نحن سوق حرة نباع ونشتري دون أن ندري.. والحاذق منا من يدخل اللعبة.. * أما في قصة نصف الآلي والتي تدور حول إنسان نصف آلي, أجري العديد من عمليات تركيب أعضاء بشرية صناعية ثم يحتاج بعد ذلك الي زيوت وشحوم خاصة تدفع في جسده كي يعيش ولا توجد هذه الزيوت والشحوم الا في غسالة فتاة قريبة للدكتور المعالج لهذا الإنسان, ثم أنه أي هذا الانسان نصف الآلي يقع في حب تلك الفتاة صاحبة الغسالة ثم يختفي بعد ذلك, بعد أن يعرف أن هذه الفتاة ما هي الا إنسان شبه آلي مثله, ثم يعثر عليه في إحدي الخرائب بعد نفاد كمية الزيوت والشحومات في جسده, وبعد إنقاذه يكتشف حب هذه الفتاة. * والكاتب في هذه القصة يستهل قصته إستلالا جيدا يجذب القارئ ويشوقه, وكذا وكما هي عادته يجيد عرض أفكار الخيال العلمي, وإن كان ثمة ملحوظة تتعلق بتقنية الحوار والتي يلجأ الكاتب إليها في مواضع كثيرة كيفما إتفق, وربما دون داعي فني يستدعي ذلك. وثمة هنات لغوية ربما للسهو أو للاستعجال, يقول الكاتب في ص11 سطر(8): لكن يبدو أنهم تعودوا علي ذلك فراحوا يهنئون بعضهم بعضا بحكم العادة وإن كان الأجدي والأوفق أن تجيء هكذا: لكن يبدو أنهم تعودوا علي ذلك فراحوا يهنئون بعضهم البعض بحكم العادة. مراعاة لفنيات السرد وجماليات العبارة * الفقرة الأخيرة, سطور18,17,16,15 في ص13 في حاجة الي حذف لأنها غير ذات جدوي ولا تخدم لا السياق ولا المعني الأدبيين بشيء بل وربما اثارت القارئ. * الكاتب ربما لوجوده في الدراما الإذاعية تأثر كثيرا ببعض مثالبها الغريبة والعجيبة: العرض غير المنطقي, النهاية المفاجئة غير المبررة, الاستسهال في تفعيل النص, كما في سطور5,4 ص16, يقول الكاتب: يتذكر الطبيب فجأة أن له قريبة من بعيد اشترت غسالة حديثة من ذات البلد, والغسالة بها كم وفير من نفس نوع الشحومات والزيوت المطلوبة. * ثمة جملة ملتبسة سطور12,11, ص18 حيث يقول الكاتب: حمدا لله أنها لم تفوه بالكلمة التي طالما تمني سماعها, لأنها ليست من حقه, فهي بشرية وهو آلي. * أما في قصة سعدون بلا أجنحة فهي تميل الي الشكل الوعظي إذ يستهلها الكاتب هكذا: تبا لتجار هذا الزمان وسماسرته الذين لم يدعوا مكانا للقيم ولا الأخلاق, فصار كل شيء لديهم قابلا للبيع حتي الأمانة والشرف.. فأستباحوا الرذيلة وداسوا بأقدامهم كل المعاني النبيلة, واصبح مبدؤهم الأوحد الغاية تبرر الوسيلة وهي تحكي عن صديقين أحدهما عادي معتدل والاخر مادي جشع يتاجر في كل شيء ويسعي للكسب بأي شكل وأي طريقة, مهما كانت المخاطر, واذ يسافر هذا الصديق المعتدل في بعثة للدكتوراة خارج البلاد, ويعود, فيفاجأ بصاحبه وقد اعتراه تغيير, بعد ما أطلق لحيته واتخذ ثوبا آخر, وإن كان ظاهريا ويفاجأ به أيضا يعرض عليه مشاركته في مشروع استثماري كبير ومربح للغاية مستشفي خاص فيوافق, واذ يكشف حقيقة صاحبه هذا سعدون بعد اتفاق هذا الأخير مع الطبيب طبيب المستشفي علي بيع عدة اعضاء بشرية بمبالغ خرافية يحصلون عليها من المرضي ثم وبعد عدوله عن فكرة تبليغ الشرطة يدبر خطة لادخال صديقه سعدون غرفة العمليات بحجة اجراء تجارب علي عينة. من دمه, ثم يبدأ بفحص خلاياه, للوصول للخريطة الجينية له, فربما استطاع العلم تجميل صفاته, ثم يستجيب وتنجح العملية, بعدما طلب حين أفاق سماع موسيقي, وقبلها طلب فتح النافذة, ليري النور نور الشمس وأصبح شخصا اخر. * وثمة ملحوظة أخري فنية: يقول الكاتب في ص35 سطر(10): لا أدري متي تعرفت به ولا الظروف التي دفعت به في طريقي ولكن هكذا ظهر في حياتي وليد داخل كياني كالفيروس. وياحبذا لو جاءت هكذا: لم أتذكر متي وكيف تعرفت به, ولا الظروف التي ساقته الي طريقي, ولكنه هكذا ظهر في حياتي ولابد داخل كياني كالفيروس.. مراعاة لفنيات السرد وجماليات العبارة. * أما كلمة كالفيروس فكان يجب وضعها في كويتشن حيث أنها كلمة غريبة. * العنوان في قصة سعدون بدون أجنجة المفروض أنه يحمل دلالة ما خفية, يقدح المتلقي ذهنه ليبلغها, ولس هكذا كما صرح الكاتب بها عبر سطور قصته. الكاتب وفي ص(37) سطر(10) يمزج بين الفصحي والعامية دون الالتزام باحداهما, يقول: خذها ولا تخف. حظك حلو أنك قابلتني اليوم. * الكاتب وفي مواضع كثيرة من القصة يفتقد تكنيك النقل بين الفقرات فيميل بالسرد الي التقريرية والمباشرة. * الكاتب يجيد وببراعة استخدام الضمير الثالث( الهو) في السرد وربما خدم هذا النص كثيرا, يقول: الي متي سيظل حبيس تلك الحجرة الضيقة في مبني الحجر الصحي.. * أما في ص(53) وفي سطر(13) فثمة كلمة غير متسقة مع معني العبارة أو ما تقصد اليه, يقول الكاتب: فرض جوائز مجزية لمن يساعد في العثور عليه وكان يجب استبدالها بكلمة وأعلن عن جوائز مجزية لمن يساعد في العثور عليه. * أما في ص(63) فثمة ملحوظة استدعت انتباهنا, تتعلق باللغة, يقول الكاتب في سطور9,8,7,6: وتنبأت فيه بأن خللا كيمائيا سوف يطرأ علي جو الأرض قد يترتب عليه إحداث فجوات وثقوب في الغلاف الجوي, يومها أخذت تجادل وتحاور وتقول أن هناك معدلات ثابتة تتحكم في جميع العناصر المكونة لكوكبنا وأي نقص في عنصر سيتبعه علي الفور زيادة في عنصر بديل يحل محله. والملاحظة هنا تتعلق بعدة كلمات ربما لخبطت المعني وانحرفت به عن مساره مثل: قد يترتب عليه إحداث فجوات وثقوب في الغلاف الجوي وكذا يومها أخذت تجادل وتحاور وتقول ان هناك معدلات ثابتة تتحكم في جميع العناصر المكونة لكوكبنا وكان الأجدي استبدالهما بربما وجعلت مراعاة لفنيات السرد وجماليات العبارة. * الكاتب يعتمد النهاية الدراماتيكية غير المنطقية والمفاجئة دون تبرير فني وثمة سؤال يجب طرحه: كيف سافر أو تمكن الرجل القنبلة من السفر الي تل أبيب,مع انه محجور عليه صحيا؟ ص54 قصة الخلايا الغاضبة. عصام الدالي