كنت متحمسا للغاية وأنا أقف أمام «رصات» الجرائد والمجلات والكتب التي بحوزة بائعة الجرائد الرئيسية في مدينتي عندما وقع نظري علي ذلك الغلاف الأنيق لرواية «قطار الصعيد» للكاتب «يوسف القعيد» والصادرة نهاية العام المنصرم عن «دار الشروق»، ولهذا قررت شراءها علي الفور ممنيا نفسي بتناول نص زاخر ودسم يتفق مع حجم وقيمة كاتبه... ولكن.. «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن». تدور أحداث الرواية حول تكليف مدير تحرير صحيفة «قاهرية» لأحد الصحفيين الذين يعملون معه، بمهمة عمل تحقيق عن جريمة قتل حدثت في الصعيد، قتلت فيها امرأة رجلين في وقت واحد، ويذهب الصحفي «بالقطار» إلي هناك: قرية «البداري» بمحافظة «أسيوط» محل الجريمة المذكورة، ويمكث في إحدي الاستراحات بها، ويحاول استكشاف الأماكن والأشخاص والمواقف، والتقاط كل الخيوط التي يصادفها أو يقابلها هناك، حتي يتمكن من الإحاطة بالحكاية كلها، لنفاجأ في النهاية - وليس المقصود هنا المفاجأة الجميلة أو المدهشة - بأن تلك الحكاية لا تتعدي زواج امرأة مسيحية برجل مسيحي عاجز جنسيا، وارتماءها من جراء معاناتها من ذلك في أحضان أول رجل «مسلم» قابلته في حياتها بخلاف زوجها، وارتكابها الخطيئة معه وتماديها في ذلك - ولست أدري بالفعل ما الحكمة من كون الزوج هكذا، والعشيق كذلك من ناحية الديانة - إلي أن بات الأمر وشيكا بافتضاح أمرها - بقرب ظهور علامات الحمل عليها - فتقرر في الختام التخلص منهما معاً: «الزوج» و«العشيق».. لنجد أنفسنا في النهاية أمام «مضمون» أقل ما يقال عنه إنه «ضعيف»، ولا يساوي كل هذا الكم من السرد والبناء الوصفي قبله! ولتحقيق شيء ما من أهمية الفكرة أو حساسية المضمون للنص الروائي، يحاول «القعيد» إلصاق موضوعات مثل حوادث الإرهاب والتطرف الديني، وانتشار جرائم الثأر والنهب في الصعيد، وميل الجميع ناحية المال والقوة واحتقار كل ماعدأهما.. يحاول إلصاق هذه الموضوعات بشكل عابر بالنص ومتنه، فيبدو الأمر وكأنه - وهذا بالطبع يتنافي مع وضع «القعيد» كروائي كبير له وزنه وحجمه - يحاول عمل «شربات» من «الفسيخ» كما يقولون، خاصة أنه يحاول اضفاء صبغة سياسية أو ما شابه علي «النص»، بإزاحة توقيته أو توقيت أحداثه للوقوع في إطار «الزمن الساداتي»، وبالتحديد في زمن من فترة حكمه - يترك لنا تخمين أي منهما لاعطاء سمة التأويل للنص - زمن ما قبل حرب 73 ونحن نعيش أجواء الهزيمة وتجرع مرارتها، وزمن الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي الذي أطل به «السادات» علي «مصر» أثناء فترة توليه الحكم.. هذا في آخر فصول أو أجزاء الرواية بعنوان «الخط».. وكأنه يربط بين «الفراغ الرجولي» و«الاحتياج الشخصي» و«التردد النفسي والفكري» بين «الخواء» و«التطرف» من ناحية، وبين «النكسة» والوقوع في «براثن» الهزيمة والانكسار من ناحية أخري. وإن كان هذا الحديث عن مضمون العمل وفكرته الرئيسية لا يمنعنا من الولوج قليلا ناحية بعض الملامح الفنية أو التقنية فيه: بالرغم من اعتماد «القعيد» في سرده الروائي هنا علي الأسلوب الخبري المباشر غالبا، والذي يرمي في مجمله وغرضه الأسمي إلي الايصال الحدثي والتفعيل الحق لوضع القارئ أو المتناول للنص في بؤرة دراما العمل وسخونة تصاريفه ووقائعه، وبالرغم من أنه كان يهرب أحيانا قليلة علي مدار النص الروائي من سطوة هذا الاتجاه السردي إلي جماليات التعبير الشعري المكثف والمغلف بمجازات وبلاغيات ملموسة في صياغة الجملة والعبارة كلها.. إلا أن ما منع وصول إحساس الملل لدينا ونحن نقرأ عمله، أن أسلوبه الخبري ذلك جاء علي صورة جمل وفقرات تعبيرية قصيرة وحادة، وتطرق علي الذهن والخاطر، ولكنه الطرق المقبول الذي ينبه ولا يزعج، يستثير ولا ينفر: (كانت.. «مريم» عندما تسمع هذا الكلام، تبكي وتقول إن هذا الكلام راحت عليه، يقولون لها إن الولد غني، جلس بمفرده علي كوم الصعيد كله، جميع ميراث العائلة هناك، هو الوحيد الذي بقي، يصفون لها القصر الذي يعيش فيه، والحديقة التي حوله، والأرض التي يحتكم عليها، ربما كانت عودتها مقدمة لعودة العائلة كلها، «فالمحتسب» اختفي من بر «مصر» منذ سنوات طويلة: تشير إلي الصعايدة الذين يظهرون في أفلام السينما ومسلسلات التليفزيون، بالتحديد إلي طريقة كلامهم، وملابسهم، يقولون لها إنه أفندي ومتعلم ولا يتصرف هكذا، حكوا لها بتوسع وتطويل متعمد عن المشروعات التي يرعاها، والأموال التي يدخرها، والميراث الذي يقوم بحراسته، وحجم الأموال التي يحملها، عندما يذهب إلي البنك، والأوراق التي يعود بها منه، والتبرعات التي يقدمها لأهالي البندر، وكانت تحاول أن ترسم له صورة في خيالها) ص136 ومع استطلاع صفحات الرواية الأولي، نضع أيدينا علي العديد من الملاحظات الفنية فيها، ففي البداية نقول إن «القعيد» استعان بفقرات شعرية في أوائل أجزاء أو فصول روايته لا لزوم لها علي الإطلاق ولا داعي لوجودها، خاصة أنها لا تضيف- من وجهة نظري- شيئا لدرامية تلك الأجزاء، فضلا عن أنها في كثير من المواضع لا علاقة لها أصلا بموضوع الجزء أو الفصل ومحتواه الفكري والحدثي، مثل هذه الفقرة الشعرية التي جاءت في مفتتح الجزء الأول بعنوان «المهمة»: (ياوابور الساعة اتناشر/ يا مجبل ع الصعيد/ سلم لي عل الحبايب/ «ومحمد» ولدي يابوي/ يا جريد النخل العالي/ طاطي ورد السلام/ ياباجور الساعة اتناشر/ يا مجبل ع الصعيد) ص7 بينما الجزء يتحدث عن سفر «الصحفي» إلي «الصعيد»، وهو غريب عنه، ولا أقارب له فيه أو أصدقاء فضلا عن عدم وجود «أبناء» أيضا، بل إن «الصحفي» ذاهب إلي هذا «المكان» علي غير رغبته أصلا أو يكاد إذ إن تلك مهمة مكلف بها، وليست رحلة ترفيهية أو نزهة. ثم نجد أنه يجهد نفسه أحيانا في صياغة لغة شعرية رومانسية تخيلية في بعض «المواقع السردية» التي لا تتحمل ذلك، ولا تضيف إلي العمل وإلي فكرته الرئيسية شيئا، فتبدو وكأنها عزف علي وتر ضائع أو مفقود، مثل هذه الفقرة في بداية الجزءالثاني من النص بعنوان «السفر» وهو يتحدث فيها عن بقايا الليل ومشهد المدينة وقت الفجر عند قيام «الصحفي» وذهابه إلي محطة القطار. (الناس نيام في أسرتهم والمدينة مغلقة بستائر الصمت، تبدو نظيفة وكأن الليل قد غسلها بحنو، السماء ستارة مسدلة، والسحب المتناثرة فيها نظيفة مثل الغسيل المنشور، إن بقايا الليلة الماضية وفضلات الأيام، التي مضت لا تقلل من بهاء الشوارع في هذا الوقت، إن طل الليل وندي الفجر يكسبان حتي صفائح الزبالة نوعا من الجمال، ولا يبقي أي أثر للتراب علي الأرض، ولاالعنكبوت في زوايا البيوت المهجورة، في هذا الوقت المنسي والزمن المهجور، في الأجزاء الأخيرة من الليل، ولحظة الفجر الندية، أشعر أنني أمتلك هذه المدينة، إنها مدينتي وإنني ابنها، وإن بيننا صلة رحم من النوع النادر، تخلو الشوارع من الناس ومن الغبار ومن الضجيج المكتوم) ص19 قد يكون إبداعا سرديا.. نعم... ولكن في غير محله.. في غير موضعه .. غير ذي إضافة مهمة وحيوية لدرامية النص وحدثية الحكي فيه، بل إنه يبدو - رغم فنيته ومجازيته الملفتة - دخليا علي النص الروائي بغرض استيفاء المساحة الكمية المخصصة له من قبل المؤلف ليس إلا.. كما في هذه الفقرة من الجزء الثالث، والتي تتناول وصف «الغروب» في مدينة «البداري» والتي وصل إليها الصحفي للتو في بداية مهمته: (كان الوقت هو الغروب، وكان قرص الشمس يبدو أحمر قانيا علي البعد، وقد غطس نصفه وراء الجبل الغربي، هنا يستطيل وقت الغروب ويمتد وتمتدد، أما في المدينة - التي أعيش فيها- فإن النهار يختفي مرة واحدة، والليل ينزل بظلامه في لمح البصر، كان الغروب وكانت الشوارع رصاصية اللون، وكان ظلام الليل يصعد من الأماكن الغويطة من الأرض ولا ينزل من السماء، ويعشش في الزوايا والأركان اكتشفت أن ضوء الكهرباء أصفر وباهت، وأنه عندما يعلن عن وجوده يكشف عن كمية كبيرة من الهوام والحشرات التي تطير في الجو، تدخل دائرة الضوء فتبدو كثيرة، تزحم حتي الهواء وتجعل شكل الضوء باهتا» ص43. بل أكثر من ذلك، عند النظر إليها أو قراءتها، تبدو «زائدة» علي النص ومتنه السردي، وفي الواقع كانت هناك بالفعل جمل وعبارات في بعض المواضع من المحتوي السردي الخبري، لا لزوم لذكرها أو الاتيان بها، لأنها حتي علي مستوي «الإخبار» فقط.. لا تضيف شيئا جديدا، مثل هذه الفقرة من الجزء الثاني بعنوان «السفر»، والتي تتحدث عن وجود «الصحفي» في محطة القطار. «في المحطة جلست في بوفيه الوجه البحري، شربت شايا وتناولت بعض الساندويتشات، قبل أن أعبر إلي الناحية الأخري، حيث تقف القطارات المتجهة إلي «الصعيد»، لأنه لا يوجد بوفيه علي الرصيف الذي تقف فيه قطارات الصعيد» ص22 فقد أتت الجملة الأخيرة في هذه الفقرة زائدة عن الحد، لأنها تخبر عن شيء أخبرت به بالفعل جملة «جلست في بوفيه الوجه البحري» في بدايتها. يمكننا القول بأنه وجود سردي في غير محل من الاعراب، في غير محل من المتن البنائي للنص الروائي. مثل هذه الفقرة أيضا من الجزء الثالث بعنوان «الأسايطة»، والتي يتحدث فيها المؤلف عن وجود الصحفي في موقف سيارات «الأجرة» الذاهبة إلي مدينة «البداري». في الموقف مضي وقت قبل أن تتحرك السيارة التي كانت مفاصلهاتئن وتتوجع من الزحام الشديد فيها» ص34 مع أنه ذكر قبل هذه الفقرة مباشرة، عموم ذلك الاخبار المقصود - أي «الزحام الشديد» - في جملة: «عندما تمكنت من العثور علي مكان محشور وسط زحام شديد في سيارة تاكسي ريفية صغيرة» ص33، 34. بل يصل «القعيد» إلي أكثر من ذلك! إنه يورد فصلا كاملا، وهو الجزء السادس من النص بعنوان «الأقصر»، يبدو بقليل من التأمل زائدا عن «الرواية»، أو بالأدق عن محتواها الرئيسي وموضوعها الأول، جزءا محشورا- بمعني الكلمة - وسط متن الرواية وأحداثها، فمن المفترض أن الصحفي الراوي بطل النص موكل من قبل مدير تحرير صحيفته - كما ذكرنا - للكاتبة عن جريمة قتل غريبة وقعت في أحد بلاد الصعيد، فكيف يحلو «للصحفي» بعد يوم «أو يزيد قليلا» من موعد مجيئه، أن يقوم بنزهة في مدينة «الأقصر» في توقيت صعب بالنسبة له، مشغول فيه، مهموم بانجاز مهمته «الموكل» بها في أسرع وقت، والأكثر من هذا، كيف يسرد المؤلف بالتفصيل دقائق هذه «النزهة»، بدءا من التفكير في القيام بها، فركوب «القطار» ووصف محطة السكة الحديد بطريقة تفصيلية ملفته، ثم سرد نزهة الصحفي ومشاهدته للآثار بها، فضلا عن تعرضه لحكاية «العسكري» حارس الآثار، وقصة زميله المقبوض عليه، والخوض في تفاصيل هذه القصة، وادخال «الصحفي» لنفسه فيها أو في أجوائها، وعلاقة كل ذلك بمحاولات الإسرائيليين لسرقة الآثار والحصول علي معلومات مهمة عن البلاد، وتورط العديد فيها، كل هذا يبدو موضوعا وضع مقصود لزيادة حجم السرد الروائي، وتمديد صفحات العمل لأقصي درجة ممكنة! وعودة إلي موضوع الاستعانة «بالفقرات الشعرية» في أوائل أجزاء النص، وأتساءل ويتساءل معي كل قارئ لهذا العمل: ما علاقة الفقرة الشعرية التي جاءت في أول الجزء الخامس من الرواية بعنوان «المقهي» بأحداثه وما جري فيه: (زعق الوابورع السفر/ عيطت رايحين فين/ رايحين تغيبوا سنة/ واللا تغيبوا اتين) ص67 بينما الجزء يتناول حادثة «ثأر» حدثت جهارا نهارا أمام المركز، وفي مواجهة المقهي الذي كان يجلس فيه «الصحفي» بطل العمل والراوي له! وإذا تواصلنا مع ما انقطع، نقول إنه من الأمثلة الواضحة والبينة علي عدم دقة السرد الروائي في بعض المواضع من «النص»، هذه الفقرة التالية والتي يظهر فيها دس الألفاظ دسا، في أماكن سردية لا تتأثر مطلقا بحذفها منها: «حضر إلي بيتنا أناس غرباء لا أعرفهم، لم أرهم من قبل، قالوا لي هذا عمك، وذاك خالك، فتشت في وجوهم عن ملامح الأب والأم- أبي وأمي تحديدا - فلم أجد أي تشابه» ص142 فذكر عبارة «أبي وأمي تحديدا» الاعتراضية تلك، لم يكن له لزوم علي الإطلاق، فكما هو مفهوم مما قبلها - علي اعتبار أن القارئ للنص عاقل بالغ رشيد - أن المقصود ومن الملامح المنتظر رؤيتها بالنسبة «لمريم» «العروس» من وجوه «أقاربها» الذين أتوا لخطبتها من «الصعيد»، هو ملامح أبيها وأمها علي أساس قولهم لها بشأنهم عند الزيارة (هذا عمك، وذاك خالك)... فلم كان إذن ذكر هذه العبارة الاعتراضية؟ وماذا أفادت أو أثرت في موقعها المذكور من العبارة؟! كما أنه عند لجوء المؤلف لصياغة عباراته بطريقة سردية مخالفة، كما أشرنا، نجده أحيانا يبالغ في التصوير واستخدام الخيال، حتي يصل إلي درجة «موجعة» في التأثير علي القارئ، نعم «موجعة.. مثل هذه الصورة في متن تلك العبارة المجازية المخالفة لعموم السرد الخبري في النص، التي تصور حال «مريم» تلك الفتاة البائسة، التي أوقعها قدرها في معاشرة رجل عاجز جنسيا لا يستطيع اشباع رغباتها أو تحقيق متعتها الحلال: كانت تعاني الصور المتناثرة علي الشاشة المؤلمة للذهن، وتشعر بوجع في طبلة الأذن التي أصبحت تكتسب أهمية خاصة في حياتها، وكان القلب - قلبها - يعاني لطمات كثيرة، وقعت عليه، وأقدام بلا حدود داست علي حبته، كان السكون المخيم حولها يبدو كأنه غطاء، وكان وقت خداع النفس قد مضي) ص150 هنا كم كانت العبارة قاسية ومؤلمة في كيفية «تخيل» دهس الأقدام لحبة القلب، وما يسببه ذلك من ألم وعناء.. وإن كانت قد أفادت بالفعل - من وجهة نظري - في تجسيد وتعميق مأساة تلك الفتاة، مما يؤدي بنا إلي توقع حدوث الأسوأ أو الأنكي لها، حتي لو لم يكن معروفا- كما كان - منذ بداية النص. وعلي ذكر هذا التوجه الفني «للقعيد» في نسج «سردية» الرواية، نسوق ذلك المثال التالي منها، والذي يدلل علي حيوية الأسلوب المشار إليه أحيانا، إذ اعتمد فيه المؤلف علي الاستعانة بالأسلوب «الاستفهامي» في عملية الايصال والتأثير. ( في الليلة الأولي لها في «البداري»، كانت مرهقة ومتعبة، ولكن في الليالي التالية، اكتشفت أن هذا الزواج مازال ناقصا، لم يكتمل بعد، فكرت أن تكلم زوجها، خافت، والواقع هنا يخيف أكثر الناس شجاعة، لو كانت أمها معها؟ لو كانت لها صديقة؟ هل يمكن أن تجد صديقة في هذه النواحي؟ صديقة تناجيها وتناغيها؟ وتحكي لها؟ وتثرثر معها وتبوح لها بأسرارها؟... من الصعب أن تسافر، هكذا بسرعة، إلا إن كانت غاضبة، هناك تليفون، ولكن هذا الكلام لا يقال في التليفونات، تخجل، لابد وأن تجلس في حضن أمها، وعندما تقول تهمس، لا تسمع ما تقوله الحيطان التي لها آذان، كيف تتصرف - إذن - وهي وحيدة؟! لا أحد بجانبها؟ لابد من التصرف بحذر وحساب)؟! ص144 وبهذا تحققت «الحيوية» بعض الشيء، واتسم «النص» في تلك المواضع بالتنوع والشمول لمستويات مغايرة - نوعا ما- من صور السرد الروائي، وهذا- علي الرغم مما ذكرناه سابقا من ملاحظات - هو ما حمل «النص»- إلي حد ما - لقارئه وساق إليه فكرته المحدودة والضيقة في ختامه. وأخيرا استطيع القول بأنه بقدر حماستي لقراءة «العمل» وتناوله في «البداية»، بقدر ما كان إحساسي «المروع» بخيبة الأمل، وصدمة التلقي في «النهاية».