ميت الحارون, احدي قري مركز زفتي بمحافظة الغربية ويبلغ تعداد سكانها نحو50 ألف نسمة معظمهم كان يعمل في الزراعة ولكن القرية شهدت تجربة رائدة وجديدة بعد ان اتجه سكانها الي صناعة واعادة تدوير كاوتش اطارات السيارات المستعملة ورغم ذلك تحولت الصناعة إلي كابوس مزعج لأبناء الغربية, حيث تهدد صحة وحياة سكان القرية وبعض القري المجاورة بالاصابة ببعض الامراض الخطيرة والمزمنة نتيجة التلوث البيئي الناتج عن حرق اطارات الكاوتش علي مدي ساعات الليل وهو ما يؤدي الي تصاعد الأدخنة السامة ويحول سماء القرية الي سحابة سوداء. وقال عبداللطيف خضير من الأهالي ان قرية ميت الحارون نجحت في السنوات الاخيرة في تكوين امبراطورية ضخمة تخصصت في مهنة اعادة وتدويرصناعة اطارات السيارات والتي اصبحت تمثل مصدر رزق اساسي ورئيسي لجميع اهالي القرية حيث يقومون بتجميع70% من الكاوتش علي مستوي مصر وذلك بعد اعادة تصنيع هذه الاطارات التالفة وتحويلها الي صناعة اخري مثل ادوات نقل البضائع والاحذيه وخراطيم الري. وقال: اما عن خطورة ما تسببة هذه المهنة من تلوث بيئي فإن القائمين علي هذه الصناعة يحاولون تجنب هذه المشكلة عن طريق العمل خلال ساعات الليل فقط حيث يكون معظم السكان داخل منازلهم مما يقلل كثيرا من خطورة الامر. بينما أكد سعيد عبدالعال جمعة من سكان القرية أن الوضع اصبح خطيرا في ظل استمرار عمليات حرق اطارات الكاوتش المستعمل الذي ينتج عنه ادخنة لا يمكن احتمال رائحتها لاحتوائها علي مواد سامة مما اصبح يهدد حياة وصحة اهالي القرية وخاصة الاطفال الابرياء الذين لا زنب لهم في الاصابة بالامراض الخطيرة نتيجة استنشاقهم هذة السموم ولابد من ايجاد حل لهذه الظاهرة. اضاف محمد البيومي مواطن أننا سئمنا الشكاوي المتكررة للمسئولين بعد ان زادت الامور عن حدها وفشلنا في السيطرة علي هذه الظاهرة حيث ان القائمين علي صناعة حرق الكاوتش وتدويرها يمثلون مافيا لا يمكن لاحد ان يتصدي لهم او يعترض علي هذه الكارثة البيئية التي يرتكبونها في حق الأهالي والمواطنين الابرياء بسبب اصرارهم علي تحقيق ثراء فاحش وارباح ضخمه حتي لو كان علي حساب صحه المواطنين مشيرا إلي أن الدنيا تقوم ولا تقعد عندما يتم حرق قش الارز خلال فتره محدودة مما يتسبب في سحابه سوداء وتلوث للبيئه ولكن اهالي قريه ميت الحارون يعيشون اجواء التلوث والسحابه السوداء طوال ايام السنة وليس موسم حصاد الارز والقمح فقط. من جانبها اشارت الدكتورة نجلاء مصلحي مدرس بقسم المجالات البيئية الي ان حرق كاوتش اطارات السيارات المستعمله يطلق مواد ملوثه في الهواء تسبب ضررا بالانسان والحيوان والنبات لأنها مكونة من نحو20 مادة كيميائية مثل الكبريت والكربون وصباغ البوليستر وغيرها من المواد السامه التي تسبب مشطله كبيره في تلوث البيئه وتهدد الحالة الصحية للانسان وتعرضه للاصابة بالامراض الخبيثة السرطانية. بينما اعترف دكتور جمال الصعيدي رئيس جهاز شئون البيئة بمنطقة وسط الدلتا بوجود مشكله تلوث بيئي بالفعل تشكل خطوره علي البيئه وتهدد صحة اهل وسكان القريه وخاصه الاطفال الصغار بالاصابه بأمراض بيئيه خطيره نتيجة استنشاق هذه السموم الناتجه عن عمليه احتراق الكاوتش. وأشار إلي أن الحملات مستمرة للتصدي لهذه الظاهرة ومصادرة الادوات والماكينات المستخدمة في عمليات حرق اطارات الكاوتش كما ان هناك شابا كان قد تقدم بمشروع اختراع لانشاء فرن خاص للتخلص من هذه المشكلة عن طريق معالجة الدخنه الناتجه عن حرق اطارات الكاوتش بشكل وشروط امنه وتم الاتفاق معه علي تدعيم مشروعه من جانب الوزارة بنسبة30% بعد دراسته والتأكد من نجاح المشروع.