قرية ميت الحارون بمركز زفتي تعد مثالا صارخا للتلوث البيئي, خاصة بعد أن تحول معظم سكانها من الزراعة إلي تدوير إطارات كاوتش السيارات التالف والمستعمل. وذلك عن طريق حرق الكاوتش لاستخراج الأسلاك التي بداخله لإعادة بيعها للاستعمال في أعمال مقاوالات البناء, وأصبح قطاع عريض من أهالي القرية البالغ عددهم حوالي7 آلاف نسمة يعتمد علي هذه الحرفة التي باتت مصدر رزق لهم لتحقيقها مكاسب كبيرة وسريعة لهم. وقد اتجه معظم سكان القرية لهذه الصناعة والتي تعتمد علي أدوات ومصانع صغيرة ونصف آلية حيث قام القائمون علي هذه الصناعة بعمليات تطوير لأدواتها عن طريق ابتكار آلة يدوية تدار بتروس تسمي الونش لاستخراج شرائح الكاوتشوك من الإطارات المستعملة بدلا من المجهود العضلي حيث يتم استحضار وتجميع الكاوتش التالف والمستعمل بعدة طرق منها تسريح عمال القرية لجمع إطارات السيارات المستعملة والتالفة من ورش تصليح الكاوتش بكل أنواعه الصغيرة والكبيرة والخاصة بالجرارات واللوادر ويحصل عليها أهالي القرية العاملون في صناعة إعادة تدوير الكاوتش بكميات كبيرة لإعادة تدويرها وحرقها حيث أصبحت هذه المهنة تحقق ثروة وأرباحا طائلة للعاملين فيها من أهالي القرية والقري المجاورة بينما يقول محمود عبدالعظيم محمود ان الدنيا تقوم ولا تقعد عندما يتم حرق قش الأرز في فترة محدودة وهو ما يؤدي لتلوث البيئة رغم أن ذلك لا يستمر سوي أيام معدودة كل عام عقب حصاد محصول الأرز ولكن هنا في قرية ميت الحارون والقري المجاورة السحابة السوداء مستمرة طوال أيام السنة وعلي مدي ساعات الليل بالكامل بسبب حرق إطارات الكاوتش وهو ما أدي لتلوث بيئي وصحي أصبح يهدد حياتنا وحياة وصحة أطفالنا وأصبح يحتاج لوقفة من الجهات المسئولة لإنقاذ أهالي القرية والقري المجاورة. أما محمد عمران عبدالباسط فيؤكد لقد سئمنا الشكوي المتكررة للمسئولين ولكن لا حياة لمن تنادي كما أن القائمين هنا علي صناعة حرق الكاوتش وإعادة تدويره يمثلون مافيا لا يمكن لأحد أن يتصدي لهم أو يعترض علي الكارثة البيئية التي يرتكبونها في حق الأهالي والمواطنين الابرياء من أجل تحقيق مكاسب وأرباح شخصية حتي لو كان ذلك علي حساب صحة وأرواح المواطنين الذين يذهبون إلي الجحيم مقابل حصول هؤلاء علي مبالغ مالية كبيرة تجعلهم اثرياء ويتمادون ويتوسعون في مشروعهم القاتل طالما لا يوجد من يتصدي لهم. ومن جانبه اعترف الدكتور جمال الصعيدي رئيس جهاز شئون البيئة بمنطقة وسط الدلتا بوجود المشكلة ومدي خطورتها علي البيئة لما تسببه من تلوث بيئي خطير, لافتا إلي أن الحملات مستمرة للتصدي لهذه الظاهرة ومصادرة الماكينات والأدوات المستخدمة في عمليات إعادة حرق وتدوير إطارات الكاوتش لكن تراخت في الاونة الأخيرة الحملات بسبب الحالة الأمنية عقب أحداث ثورة يناير.