كلنا صحف قومية وكلنا كتاب ننتمي لمصر قد نختلف وذلك طبيعي بل ومطلوب وظاهرة صحية ولكن لايجب ان يصل بنا الأمر الي الانقسام والتخوين وقد يكون من واجب الصحافة المصرية القومية الي جانب تقديم النصح والارشاد والنقد البناء دون تجريح أن تقف وراء حكومتها وتشد علي أيديها اذا أصابت وأن تعلن الحقائق للرأي العام وأن تبدو متماسكة امام الشعب حتي تكون القدوة نحو وحدة الصف والالتفاف حول الحكومة والرئيس الذي انتخبته ومنحه الفرصة وان تكون المصلحة القومية واضحة ولامعة وان تكون هي الغالبة علي المشهد السياسي. فيما يبدو أن الانقسام قد أصبح إحدي سماتنا بل انه تحول في الأونة الأخيرة الي فضيلة لدينا واصبحنا لانعرف للاتفاق أو التفاهم طريقا وأنه لمجرد الاختلاف حول موقف معين يكون الانقسام هو الأقرب لدينا وبدلا من أن نواجه الوضع ونجلس الي بعضنا البعض فإذ بنا نصير أحزابا وفرقا متناحرة علي اعتبار أن ذلك هو أفضل الطرق أو أنه من شيم البطولة والحسم للمواقف وعادة عندما نقوم بذلك نتجاهل الظروف الموضوعية ونتجاهل طبيعة الظروف واللحظة الراهنة وماتفرضه من تحديات وما توجبه من ضرورة التجمع والاتفاق لا الانقسام وقد يكون هناك من الخطأ غير المقصود أو عندما لاتسعفنا المفاهيم أو مفرداتنا اللغوية في التعبير عن الوضع كأن نقول أن هذه هي صحافة قومية وهي الصحف المملوكة للدولة أو التي تعتبرها امتدادا للدولة وأنها لها تبعية للنظام السياسي الحاكم وتلك المعارضة والتي قد نختلف حول معيار كونها معارضة فهل هي لانها مملوكة لاشخاص أو مجموعة منهم أو أنها حاصلة علي تراخيص من الخارج أو لأنها تعارض الحكم والنظام وهي دائما تقف له بالمرصاد لذلك فهي الصحف الأقدر والأجدر علي حماية حقوق المجتمع وهي المدافع عن الحريات والسياسات حتي ولو كلفها ذلك الكثير والحقيقة أن ذلك هو دور الصحافة بصفة عامة وأن نظرالقومية انما يمتد ليشمل الصحف المعارضة والصحافة المسماة بالمعارضة فالصحف القومية قد تحكمها وذلك بحكم تمرسها وخبرتها في مجال مهنة الصحافة بالعديد من التقاليد المهنية التي تفرض عليها قالبا معنيا ولكنه ليس النفاق او المحاباة ولكن تتبع الحقيقة ونشر الأخبار وجس نبض الشارع وتوجيه اللوم والانتقادات للحكومة علي تصرفاتها وأفعالها ولكن بعد التدقيق وتقصي الحقائق وبأسلوب قد يراعي فيه أداب معينة قد لاتروق للبعض ولكنها لايمكن أن تنسلخ عن جلدها أو ان تتخلي عن تقاليد المهنة وهي تحاول أن تحافظ علي مصداقيتها وهناك أيضا العديد من الصحف المسماة بالمعارضة لها من القوة والقدرة الصحفية والمهنية مالايقل عن هذه الصحف القومية بل قد تتفوق عليها ولكن هنا أمر أخر مهم يؤكد أن ذلك الانقسام لاوجود له أو لامحل له من الاعراب اذ أن العديد ممن يعملون في هذه الصحف القومية التي نصفها في موضع الاتهام بالمحاباة للنظام الحاكم يعملون في هذه الصحف المعارضة ويتنقلون فيما بينها ولكن للأسف هناك بعض الصحف التي قد تولد بين عشية وضحاها أو تكون لعدد واحد هذه التي قد أدت الي الاساءة لهذه المهنة الجليلة وتلك السلطة الرابعة والتي لها دور في تغيير حياة الشعوب ولكن دور هذه الصحف عادة مايكون لتحقيق بعض المصالح الشخصية او لحساب البعض الآخر ولكن ذلك التقسيم او الانقسام الذي شاهدناه الأن وبداية انقسام الصحف حول نفسها وايضا الكتاب بين بعضهم لمجرد بعض المواقف التي جاءت من جانب الحكومة الحالية وهي في بداية عهدها فهي تحتاج هنا الي النضج والارشاد من ذوي الخبرة من الوطنيين والقوميين ذلك علي الأقل في المرحلة الأولي أي وهي في بداية عهدها ممارسة العملية السياسية في وسط بحر متقلب تعج مياهه وتهب عليه العواصف والأعاصير وليس مجرد اعلان العصيان والانقسام وتبادل الاتهامات إن مثل ذلك الانقسام لايعني سوي المزيد من الضعف ولن يصب لصالح أحد أو يعمل لجانبه لقد آن لنا الأوان أن نصل الي مرحلة النضج المعهودة فينا وألا ننساق وراء المشاعر الحماسية. والاندفاع فكلنا صحف قومية وكلنا كتاب ننتمي لمصر قد نختلف وذلك طبيعي بل ومطلوب وظاهرة صحية ولكن لايجب ان يصل بنا الأمر الي الانقسام والتخوين وقد يكون من واجب الصحافة المصرية القومية الي جانب تقديم النصح والارشاد والنقد البناء دون تجريح أن تقف وراء حكومتها وتشد علي أيديها اذا أصابت وأن تعلن الحقائق للرأي العام وأن تبدو متماسكة امام الشعب حتي تكون القدوة نحو وحدة الصف والالتفاف حول الحكومة والرئيس الذي انتخبته ومنحه الفرصة وان تكون المصلحة القومية واضحة ولامعة وان تكون هي الغالبة علي المشهد السياسي. دكتوراة في العلوم السياسية