حمل د.سعد عمارة عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين قيادات الحزب الوطنى المنحل مسئولية مظاهرات 24 أغسطس والتى اعتبرها تأثرت بتغيير قيادات المجلس العسكرى، واتهمهم بتأجير بلطجية وعاطلين لحرق مقرات الجماعة، فيما رفض الإجراءات القمعية التى تمارس فى الفترة الأخيرة لتضييق حرية الرأى والصحافة مع حبس رئيس تحرير جريدة «الدستور» «إسلام عفيفى» وغلق قناة «الفراعين» ومنع رؤساء تحرير بعض الصحف القومية لمقالات كبار الكتاب. ∎ هناك تخوف من جانب جماعة الإخوان المسلمين من مظاهرات 24 أغسطس؟
- لا يوجد خوف بعد قرارات د.مرسى التى أبطلت فاعلية هذا الأمر، لأن من كانوا يتحركون كانوا يعتبرون المجلس العسكرى سنداً، أما الآن فهناك سلطة واحدة، وبالتالى أعادوا حساباتهم بشكل كبير، ولقد قابلت قيادات الوطنى المنحل وقالوا: نحن انسحبنا ولن نشارك، وعلمت من مصادر أخرى أن أصحاب المصالح والمال فى الوطنى المنحل يوردون أفراداً يعانون من بطالة أو بلطجية مقابل أجر، ولذلك نحن نؤمن المقرات كنوع من الاحتياط.
∎ كيف ترى جدوى نجاح هذه المظاهرات؟
- هذه المظاهرات قائمة على أعضاء الحزب الوطنى والنظام السابق، يقومون بمحاولات يائسة للعودة بالنظام مرة أخرى خاصة أنهم صدموا بفوز د.مرسى بالرئاسة والقرارات الأخيرة بتوحيد السلطة، ولكن المشكلة فى موقف بعض القوى اليسارية والليبرالية التى على موقفها علامة استفهام، إن وجود خصومة مع الإخوان أمر طبيعى، ولكن أن يتحولوا من ثوار إلى داعمين للفلول، فهذا أمر يحتاج إلى إعادة نظر.
∎ ما رأيك فى دعاوى تكفير بعض الدعاة من الإخوان والسلفيين وإباحة دم المتظاهرين؟
- غير مقبول أى كلام عن التكفير أو إباحة الدماء لأى مصرى، وهناك قانون نعمل فى إطاره حتى لا تكون هناك فوضى فى البلد.
∎ سقطنا فى «وصمة عار» يوم الخميس بالحبس احتياطيًا على الصحفى «إسلام عفيفى»، وهذه من ثمار حكم الإخوان المسلمين على الرغم من معاناتكم كجماعة طوال العقود الماضية من هذه الأساليب القمعية؟
- نعم، نحن كجماعة ضد «الحبس الاحتياطى»، وأنا ضد فكرة الحبس لأصحاب الرأى، ولكن نحن الآن فى أزمة حلها الوحيد هو إصدار ميثاق الشرف للإعلاميين والصحفيين، وأن تكون هناك تعديلات على قانون الصحافة فى قضايا النشر، لنذهب إلى الطريق الصحيح بعمل ميثاق وقانون يعطى للصحفى الحصانة ويحصن أيضا المجتمع من أى تجاوز.
هناك رأيان حول حبس الصحفيين، الأول أن الصحفيين فئة على رأسهم «ريشة»، تفعل ما تشاء ولا يجب أن نمنعها من إبداء الرأى والتساؤل هنا: لماذا الاستثناء؟! ووجهة نظر أخرى تقول أن الصحفيين يعبرون عن المجتمع ويجب أن يتمتعوا بالحصانة التى تحميهم، وهنا يجب أن يوضع ميثاق الشرف الذى يواجه من ينتهكون الأعراض من قلة من الصحفيين بعيدا عن صراع الصحفيين مع السلطة أو نظام الحكم، وهذا الصراع حتمى ومطلوب وهى إحدى وظائف الصحافة لكشف أى فساد، ولكن يجب أن ننتبه فى وضع هذا الميثاق للتشويه الذى يحدث لمواطنين عاديين، ومع ذلك لا يحاسب الصحفى على ما حدث على الرغم من تدميره لأسرة هذا الشخص معنويًا.
∎ أنتم كحزب «الحرية والعدالة» وجماعة «الإخوان المسلمين».. هل ترون سقفا أو مستويات لحرية الصحافة ؟
- نحن نطالب بحرية كاملة للإعلام والصحافة مع وضع ميثاق شرف يضعه الصحفيون بأنفسهم لا يتدخل فيه أى تيار سياسى ولا يتدخل فيه مجلس الشعب، هذا الميثاق يخرج من جلسات للجماعة الصحفية داخل نقابتهم، ميثاق يسمح بتدفق المعلومات وإمكانية الحصول عليها والشفافية فى عرضها، لأن ذلك حق الجمهور الذى يجب أن يعرف المعلومات الصحيحة الموثقة، ووضع هذا الميثاق للتعامل مع الأشخاص والكيانات بمستوى الرأى والنقد وليس التجريح مع ضرورة احترام خصوصية الآخرين وعدم الإساءة بالسب للشخص المسئول أو المواطن العادى.
∎ ولكن كيف ترى التجريح فى الوقت الذى تكون حرية الصحافة فى الغرب أن يصل النقد لتشبيه الرئيس أو المسئول بأمور تعتبر مسيئة أو تحتوى على تجاوز فى شخصه ؟
- هناك قيم للمجتمع المصرى ونتمتع بثقافة سائدة قائمة على الاحترام، وليس بالضرورة أن ننقل كل شىء عن الغرب، أجزم بأن من حق الجماعة الصحفية أن تختلف وتنتقد وتهاجم المسئول فى السياسات أو الاعتراض والاختلاف مع وجهات النظر، ولكن الأمر يقف قبل أن أنعته بأوصاف غير مناسبة أو التجريح فيه وفى أسرته.
∎ ولكن كيف ترى حرية الرأى فى ظل منع مقالات لكبار الكتاب أصحاب الأسماء المحترمة مثل جمال الغيطانى وعبلة الروينى ومن المعروف أن هؤلاء الكتاب لا يتطرقون للإساءة أو السب ؟
- فكرة منع النشر من جانب رؤساء تحرير الصحف أمر مرفوض ومخزٍ وفى الحقيقة هى فكرة ساذجة من الناحية العملية لأنه فى جميع الأحوال المقال سينشر فى أماكن أخرى، وسيحدث ضجة ويلفت إليه الأنظار أكثر، الزمن اليوم غير الأمس، اليوم هناك آلاف الوسائل المطبوعة والإلكترونية، إذن رئيس التحرير يمنع ماذا عن من ؟! لقد علمت أن رئيس تحرير الأخبار الجديد قام بإلغاء صفحة الرأى، وهذا يعتبر نوعا من التعسف الشديد، ولا أريد أن أصف ذلك بوصف آخر حتى لا يكون فى حديثى تجاوز، فإن الصحف لنشر الرأى وما يحدث من منع نشر مقالات لا يوجد له محل من الإعراب، والغريب أنه صادر من أبناء المهنة، أنا ضد فكرة أن صحيفة بحجم وتاريخ الأخبار تمنع صفحة الرأى حتى لو كانت هذه المقالات تهاجم الرئيس أو الحكومة، نحن نحتاج فى هذه المرحلة إلى معارضة حتى نقوم بإنارة الطريق وتظهر لى الأخطاء، والرأى الآخر مفيد لأى نظام سياسى لأنك تركز على عيوبه، وبالتالى يحسن الأداء، ولكن يجب أن تكون هذه المعارضة بعيدة عن التجريح أو محاولة للإفشال.
∎ إذن فى ظل هذا المنع للرأى من الممكن أن يولد هذا الكبت ثورة ضد الإخوان ؟
- لقد توقفت مع قيادات الحرية والعدالة أمام ما يحدث من منع للمقالات أو مصادرة الصحف، ووجدت أنهم ضد هذه الإجراءات الخاصة بكبت الحريات، ووجدنا أن من فى يده ذلك الأمر هو الجماعة الصحفية.
ولكنى هنا أقف أمام تساؤل : هل من حق مجلس الشورى أن يراقب أداء رؤساء التحرير الذين قام بتعيينهم أم يعتبر ذلك نوعا من الضغط وعليه أن يغمض عينه ؟!
∎ وما ردك على هذا التساؤل الذى طرحته؟
- وجهة نظرى إذا كان مجلس الشورى طبقا للقانون مالكا للصحافة القومية، إذن على المالك أن يراقب ما يملك وأن يتابع الأداء، والبعض من الممكن أن يعتبر ذلك تسلطا من مجلس الشورى على الصحافة، ومع ذلك أرى أنه كان من الواجب على مجلس الشورى أن يضع ضمن معايير اختيار رؤساء التحرير أن يكون المرشح مع ثورة 25 يناير.
∎ ولكن من الممكن أن تعتبروا كجماعة أن معارضيكم ضد الثورة ؟
- يتم البعد عن ذلك بألا تكون لهذا الكاتب مقالات أو كتابات ضد الثورة، وليست ضد الإخوان، هناك رئيس تحرير لصحيفة قومية كبرى كان يطل علينا من قناة الفراعين لمهاجمة الثورة فكيف.. يكون مع الثورة ؟ !
∎ ألا ترى أن ما يحدث من كبت لحرية الرأى والصحافة من الممكن أن يولد انفجارا ضد الإخوان مع إجراءات الحبس والمنع؟
- هناك نقطة التباس خطيرة وهى أن البعض يتصور أن هذه الإجراءات التى تتم تكون موجهة من مؤسسة الرئاسة أو حزب الحرية والعدالة، نعم الحزب اشتكى توفيق عكاشة ووجدنا شكاوى ضد توفيق تقول أن ما يقوم به ليس من الإعلام فى شىء، وإسلام عفيفى قام بالتجاوز فى حق الرئيس وتهديدات وسب وقذف، ولذلك يجب أن نخرج من هذا الجدل بميثاق شرف فورى، ذلك سينهى أمر حبس الصحفيين، وسيكون الحاكم فى أى تجاوز هو القضاء.
∎ هل كنتم تتطلعون كحزب الحرية والعدالة إلى أخونة المؤسسات القومية أثناء اختيار رؤساء التحرير فى مجلس الشورى لدعم نظامكم السياسى الحاكم ؟
- لم نقبل على الأخونة للصحف، لأن من دور الصحافة دعم أى نظام ثقافى وندعى نحن «الحرية والعدالة» أننا نتطلع لنظام سياسى كذلك.
∎ ولكن كثيرين يتساءلون: فى عهد مبارك لم تغلق قناة ولم يحبس صحفى وفى عهد الإخوان ما بعد ثورة 25 يناير تغلق قنوات وتصادر صحف ويحبس صحفيون ؟
- هناك قنوات أغلقت فى عهد مبارك وهى قنوات إسلامية وصحفيون حبسوا مثل مجدى حسين خلال محاكمة عسكرية ومصطفى بكرى وشقيقه محمود.∎