منذ أن تفتحت عيناي علي الدنيا وأنا أنظر إلي والدي بعين الفخر والاعتزاز. وكم كانت سعادتي وأنا أجلس صغيرا بين يديه وهو يحكي لي عن بطولاته مع زملائه ممن شاركوا في حرب أكتوبر العظيمة. كنت أري والدي عظيما دائما قويا دائما لا يتسرب الخوف إلي قلبي فأنا أعرف انه موجود في الدنيا أكبر سند لي في الحياة.. ولكنها الأقدار التي شاءت له ولي أن نمر بتجربة قاسية جدا فمع مرور الزمن هاجم وحش المرض والدي وأصابه في قلبه وشيئا فشيئا أعجزه المرض عن الحركة وبات عاجزا عن تحمل مسئوليتي ومسئولية أشقائي الخمسة.. ووجدتني أمام مسئولية كبيرة تفوق كل قدراتي فمن أين لي رغم أني الشقيق الأكبر لأشقائي الصغار أن أدبر نفقاتهم ونفقات علاج والدي وأنا عاطل حاصل علي دبلوم صنايع قسم محركات بحرية منذ عام2004 ولا أعمل.. أغلقت كل أبواب الرزق في وجهي ولم يعد هناك باب غير باب الرحمة أطرقه من خلال بابكم باب مع الناس لعل هناك من أصحاب القلوب الرحيمة من يساعدني علي تحمل المسئولية الكبيرة التي حملني بها القدر علي عاتقي أو ان الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء يصدر قرارا بمنحي فرصة عمل أتعايش منها وأدبر منها قوت يوم أشقائي وعلاج والدي الشهري اكراما لتاريخ والدي المشرف باعتباره أحد أبطال حرب اكتوبر. هكذا تحدث محمود ابراهيم طه من مواليد بورسعيد وحكي حكايته أملا في أن يجد لها حلا علي يد رئيس الوزراء!