جاءني صوته عبر الهاتف قلقاً مستغيثاً قال: أرجوكم ساعدوني فأنا أحاول الوصول اليكم منذ أكثر من عامين ولم أتمكن لأنني خلف الأسوار في سجن دمو بالفيوم وتعاطف معي أمين شرطة ومنحني هذه الفرصة للتحدث معكم. أنا وحيد أمي التي بلغت من الكبر عتياً وعكفت علي تربيتي بعد وفاة أبي حتي أنهيت دراستي في السياحة والفنادق ثم اشتغلت مساعد شيف وكان كل أملي أن أعوض أمي عن سنوات صبرها وكفاحها معي خاصة بعد أن تمكن منها المرض ولم تعد تقوي علي العمل. لم أتمكن من شراء العلاج المقرر لها لارتفاع نفقاته وضعف مرتبي فظلت حالتها تسوء واكتشفنا إصابتها بورق خبيث بالبنكرياس وتقرر لها جراحة عاجلة لاستئصاله. لم تتحمل حالتها انتظار العلاج علي نفقة الدولة فاشتريت أجهزة بالتقسيط وبعتها لأدبر نفقات الجراحة ولكنني فشلت في الانتظام في سداد الأقساط. توالت الأحداث سريعة وقاضاني صاحب المعرض الذي باع ايصالات الأمانة التي حررتها له لآخرين ليصدر ضدي خمسة أحكام قضائية بالسجن ست سنوات. طرقت أمي كل الأبواب لتنقذني من السجن بلا فائدة فأخذتني شرطة تنفيذ الأحكام من حضنها بالقوة وهي لا تتوقف عن البكاء وبدأت التنفيذ منذ عامين انتشر الورم خلالها في أكثر من مكان بجسد أمي وتم نقلها مؤخراً لمعهد الأورام لاجراء جراحة دقيقة نسبة خطورتها عالية. تحدث الي أمي قبل أن أتحدث اليكم وكم ألمني صوتها وهي تقولي إنني لا أخشي الموت ولكن كل ما أخاف منه أن أموت دون أن أراك.. لهذا أرجو أن تصل صرختي وأمي الأرملة المسنة التي ليس لها من الدنيا غيري الي اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لمنحي تصريحاً بزيارتها بمعهد الأورام قبل أن تجري الجراحة المقررة لها بعد ساعات. كما استغيث بأصحاب القلوب الرحيمة سداد ديوني التي لا تتجاوز 6 آلاف جنيه وستحرمني من حريتي وأمي ست سنوات. حسام. م. ع