نفت الولاياتالمتحدةالأمريكية أمس اتخاذ قرار بطرح خطة جديدة لإحياء المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل, واستبعدت حدوث تغيير كبير في استراتيجيتها الحالية لتسوية الصراع بين الجانبين. كما أبدت تفهمها لرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المشاركة في قمة الأمن النووي التي تستضيفها واشنطن بعد غد وعلي مدي يومين, بينما انتقدت تعليقات السلطة الفلسطينية علي تحديد المواقع اليهودية في الحي القديم بالقدسالشرقية. ميدانيا, قمعت سلطات الاحتلال أمس مسيرات مناهضة للجدار العنصري والاستيطان, مما أدي إلي إصابة العشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب. وقال الجنرال جيمس جونز مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي إن بلاده لم تتخذ في المرحلة الراهنة اي قرار حول طرح مقاربة جديدة لاحياء عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية. وأضاف:' المناقشات جارية حاليا ولم نتخذ اي قرار للاقلاع مجددا مع تغيير كبير في الاستراتيجية'. وتابع:' ما ينبغي ان نقوله بوضوح, في رأيي, هو اننا لا ننوي في اي وقت كان مفاجأة احد'. واضاف ان اي اجراء يتخذ يرمي الي تعزيز امن اسرائيل ودعم كل مطلب' مشروع' لتأمين سيادة الفلسطينيين. ولمحت الصحف الأمريكية هذا الاسبوع الي ان اوباما يستعد لكشف مقاربة جديدة بعد الاستياء الذي اثارته حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وسياستها الاستيطانية في القدس. وقد تستند المقاربة الي سلسلة من النقاط التي اتفق عليها الاسرائيليون والفلسطينيون في قمة كامب ديفيد العام2000 برعاية الرئيس الأمريكي الاسبق بيل كلينتون. في شأن آخر قال جونز انه يتفهم اسباب رفض نتانياهو المشاركة في قمة الامن النووي في واشنطن. واشارت معلومات الي ان الاسرائيليين يخشون ان تطالب الدول الاسلامية اسرائيل بفتح مواقعها النووية امام المفتشين الدوليين. وقال:' كنا نرغب في وجود رئيس الوزراء', لكن الوفد الاسرائيلي الذي يرأسه وزير الاستخبارات دان ميريدور سيكون' صلبا' في اي حال. وتابع:' اعتقد ان الاسرائيليين لا يريدون ان يكونوا سببا في احداث تغيير في موضوع القمة'. وكان نتانياهو قد ألغي زيارته الي واشنطن للمشاركة في القمة المقررة حول الامن النووي في قرار يعكس كما يبدو مخاوف اسرائيل من ان تضطر لتقديم توضيحات حول الترسانة النووية التي يشتبه انها تملكها. وقال مسئول اسرائيلي لوكالة الأنباء الفرنسية طالبا عدم الكشف عن اسمه' بلغنا أخيرا ان بعض الدول ستستغل( القمة) للضغط علي اسرائيل'. كما ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان نتانياهو قلق من توجه بعض الدول الاسلامية المشاركة في المؤتمر, مثل مصر وتركيا, لممارسة ضغط علي اسرائيل لفتح منشآتها النووية امام المفتشين الدوليين. ونقلت الصحافة الاسرائيلية عن اوساط نتانياهو انه قد لا يتوجه الي واشنطن تجنبا' للوقوع في فخ', رغم رغبته بالحضور لمناقشة الحد من انتشار الاسلحة النووية والتهديدات الارهابية. وقد أبدت الخارجية الأمريكية انزعاجها لتعليقات مسئولي السلطة الفلسطينية علي ما سمته' التجديدات التي تجريها إسرائيل للمواقع اليهودية' في الحي القديم بالقدسالشرقية. وقال المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي إن تصريحات وزارة الإعلام الفلسطينية التي تنكر التراث اليهودي وارتباطه بالقدس يقوض الثقة المطلوبة لإجراء مفاوضات إسرائيلية فلسطينية حقيقية. وأدانت الخارجية بشدة ماوصفته بتمجيد' للإرهابيين'. وأضاف كراولي أن تكريم' الإرهابيين' الذين قتلوا' مدنيين أبرياء' سواء من خلال تصريحات رسمية أو بتكريس أماكن عامة لتكريمهم يضر بجهود السلام وينبغي أن ينتهي. وتابع:' سنواصل مساءلة القادة الفلسطينيين علي هذا التحريض. وكان كراولي يشير إلي إطلاق السلطة الفلسطينية لاسم الشهيدة دلال المغربي علي أحد ميادين الضفة الغربية تمجيدا للعملية الفدائية التي نفذتها عام1978 بالقرب من تل أبيب وقتل فيها37 إسرائيليا. ميدانيا, أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالرصاص المغلف بالمطاط وبحالات اختناق بالغاز إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرات الأسبوعية المناهضة للجدار الفاصل والاستيطان في مناطق متفرقة بالضفة الغربيةالمحتلة. ففي قرية بلعين غرب رام الله, أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز السام والصوت والأعيرة النارية تجاه المواطنين الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب ومحبي السلام الإسرائيليين المشاركين في المسيرة السلمية الأسبوعية مما أدي إلي إصابة العشرات بحالات اختناق,إضافة إلي اعتقال المصور الصحفي هيثم الخطيب مصور اللجنة الشعبية وجمعية أصدقاء الحرية والعدالة. ونظمت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين المسيرة للأسبوع الرابع علي التوالي, في تحد لقرار جيش الاحتلال الذي اعتبر بلعين منطقة عسكرية مغلقة يحظر الدخول إليها من الساعة الثامنة صباحا وحتي الثامنة مساء كل يوم جمعة. واتجهت المسيرة إلي موقع الجدار, حيث قابلتها قوات الاحتلال بزخات من قنابل الغاز والصوت والأعيرة المطاطية, كما اقتحم جنود الاحتلال الجهة الغربية من القرية لمطاردة الشبان,وتعمدوا إطلاق الأعيرة النارية علي المواطنين وإطلاق ثلاثين قنبلة غاز مرة واحدة علي المتظاهرين من مدفع خاص ينصب علي ظهر سيارة جيب عسكرية.