البداية كانت بميدان التحرير الذي انطلقت منه ثورة25 يناير, وفرض نفسه بقوة علي الساحة السياسية وهو ما جعله يحمل الآن قيمة تاريخية التصقت به وهو ما يستلزم تحقيق التطوير الحضاري الذي يضمن له أهميته التاريخية. وبعيدا عن ما يمثله الميدان عن دوره السياسي واستخدامه كأداة للضغط الشعبي فتطويره أصبح واجبا بعد الثورة خاصة مع تلهف الكثيرين بالعالم لزيارته بعد أن تابعوه عبر الفضائيات. بمجرد أن تطأ قدمك للميدان تبهرك مساحته وروح الثورة التي تتنفسها بزيارته ولكن مع انتشار الباعة الجائلين الذين فرضوا أنفسهم بقوة علي المشهد بالميدان للاسترزاق وهو ما أكدوا عليه بأن الميدان أصبح مصدرا رزقا لا يمكن الاستغناء عنه غير عابئين بفكرة التطوير وأهم ما يشغل بالهم هو استمرار تواجدهم بالميدان وضمان مصدر رزق دائم. بالميدان تجد كل أشكال الباعة الذي تتصوره غير عابئين بحرارة الشمس الحارقة ويرون أن تواجدهم حق أصيل لهم ومكتسب حقيقي من مكتسبات الثورة, ولم يقتصر الأمر علي الباعة فالميدان أصبح يفتقد لأعمدة الانارة الكافية وهو ما يستلزم توفير أعمدة للانارة بالإضافة إلي تركيب اشارة المرور الألكترونية. الحاجة أم محمد وابنتها سلمي التي لم تتجاوز ال12 عاما تتواجد يوميا بالميدان وهما من سكان الدويقة توفي زوجها منذ20 سنة لتجد نفسها وحيدة ومسئولة عن سبعة أطفال من الساعة السابعة صباحا وتفترش بضاعتها باحثة عن قوت يومها سوق اليوم الواحد الباعة اختلفت اراؤهم حول فكرة سوق اليوم الواحد فنبرة اندهاش جاوبنا أحد الباعة عن رؤيتهم لمستقبل الميدان والصورة التي يجب أن سيكون عليها فقال: تطوير ايه!! أهم حاجة أكل عيشنا وسوق اليوم الواحد وقف حال لنا لأن أغلب زبائنا من الموظفين من العاملين بالمجمع ومن الصعب عليهم أن يذهبوا خصيصا لأماكن الأسواق, وكشف أن أغلب الباعة مندوبون عن شركات ونقلهم لسوق اليوم الواحد خسارة لهم ومن الأفضل أن يبقي الحال كما هو عليه. ووافقته الرأي أم عبد الله أحد الباعة بالميدان في أن سوق اليوم الواحد خسارة لهم لاقتسام الرزق وتري أن فكرة السوق تصلح لبيع الفاكهة والخضروات وليس باقي البضائع. شباب الثورة وضعوا تصورات حول تطوير الميدان فقال محمد السعيد عضو المكتب التنفيذي لشباب الثورة إن ميدان التحرير أصبح مزارا سياحيا وهو ما يستلزم الاهتمام بواجهته الحضارية لذلك يجب الاهتمام بتطويره من الناحية الجمالية ووضع تصميم جديد يليق بميدان انطلقت منه الثورة علي أن يخصص به جزء لصور مصابي وشهداء الثورة ووضع نصب تذكاري لهم وعلي الرئيس المنتخب أن يحل أزمة الباعة الجائلين وأطفال الشوارع بالميدان الذين اساءوا للواجهة الحضارية للميدان مع توفير تأمين كاف للمليونيات بشكل يضمن أي تطوير بالميدان. وأوضح أحمد حسن أمين الحزب الناصري سابقا أن المتظاهرين من حقهم أن يجدوا الميدان في أفضل صورة حتي وقت التظاهر علي أن يتمتع بالنظافة والمظهر الحضاري الذي يليق بالثورة والمتظاهرين مضيفا أن فوضي الباعة الجائلين أفسدت الشكل الحضاري للميدان علي أن يخصص مكان بالميدان للمنصات وللشعارات وألا يترك لاحتلال الباعة وأطفال الشوارع وأوضح الدكتور عبد الله العطار استاذ الآثار الاسلامية أن تطوير الميدان بحاجة إلي خطة عاجلة ووضع دراسة دقيقة بالتعاون مع خبراء وفنانين تشكيليين لوضع تصور لشكل الميدان والعمل علي تطويره. نصب تذكاري واقترح الفنان التشكيلي جورج بهجوري أن يتم تصميم نصب تذكاري لكبار النحاتين كما هو الحال بالنحت العالمة بأسوان التي اشترك فيه كل نحاتي العالم ومنحوتة من الجرانيت موضحا أن الرسومات ببعض جدران الميدان تحتاج لتطوير وأن الميدان بحاجة إلي رسومات ونحت عالمي يليق بقيمة الميدان الذي انطلقت منه الثورة ويوضع به تمثال بقاعدة كبيرة يعبر فيه عن تجربة النضال الشعبية التي قام بها المصريون كما حدث ببغداد حيث تم وضع نصب تذكاري بميدان الثورة العراقية وظل خالدا رغم الاحتلال. وأوضح اللواء صلاح عبد المعز رئيس حي وسط القاهرة أن هناك خطة لتطوير ميادين القاهرة بانشاء جراجات متعددة الطوابق كما هو بميدان الأزهر وتطوير مداخل الميدان والعمل علي تخصيص مساحات خضراء بالميادين ونافورة بالإضافة إلي تطوير الميادين الداخلية وليس الرئيسية فقط.