اسدلت حشود غفيرة من الليبيين السعداء الذين ملأت دموع الفرحة عيون بعضهم الستار علي حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي امس عندما بدأوا التصويت في اول انتخابات وطنية حرة تشهدها البلاد منذ اكثر من60 عاما. لكن في مدينة بنغازي بشرق البلاد وهي مهد الانتفاضة التي اطاحت بالقذافي العام الماضي والتي تسعي حاليا للحصول علي مزيد من الحكم الذاتي من الحكومة المؤقتة في طرابلس- اقتحم محتجون مقرات انتخابية وحرقوا المئات من اوراق الاقتراع. وفي بنغازي قال شهود أمس إن محتجين اقتحموا مقرا انتخابيا بعد قليل من بدء التصويت واحرقوا علانية المئات من بطاقات الاقتراع في مسعي لتقويض مصداقية الانتخابات. وقال عامل محلي في مفوضية الانتخابات ان صناديق للاقتراع سرقت من مقرين انتخابيين اخرين في بنغازي. وقال اسماعيل المجبالي وهو مسئول محلي في مفوضية الانتخابات ان رجلا اصيب بالرصاص في ذراعه عند مقر اخر هاجمه محتجون. واضاف ان اثار الدماء جراء الهجوم لا تزال علي الارض ونقل الرجل الي المستشفي. وفي العاصمة طرابلس اتسم التصويت بالسلاسة. وتعالت صيحات التكبير داخل مقر انتخابي باحدي المدارس عندما ادلت اول امرأة بصوتها بينما كان الضجيج يملأ المكان بسبب ثرثرة الناخبين المصطافين في انتظار دورهم. وقالت زينب مصري وهي معلمة تبلغ من العمر50 عاما عن اول تجربة تصويت لها في حياتها لا يمكنني وصف هذا الاحساس. دفعنا الثمن شهيدين في عائلتي. متأكدة من ان المستقبل سيكون جيدا وليبيا ستنجح. وقال محمود محمد انا مواطن ليبي في ليبيا حرة.. جئت اليوم لادلي بصوتي بديمقراطية. اليوم اشبه بالعرس لنا. كما توافد النازحون الليبيون من مناطق نسمة ورأس الطبل وغريان وبئر غني بالمنطقة الغربية في ليبيا التي شهدت نزاعات قبلية أخيرا علي مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم واختيار من يمثلهم في المؤتمر الوطني الليبي العام.