في أحد أيام عام1995 دخل علي مكتبي أحد العاملين بمطبعة الأهرام ومعه ابن شقيقته الطالب بكلية الهندسة جامعة الزقازيق وروي ظروفه الصعبة فهو يتيم ووالدته لاتعمل وله خمسة أشقاء هو اكبرهم. تفوق في الثانوية العامة والتحق بكلية الهندسة وأصبح الحمل ثقيلا علي الأرملة شقيقة عامل المطبعة وكل مايطمع فيه أن يعفي الابن من المصاريف نظرا لظروفه الاجتماعية الصعبة. أخذت أبحث في دائرة معارفي عن أحد في هندسة الزقازيق فقفز إلي ذهني محمد حمودة زميل الدراسة بكلية الاعلام وكنا لانفترق طوال سنوات الدراسة واستمرت الصداقة قوية بعد تخرجنا عام1984 عمل معنا محمد حمودة فيالأهرام ولكنه فضل العمل في الرقابة علي المصنفات الفنية في اتحاد الاذاعة والتليفزيون وهو الآن مدير عام بها. اتصلت بمحمد حمودة وقلت له انك كنت تحدثني دوما عن ابن خالتك الذي حصل علي الدكتوراه من احدي الجامعات الامريكية وعاد ليعمل في هندسة الزقازيق. قال نعم. قلت له ذكرتي باسمه قال إنه الدكتور محمد مرسي قلت له سأرسل اليك ابن شقيقة عامل المطبعة لترسله اليه في كلية الهندسة لاعفائه من المصاريف. ذهب الطالب اليه بعد أن حدثه ابن خالته محمد حمودة عن الظروف الانسانية للطالب فاستقبله بحفاوه بالغة واعفاه من المصاريف بعد اجراء بحث اجتماعي ثم قام بعمل اعانة شهرية له من أهل الخير. تدور الأيام ليصبح هذا الطالب الآن صاحب مكتب استشاري شهير ويصبح أستاذ الهندسة المحب للخير رئيسا للجمهورية. إنها دعوة لنا جميعا لنتأمل أول جملة درسناها في سنة أولي ابتدائي من زرع حصد.