لقد خلت أوراق التداعي وما قدم فيها من مضبوطات فحصتها المحكمة فحصا دقيقا من أدلة مادية عتاد وذخائر تطمئن لها المحكمة ويمكن الاستناد إليها. كما خلت أوراق الدعوي وما قدم من مستندات من تسجيلات صوتية كانت أو مرئية ذات مأخذ شرعي وقانوني تطمئن له المحكمة. كما خلت أوراق الدعوي من ضبط أي اتصالات سلكية أو لاسلكية تعتمد عليها المحكمة في الإدانة, كما أن المحكمة لا تطمئن إلي ما تم إثباته في دفاتر مخازن السلاح بقطاع الأمن المركزي المقدم في الدعوي وتطرحها لما يساورها من شك بشأنها, كما خلت أوراق الدعوي من ثمة أدلة فنية قطعية تثبت أن وفاة المجني عليهم والإصابات قد حدثت من أسلحة رجال الشرطة, كما أن جميع التقارير الطبية المرفقة بأوراق التداعي, وإن صح ما أثبت من إصابات لا تصلح دليلا علي شخص محدثها, كما خلت أوراق التداعي من مستندات أو معلومات كدليل جازم قاطع يثبت للمحكمة بما تطمئن إليه من ارتكاب أي من المتهمين الواقعة. وتود المحكمة أن تضيف أنه غني عن البيان أن تؤكد أن ما نسب إلي المتهمين بالاشتراك عن فعل الامتناع لم يتوافر إلي المتهمين الآخرين, وعلي ذلك قضت لهم بما تقدم. ولا يسع المحكمة في هذا المنحي من التداعي بما سطرتها من يمينها الطاهرة وما استقر في وجدانها من يقين وجزم, إلا أن تذكر ما تيسر من آيات الذكر الحكيم لعل من يقرؤها يعود إلي الرشد.. فمن آياته سبحانه: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير. فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعملي, قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يعملون. هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق, لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون.