حالة من السخط سيطرت خارج أسوار أكاديمية الشرطة علي أنصار الرئيس السابق حسني مبارك, وكذلك أسر الشهداء والمصابين فور سماعهم الحكم المؤبد الصادر ضد المخلوع ووزير داخليته حبيب العادلي. فلم تمض دقائق علي انهاء رفعت للنطق بالحكم وزوال الدهشة التي أغرقتهم لعدة ثوان حتي تحولت حالة الفرح المؤقتة التي ارتسمت علي وجوه أسر الشهداء وشباب الثورة إلي غضب عارم بعد أن استوعبوا الحكم.. وأبدوا اعتراضهم بالاشتباك مع بعض أفراد قوات الأمن وقطعهم لطريق الأكاديمية لأكثر من ساعتين تصاعدت خلالها حدة الاشتباكات مع رجال الشرطة بعد أن قامت مجموعة منهم بقذفهم بالطوب والحجارة.. مما أدي لإصابة20 شخصا من الطرفين بعد محاولات.. كر.. وفر.. بين الطرفين وصلت إلي حوالي نصف الكيلو في الشوارع الجانبية للأكاديمية وانتهت بالسيطرة الأمنية واصرار أهالي الضحايا علي استكمال ثورتهم بالتوجه إلي ميدان التحرير, بينما تحولت حالة الترقب الممزوج بالسرور من قبل أنصار المخلوع إلي ذهول من صدمة الحكم ولم تسفر اشتباكاتهم مع رجال الأمن عن وقوع إصابات.. واستقلوا أتوبيساتهم الخاصة إلي منازلهم. أجبرت عملية التأمين غير المسبوقة التي فرضتها أجهزة الأمن علي أسوار ومداخل أكاديمية الشرطة مقر المحاكمة حالة من الهدوء التام بين مؤيدي الرئيس السابق وأسر الشهداء, حيث خصصت بما فرضته من حواجز أمنية ودروع بشرية أماكن للطرفين للتعبير عن آرائهم دون حدوث أي احتكاك بينهما بعدما فصلت بمسافة تقدر ب500 متر وقفت فيها التشكيلات الأمنية وراكبو الخيول التي انتشرت حول أركان الأكاديمية فيما اصطفت سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة علي جانبي مداخل البوابة.. وتم الدفع بتعزيزات من قوات الأمن المركزي مع اقتراب النطق بالحكم بدقائق.. وفور ايداع المتهمين قفص الاتهام, حيث امتلأت الساحة الأمامية للأكاديمية بالمتاريس البشرية استعدادا لما قد يصدر من ردود أفعال من جانب الطرفين.. وشهدت المنطقة المخصصة لأنصار مبارك قبل النطق بالحكم هتافات براءة يا ريس.. براءة يا بطل. سوق عكاظ تميزت المنطقة التي تم تخصيصها لأهالي الشهداء والمصابين بالصخب والزحام الشديد من قبل وكالات الأنباء العالمية والمحلية ومراسلي القنوات الفضائية والصحف, حيث افترشت الوكالات بمعداتها وأجهزة البث المباشر لوقائع المحاكمة تحت مظلات كوقاية لهم من حرارة الشمس القاسية. وبدت العشوائية في طريقة تغطيتهم للحدث وتسابقهم علي تصوير كل صغيرة وكبيرة وتدافع المتضامنون مع المصابين للإدلاء بأحاديث تليفزيونية معهم, حيث حرصت وكالات الأنباء علي التكالب في تناول الأحداث سواء في تصوير حاملي المشانق الذين انتشروا بينهم تعبيرا عن الحكم المتوقع بالإعدام أو إجراء حوارات مع ذوي الضحايا أو بث أناشيد التراس الأهلي المنددة بحكم العسكر والطالبة بالقصاص.. أو فيما يقوم به بعضهم من حمل بعض الدمي للرئيس السابق والمتهمين معه في القضية ومربوطة حول رقبتهم حبال المشنقة. ذهول بعد الحكم فور النطق بحكم الإدانة علي مبارك سادت حالة من الفرحة العارمة بين ذوي الضحايا وشباب الثورة وألتراس الأهلي وأطلقوا الشماريخ والصواريخ والألعاب النارية في الهواء ابتهاجا بحكم الإدانة, لكنهم سرعان ما تبدل الحال وأدركوا باقي الأحكام الخاصة بباقي المتهمين وبراءتهم من التهم المنسوبة إليهم بالفساد.. وتلقي رشوة وقتل المتظاهرين وثاروا غضبا وقاموا بقذف جنود الأمن المركزي التي تواجدت لتأمين مقر أكاديمية الشرطة بالطوب والحجارة وزجاجات المياه الفارغة والأحذية.. غير أنه سرعان ما حاصرتهم قوات الأمن بالتشكيلات الأمنية علي اتجاهي الطريق أمام الأكاديمية لمنع حدوث اشتباكات بين أنصار مبارك وأهالي الشهداء الثائرين.. وحاول بعض الأهالي اختراق الحاجز الأمني والاشتباك مع قوات الأمن ثم ردد المتظاهرون باطل.. باطل.. الشعب يريد تطهير القضاء.. أهم.. أهم.. أهم.. الحرامية أهم.. يا قضاء ارتاح ارتاح.. حقي هايجيبه بالسلاح.. شوفت بجاحة وشوفت جراءة.. دول عدمونا واخدوا براءة. فيما ردد مجموعة من الالتراس الأناشيد الخاصة بهم مثل متخافيش منا يا الحكومة.. جايين الليلة ناويين.. شباب الثورة هايولعوها.. كلمة زمان قولناها للمستبد.. الحرية جاية لابد.. يا حكومة بكرة هاتعرفي.. بإيدين الشعب هاتنضفي. .كما افترش مجموعة من الأهالي وشباب الثورة الأرض بالمقابل أمام قوات الشرطة التي قطعت الطريق العام لمنعهم من الوصول إلي قيادات الأمن الموجودة أمام بوابة الأكاديمية.. مما أدي إلي تعطل حركة المرور بالمنطقة ورددوا هتافات القضاء العالي.. حسني عليهم غالي.. هو ده حال القضاء.. آخر بيحكم بالطلاق.. اضربونا بالرصاص.. القصاص يعني القصاص.. آي يا حكومة لغيتي العدل. وحاولت القيادات الأمنية في باديء الأمر احتواء غضب أهالي الشهداء.. إلا أنه ومع تزايد وتيرة العنف من قبلهم وتهشيمهم لسيارة تابعة للشرطة تصادف مرورها من أمام الأكاديمية اضطرت القوات الأمنية إلي التعامل مع المتظاهرين وإبعادهم عن نهر الطريق لتسيير لحركة المرورية, مما أسفر عن وقوع بعض الإصابات بين الجانبين نتيجة الاعتداء وتطورت إلي مطاردة خلف المتظاهرين لمسافات بعيدة لفتت أنظار المارة وقاطني المنطقة المتاخمة للأكاديمية.