إن مانشاهده الآن في كثير من الفضائيات وفي بعض وسائل الإعلام عند تقييمها لنتائج أول إنتخابات تعددية في مصر لاختيار رئيس الجمهورية القادم بعد سقوط النظام القديم يعتبر بكل المقاييس إعلاما فاسدا إعلاما لايطبق أيا من القواعد والمعايير المهنية التي تهتم في المقام الأول بالموضوعية وألا يكون دور الإعلام هو الهدم بل البناء وأن يعمل علي توجيه المجتمع والارتقاء بمستواه وليس دفعه الي التناحر والشد والجذب ودفعه لأن يمسك معول الهدم للقضاء علي أي شعور بحلاوة أول تجربة حقيقية لإختيار رئيس الجمهورية بقرار منا نحن كشعب وبدون تزييف أو تزوير. أقول هذا بعد أن تم إعلان المؤشرات الأولية لنتيجة الجولة الأولي وكانت تشير الي دخول كل من المرشحين د. محمد مرسي ممثل الإخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق جولة الإعادة بعد أن تفتت الأصوات بين11 مرشحا تقدموا لهذه الانتخابات في الجولة الأولي وكان النصيب الأكبر من هذه الأصوات قد ذهب الي كل من د. محمد مرسي نظرا لعمليات الحشد الكبيرة التي قام بها الإخوان المسلمون لمرشحهم يليه بأصوات قليلة الفريق أحمد شفيق الذي رشح نفسه كمستقل والذي ركز برنامجه الانتخابي علي عودة الأمن والإستقرار مرة أخري للمجتمع الذي إفتقده طوال الاشهر الطويلة الماضية بعد ثورة25 يناير وهو ماجعل المواطنين يتجهون نحوه بالفعل بأصواتهم من أجل تحقيق ذلك لكن الإخوة الإعلاميين في الفضائيات لم تعجبهم هذه النتيجة مثلهم مثل كثير من طوائف المجتمع التي تفتتت أصواتهم مع آخرين لكن الزملاء الإعلاميين في الفضائيات الخاصة لم يقدروا أن من أعطي هذه الأصوات لهذين المرشحين هو الشعب وليس أحدا آخر, كما أن كليهما حصل علي أكثر من خمسة ملايين من الأصوات مضافا اليها عدة آلاف أخري من أصوات هذا الشعب وبدلا من أن يقوم الإعلام بدوره الإيجابي بتوجيه الشعب نحو استكمال تجربته الديمقراطية الوليدة وأن يحمسه لكي يذهب بنسبة أكبر لصناديق الانتخابات خاصة الذين عزفوا منذ البداية عن المشاركة في هذه الإنتخابات المهمة ليختار كل منهم من يريد من كلا المرشحين لكن كثيرا من الزملاء الإعلاميين بهذه الفضائيات الخاصة ومعهم بعض الصحف أيضا حادوا تماما عن موضوعيتهم وأعلنوا علي الملأ رفضهم لهذه النتيجة وبدأ بعضهم يتطاول علي أحد المرشحين علي الهواء مباشرة, وآخر يهاجم المرشح الثاني حتي أن أحدهم خرج علي الهواء مباشرة, ليعلن ذلك ويهاجم صراحة أحد المرشحين الفائزين بالإعادة بإرادة شعبية محضة وأراد أن يركب الموجة ويتلاعب بقضية الثورة والثوار وكأنه المتحدث الرسمي بإسمهم وتسبب في حرج للقناة الفضائية التي هرب اليها بعد الثورة مع أنه كان وقت الثورة قد قرر أن يبقي في منزله ولم يخرج إطلاقا وسط الثوار وإكتفي بملايين الجنيهات التسعة التي كان يحصل عليها سنويا والتي فضحه وزير الإعلام وقتها علي الهواء مباشرة وآخر يصف المرشحين الاثنين الفائزين بجولة الإعادة بأنهما بمثابة الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر وثالث إرتدي الزي الأسود بسبب هذه النتيجة ليعبر عن أنه غير راض عنها وكأن رضاء سيادته هو المؤثر في هذه التجربة وليس رأي الشعب المصري ورابع يطالب شباب الثورة بالخروج للميادين لرفض هذه النتيجة دون إعتبار لإرادة الشعب الذي يعتبر صاحب الإختيار الوحيد في هذه التجربة حدث كل هذا وقد نصب هؤلاء الزملاء أنفسهم كأوصياء علي هذا الشعب وركزوا في برامجهم علي أخبار التكتلات والتربيطات والدعوة الي تنازل أي من المرشحين لمرشح آخر لم يفز من الجولة الأولي مما زاد من حيرة المواطنين في كيفية اتخاذ القرار في المرحلة المقبلة, ياسادة ليست هذه هي الديمقراطية وليست مصر كعكة نتحدث عن كيفية توزيعها بعيدا عن صاحبها الحقيقي وهو الشعب يجب أن نركز علي أن ندعو المواطنين لكي يذهبوا الي صناديق الإنتخابات في جولة الإعادة وينتخبوا من يشاءون ولانشوه أيا من المرشحين فأحدهما سيكون رئيسا لمصر ورئيسا لكل المصريين جاء بهما في جولة الإعادة الناخبون وأن نحترم إرادة المواطنين في إختيار من هو الأفضل من وجهة نظر الأغلبية حتي ولو كانت هذه الأغلبية بفارق صوت واحد ياسادة حرام عليكم ماتمارسونه الآن من إعلام هو إعلام فاسد وغير موضوعي وسيحاسبكم الله علي كل ماتفعلونه بحق هذا الوطن حاليا لأن ماتقومون به جريمة لن يرحمكم الشعب فيها بعد ذلك