يعيش أكثر من50 ألف نسمة بقرية عين غصين بالإسماعيلية ونحو23 منطقة تابعة لها من انعدام الخدمات وتجاهل المسئولين لمطالبهم, حيث تذهب المرافق والخدمات للمدن علي حساب القري التي أصبحت كما لو كانت في العصور الوسطي, خاصة مع عدم توافر الخبز المدعم وارتفاع ثمن الأسمدة الزراعية وانقطاع التيار الكهربائي وصعوبة المواصلات. يقول حسين مصطفي موظف إن القطاع الصحي بالقرية مهمل للغاية فلا يوجد سوي وحدتين صحيتين إحداهما بالقرية والأخري بمنطقة طوسون ولا تقدمان الخدمات علي الوجه الأكمل للمرضي لأن المسئول عنها طبيبان تخصص ممارس عام رغم أن القرية تحتاج للتخصصات الأخري نظرا لارتفاع حالات الإصابة بفيروس سي وأمراض الكلي بشكل لافت للنظر والشيء الذي يدعو أبناء القرية إلي القيام بشراء مستلزمات الاسعافات الأولية علي نفقتهم الشخصية قبل التوجه للوحدتين الصحيتين لاستخدامها في العلاج وبخلاف ذلك ينتشر البعوض والذباب والقوارض في كل مكان في ظل غياب حملات وحدات المكافحة التي اختفت منذ سنوات عن ممارسة عملها. ويضيف محمد عطوة أعمال حرة أن مواسير الإسبستوس الضارة للانسان ينقل عن طريقها مياه الشرب للمنازل بالقرية وتصل إلينا مليئة بالشوائب وفي أوقات أخري يتغير لونها للسواد وهذا يدفعنا لشراء المياه النقية من الإسماعيلية وهذا بالنسبة للقادرين ماديا أما محدود والدخل فليس أمامهم شيء يفعلونه سوي اللجوء لمياه الابار للحصول علي احتياجاتهم مضطرين وينتج عن ذلك إصابتهم بأمراض الكلي. لذا يجب تغيير خطوط مياه الشرب رحمة بصحتنا التي لا نملك سواها, وأما الصرف الصحي فلا وجود له لدينا ونضطر للاعتماد علي سيارات الكسح التابعة للوحدة المحلية والتي لا يعمل منها سوي واحدة في مواجهة سيارات أخري ملك للبعض من المواطنين تحصل علي مبالغ تتراوح ما بين15 إلي20 جنيها للنقل الواحدة للبيارات المليئة بمياه الصرف من وقت لآخر, وهذا يتسبب في تلوث بيئي خطير لاسيما وأن البعض من هذه السيارات تلقي حمولاتها في المصارف المائية وترعة السويس. وتشير هدي مصطفي ربة منزل إلي أنه يوجد ثلاثة أفران بالقرية منها واحدة طباقي وهي لا تكفي علي الإطلاق للحصول علي احتياجاتنا من الخبز المدعم حتي الذي يأتي من الإسماعيلية لا يتم توزيعه علي الأهالي بالتساوي وهناك أشخاص يستخدمون الخبز كعلف للحيوان وهذا ليس مزاحا وإنما واقع نعيشه ويجب أن تكون الرقابة لرجال التموين وليس للوحدة المحلية, ونطالب بزيادة حصة الدقيق او افتتاح افران أخري تغطي كثافتنا السكانية الكبيرة أما بخصوص أنابيب البوتاجاز دائما نعيش أزمتها سواء في الشتاء أو الصيف وأسعارها دائما مرتفعة ونحتاج لافتتاح منافذ لبيع السلع التموينية حتي تكون متوافرة بين أيدينا وهذا مطلب سهل تحقيقه. ويوضح صباح عبدالله مزارع أن المزارعين يعانون بشدة في الحصول علي المبيدات والأسمدة الزراعية بسهولة من الجمعيات علي سبيل المثال شيكارة اليوريا تباع مدعمة بمبلغ80 جنيها, وترتفع في السوق السوداء ل150 جنيها وهذا يؤدي لغلاء المحاصيل عند طرحها في الأسواق, والمشاكل لا تتوقف عند هذا الحد بل رفعنا شكوانا للمسئولين عن الري وطالبنا منهم تطهير المصارف من الحشائش حتي تنساب المياه ولكن لم نر أحدا منهم ينصفنا في مطلبنا العادل وبخلاف ذلك ارتفعت المياه الجوفية في الأرض التي هجرها اصحابها بحثا عن مهن أخري وهناك بحيرات مائية في مناطق حنيدق وصباح وأبوطريح نتيجة عدم وجود الصرف المغطي أو المكشوف الذي يستوعب المياه الجوفية المنتشرة, حيث دمرت مساحات من حدائق المانجو, ولابد من تدخل الأجهزة المعنية للوقوف علي هذه المشكلة الخطيرة. ويؤكد محمود عطية طالب جامعي أنه يعاني كثيرا في الذهاب والعودة لجامعة قناة السويس من محل إقامته بقرية عين غصين, حيث يضطر لانتظار سيارات الميكروباص حتي تقوم بتوصيله ومرات عدة يحدث تأخير له ويسبب مشاكل له في منشأته التعليمية أو في منزله علي حد سواء ويوجد لدينا ثلاث ميكروباصات تابعة للوحدة المحلية اثنتان انتهي عمرهما الافتراضي والآخر يعمل بصعوبة وعند الساعة العاشرة مساء تنقطع علاقتنا بالقري المجاورة. ويستطرد شعبان عبدالرءوف سائق قائلا: إن التيار الكهربائي دائم الانقطاع نظرا لقدم المحولات الكهربائية وعدم قدرتها علي استيعاب الكثافة السكانية المتزايدة بالقرية وتؤدي هذه المشكلة لحدوث تلف بالأجهزة الكهربائية وقدمنا شكاوي للقائمين علي قطاع الكهرباء بالإسماعيلية لم يعرنا أحد أي اهتمام منهم. ويطالب مجدي عبدالتواب مهندس بضرورة تغطية مدارس التعليم الأساسي بقرية عين غصين بالمدرسين في مواد اللغة العربية والعلوم والانجليزي لأن ابناءنا يعانون بشدة في اوقات الدراسة من هذه المشكلة التي لا يصلح معها من تدفعهم مديرية التربية والتعليم للعمل بنظام الأجر, حيث يتغيبون كثيرا عن الحصص طوال العام ويجب ان يتم إحلال وتجديد المنشآت التعليمية سواء الحكومية أو الأزهرية ولابد أن تكون هناك مدرسة للثانوي العام أو الفني لأن الطلاب في هذه المرحلة يتنقلون عبر المواصلات للوصول للمدارس المجاورة لقريتنا في ظل معاناة وارهاق شديدين ذهابا وعودة. من جانبه اكد اللواء طارق عبدالقادر رئيس مركز ومدينة الإسماعيلية انه سيعمل جاهدا علي تلافي المشاكل التي ذكرها المواطنون في قطاعات الصحة ومياه الشرب والصرف الصحي والمواصلات والكهرباء والزراعة والتعليم بالتنسيق مع رئيس الوحدة المحلية لقرية عين غصين والأجهزة المعنية لأنها تمس حياتهم اليومية ولا يرضينا مطلقا ان يعانوا منها خاصة المتعلقة بتقديم الحلول الفورية المتاحة أمامنا ويجب أن يعلم الجميع أن قلة الاعتمادات المالية من الدولة هي السبب الأساسي في توقف بعض المشروعات التنموية في ظل الوضع السياسي الراهن الذي نتمني أن تستقر البلاد معه بعد انتخابات الرئاسة وادعو كل من لديه مطلب أن يدق باب مكتبي لقضائه, وهذه سياسة نتبعها في عملنا ودائما نحن في خدمة المواطن الإسماعيلي سواء من أبناء الريف أو الحضر.