المنافسة الشرسة التي تشهدها الساحة السياسية الآن بين المرشحين للرئاسة لا تقتصر عليهم فقط إنما تمتد لما يمكن أن نطلق عليه البطانة الجاهزة التي تلتف حول الرئيس أيا كان اسمه أو وصفه أو أفكاره. لتصنع من نفسها حاجزا بينه وبين الشعب لن نتحدث عن العصور الملكية التي كان يقبل فيها وجود مثل هذا الفساد بالنظر الي ارتباطها بالمستعمر القديم ولكن مع ثورة يوليو عام1952 تكررت الظاهرة وبشكل أكثر حدة حيث استطاعت هذه البطانة الفاسدة أن تغلق الأبواب والنوافذ حول عبد الناصر والسادات ومبارك وعلي الرغم من الشعبية التي كان يحظي بها عبد الناصر فإن التاريخ يكشف لنا أن هذه البطانة كانت وراء الكوارث التي تعرضت لها مصر علي جميع الأصعدة وبلغت ذروتها بهزيمة يونيو عام67 حينما تعرض الجيش المصري لخديعة كبري.. لم يحاول أحد المحيطين بالزعيم الخالد أن يكتشفها مبكرا ليمنع هزيمة قاسية بدون حرب حقيقية. ويطول الحديث عن بطانة النظام السابق حيث نعيش آثارها من خراب ونهب لثروات الوطن وبيع مصر أرضا وشعبا لتحقيق مكاسب شخصية لشريحة محدودة من المحظوظين الذين وصلت ثرواتهم الي المليارات علي حساب شعب يكافح من أجل رغيف الخبز وانبوبة الغاز. الرئيس القادم المنتخب بإرادة شعبية هل يمكن أن ينجو من تلك الظاهرة التي تعبر عن نفسها من الآن عبر وسائل الاعلام وعلي أرض الواقع وتستعرض قوتها ومدي تأثيرها في الرأي العام حتي يبادر الرئيس الي الاستفادة منها أولا ومن ثم تتحول كسابقاتها إلي البطانة الفاسدة العازلة بينه وبين الجماهير. والحل في تقديري ان تطرح هذه القضية علي بساط البحث والأهم أن يخضع اختيار الفريق القريب من دائرة صناعة القرار في مؤسسة الرئاسة إلي معايير وموافقات قد تحتاج مثلا إلي عرض السيرة الذاتية لهم من خلال اللجان المتخصصة في مجلس الشعب حتي يتعرف عليهم الرأي العام وألا تزيد مدة خدماتهم علي فترة محدودة حتي لا يتحولوا الي حيتان وامبراطوريات مغلقة نكتشفها بعد فوات الأوان. [email protected]