مرة أخري نعود للتحذير من تعبيرات لا تصلح بأي حال لوصف ما يجري مهما تكن المواقف من الأحداث الحالية, ونكرر دائما أن مصر ليست كغيرها ولن تكون أبدا تكرارا لتجارب دامية شهدتها البلدان المجاورة. مثل: ليبيا ولبنان وسوريا واليمن والعراق وغيرها ولذلك يكون الانزعاج في محله تماما عندما نسمع من يتحدث عن إمكانية اشتعال حرب أهلية في مصر وآخر يهدد بالقتال وثالث يحلو له الحديث عن ثورة الجياع التي ستأتي علي الأخضر واليابس. وبداية لابد من توضيح الفارق بين من يخاف بالفعل عن هذا الوطن الي الدرجة التي تجعله يفرط في التشاؤم, وبين فريق يعمل عن سبق اصرار وترصد علي الترويج لتلك الصورة السوداء سعيا لعدم تحريك الوضع الاقتصادي نتيجة فزع رجال الاعمال والمستثمرين والضغط علي الجماهير لقبول أي حلول تخرجهم من المصير المظلم الذي تسير مصر نحوه حسب أقوالهم وأفعالهم. ولكن هنا يأتي السؤال: أليست هناك مخاطر حقيقية تحيط بنا ونحن نجتاز المربع الأخير من المرحلة الانتقالية؟ والاجابة هي: نعم كبيرة يراها الجميع من أوضاع سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية بالغة الخطورة وتتطلب من الجميع سرعة البحث عن خطوات الانقاذ ومن ثم الانطلاق نحو النهضة المنشودة, ولذلك كله سيتحقق بانجاز الانتخابات الرئاسية بنجاح وتسليم السلطة في نهاية يونيو ليدرك العالم وقتها وعن يقين أن مصر قد باتت بالفعل دولة ديمقراطية يجري فيها التداول السلمي لسلطة مدنية وهي الضوء الأخضر للبدء في بناء الدولة الحديثة المنشودة. إننا نتحدث هنا عن أقل من ثلاثة أشهر فارقة وان كانت لا تمثل شيئا في عمر الشعوب, ولذلك نقول للفئة الأولي التي يشتد بها الانفعال ان تتريث قليلا ولا تعطي الفرصة للفريق العامل علي إضعاف مصر وتشويه صورتها في الداخل والخارج. ولابد لنا من الإشارة والاشادة بالقوي السياسية والأحزاب الواعية والتي تؤكد باستمرار سلمية الثورة المصرية حتي النهاية, وكنا في أكثر من مناسبة نشدد علي أن هذه السلمية هي أقوي أسلحة الثورة علي الإطلاق, والثورة تعني إجماع الشعب وإصراره في حين تشير الحرب الأهلية إلي وجود انقسام بين الجماهير, أليس كذلك؟!. [email protected]