من يكرم هؤلاء ؟ لماذا أصبحت نهاياتهم الكروية مأساوية ؟ إلي متي يستمر انهيارهم؟ وغيرها من الاسئلة التي تفرض نفسها حاليا علي كرة القدم المصرية وهي تعيش فترة من أصعب فتراتها, مع تجميد النشاط, وعدم وجود ملامح لإمكانية اقامة مسابقات مستقرة. الأبطال هم نجوم حقق عدد كبير منهم بطولات رائعة وانجازات مميزة في بداية المشوار ولكنهم فيما بعد انهاروا وغابوا عن عالم النجومية واصبحوا يسيرون في طريق النهاية الحزينة للمشوار. هناك من اصبح لايجد ناديا وهناك من يعاني من شبح الاستغناء عن خدماته وهناك من اختفي من الصورة. والنهاية واحدة بالنسبة إليهم من يكرمهم لقد اختلفوا مع الجميع واصبح ايجادهم فريقا يحتضن نهاية مشوارهم الكروي بصورة طبيعية امرا مستحيلا. الظاهرة بدأت تنفجر في الأيام الأخيرة مع نجم كبير, وصاحب إسم عملاق في عالم الكرة المصرية, بات مهددا الآن بفقدان كل شيء حققه في مسيرته الكروية, ونسيان سنوات تألقه التي تعود في نفس الوقت الي سنوات ماضية بعد ان اصبحت اسهمه في النازل خلال الاعوام الستة الماضية. النجم الكبير المطارد حاليا بنهاية درامية ومأساوية لرحلته مع الكرة هو أحمد حسام ميدو29 عاما مهاجم الفريق الكروي الأول بنادي الزمالك وأفضل مهاجم مصري احترف في اوروبا وصاحب الرقم القياسي في عدد الأهدافالتي أحرزها لاعب مصري في دوريات اوروبية كبيرة مثل انجلترا واسبانيا وهولندا وفرنسا. ميدو يعاني الآن من استغناء منتظر عنه في الزمالك, بعد أن خرج من حسابات حسن شحاته المدير الفني من جهة بالاضافة إلي نشوب أزمات ضخمة بينه وبين إدارة ناديه حول مستحقاته المالية المتأخرة التي تصل إلي5 ملايين و500 ألف جنيه. ميدو صدر بشأنه اتفاق بين ممدوح عباس رئيس النادي وحسن شحاتة المدير الفني بالاستغناء عن خدماته والخروج من قائمة الفريق في الموسم المقبل ليصبح مهددا بمصير الاعتزال دون تكريم بعد تمرده علي النادي ورفضه الانتظام في التدريبات خلال الاسابيع الاخيرة أو الانتقال لناد أوروبي متواضع والعودة أيضا لتلقي الرواتب الاسبوعية والشهرية والسنوية المتواضعة التي كان عليها في آخر أيام مشواره الاحترافي سوي الأجر بالقطعة مع اياكس امستردام الهولندي أو راتب الألف استرليني الفضيحة الذي كان يتقاضاه مع وست هام الانجليزي آخر ناد لعب له في البريمير لييج. ومصير ميدو المؤلم حاليا هو استمرارا لسيناريو الانهيار الذي أصاب اللاعب في سنواته الأخيرة بعالم الكرة وتحديدا منذ واقعة خلافه الشهير مع حسن شحاتة في فبراير2006 خلال نهائيات كأس الأمم الافريقية في القاهرة عندما اعترض بأسلوب غير لائق علي استبداله في مباراة السنغال. منذ ذلك الحين أصابت ميدو لعنة, فأصبح مطلوبا في أندية المؤخرة في انجلترا وانتقل بين ميدلسبروه وويجان اتلتيك وووست هام ثم لعب بديلا لفترة قصيرة في اياكس امستردام الهولندي. ولم يسجل ميدو اكثر من20 هدفا وهو رأس الحربة خلال مشواره مع تلك الاندية, ولعب للزمالك مرتين الاولي نصف موسم2010/2009 وفشلت التجربة ثم عاود المحاولة في يناير2011 ولم ينجح أيضا في تقديم اوراق اعتماده ولم تزد أهدافه الرسمية علي3 اهداف في عام ونصف العام. ومن ميدو إلي لاعب معتزل إكلينيكيا وهو إبراهيم سعيد32 عاما قلب دفاع الاهلي والزمالك والاسماعيلي والاتحاد السكندري السابق الذي لايجد ناديا يلعب له في مصر منذ نحو عام بعد أن فسخ عقده مع الفريق السكندري. وإبراهيم سعيد له تاريخ حافل مع الكرة حققه في بدايات مشواره مثل الفوز ببطولة الدوري الممتاز3 مرات وكأس مصر مرتين ودوري أبطال افريقيا والسوبر الافريقي بواقع مرة لكل منهما مع الاهلي بالاضافة إلي لقب كأس الامم الافريقية مرتين مع المنتخب الوطني عامي2006,.2008 ولكن إبراهيم سعيد منذ عام2006 تحديدا وهو يعاني من الانهيار في بورصة النجومية وكل تجاربه مع الاندية منذ فوزه وهو لاعب أساسي مع المنتخب بالبطولة القارية فشلت, فرحل من الزمالك بسبب خلاف علي800 ألف جنيه, وفسخ عقده مع الاسماعيلي بعد اتهامات طويلة بالتزوير, ولم يكمل المشوار مع الاتحاد لأسباب مالية وسلوكية, وكذلك لم تنجح كل تجاربه الاحترافية سواء في تركيا مع انقره جودجو ورايز سبورت أو في ليبيا مع أهلي طرابلس. ولم يحاول إبراهيم سعيد الاحتفاظ بعلاقات قوية مع أي ناد لعب له ليخوض مباراة اعتزال عند انتهاء مشواره الكروي في الملاعب, وفي نفس الوقت هو لايجد ناديا يلعب له منذ انتهاء تجربته في الاتحاد السكندري, وفشلت محاولاته في انقاذ مشواره الكروي من خلال قضاء فترات اختبار في أندية امريكية وكندية في العامين الماضيين. موهبة ثالثة كان صاحبها في يوم من الايام أفضل لاعبي الكرة المصرية وأكثرها نجومية ولكنها اليوم لا تطمع سوي في ايجاد مكان في ناد يحصل من خلاله علي فرصة اللعب وقضاء سنوات هادئة في الملاعب وجني أموال تساعده علي تأمين مستقبله المالي, صاحب هذه السطور هو جمال حمزة31 عاما مهاجم الفريق الكروي الاول بنادي الجونة مع ايقاف التنفيذ وهو لاعب كان اسما مرموقا في الملاعب بين عامي2008,2001 ثم ادت سلوكياته وخلافاته المستمرة مع المديرين الفنيين, وايضا الاشتباكات مع الادارة حول الراتب السنوي هو السبب في انهيار اسهمه في عالم النجومية حتي اصبح الان لاعبا مع ايقاف التنفيذ جمال حمزة حاليا لايطمع من الكرة سوي في اتمام صفقة انتقاله من الجونة الي الانتاج الحربي للعب في الموسم المقبل, ولكنه في المقابل فقد كل الفرص التي اتيحت له لأن تكون له نهاية سعيدة في الملاعب تتناسب مع بدايته في قطب من قطبي الكرة المصرية وهو الزمالك. جمال حمزة كان نجما من فئة السوبر ستار في الزمالك حتي عام2008 الذي شهد بدايات خروجه عن النص مع انهيار فريق الكرة هناك, وأصبح عدوا للجماهير لا تترك مناسبة الا وتهاجمه عندما لم ينظر الي وضع الفريق الصعب وتراجع مستواه وظل يشترط الحصول علي ملايين الجنيهات سنويا, حتي تم الاستغناء عن خدماته مجانا في صيف عام2009 وسط مباركة جماهيرية. وانتقل حمزة فيما بعد إلي الجونة ولعب هناك موسما بدأ يستعيد خلاله توازنه ليتلقي عرضا للعودة مرة أخري إلي عالم النجومية من خلال بوابة الاهلي ولكنه لم يستمر في الاهلي سوي شهر في فترة الاعداد وجري ترحيله من معسكر المانيا في صيف عام2010 وفسخ العقد. ومنذ ذلك الحين ولعامين كاملين أصبح جمال حمزة نجما من ورق فهو فشل في الجونة عندما عاد إليه بسبب عدم الالتزام بتعليمات المدير الفني وذهب الي مصر المقاصة ولم يحقق تجربة ناجحة هناك أيضا, وحاول اللعب معارا إلي الانتاج الحربي ولكن ايقاف النشاط ابقي الحال علي ماهو عليه. والمعروف ان حمزةعندما يعلن اعتزاله قد لايجد ناديا يوفر له فرصة مباراة تكريمية وبدء حياة جديدة معه بعدما استعدي الجميع في الزمالك وخرج عن النص في الاهلي رغم أنه يسابق الزمن ويتحداه محاولا الحفاظ علي عرشه وهو يقترب من عامه الاربعين إلا أن الصغير والكبير معا يعلمان ان خطأ واحدا كان كفيلا بأن يحرم احد رموز الكرة المصرية من نهاية سعيدة لمشواره الكروي, بل وبات مهددا بأن يختتم مسيرته في صمت مستقبلا دون ان يعلم أحدا. صاحب هذه السطور هو عصام الحضري39 عاما حارس مرمي الفريق الكروي الاول بنادي الاتحاد السكندري والمنتخب الوطني والذي إذا ما عاد به الزمن إلي18 فبراير2008 لاختار البقاء في الاهلي وعدم الاقدام علي خطوة الهروب منه. خطأ عصام الحضري الوحيد ليس الهروب من الاهلي فقط في18 فبراير2008 ولكن تفويته فرصة انهاء مشواره في القطب الثاني الزمالك عندما اتيحت له فرصة اللعب له موسم2011/2010 ولم يستكمل العقد الذي كان يمتد لثلاثة مواسم قضي منها6 اشهر فقط لخلافات مالية الحضري بدأ رحلة السقوط الادبي عندما هرب من الاهلي ليحترف في سيون السويسري لمدة عام ونصف العام حقق فيها لقب كأس سويسرا, ولكنه لم يواصل المشوار في اوروبا وفضل العودة للاسماعيلي موسما ورحل عنه لخلافات مالية ثم انتقل للزمالك في موسم2011/2010 ولم يبق أكثر من6 أشهر ورحل لأسباب مالية, وانتقل للعب في المريخ السوداني الذي انفق800 ألف دولار للتعاقد معه مطلع العام الماضي وايضا رحل عنه الحارس قبل ان يتم عامه الأول بسبب خلافات مالية. الاستغناء عن خدمات محمد عبدالله في ا لمحلة, عنوان برز في الأيام الاخيرة بعد قرار إبراهيم يوسف المدير الفني للفريق الكروي الاول بنادي غزل المحلة الاستغناء عن خدمات لاعب كان في يوم من الأيام حديث مصر كلها, وعرف أنه مشروع نجم كروي كبير. محمد عبدالله لاعب كرة لمع في مطلع الالفية الثالثة عندما قدمه محسن صالح المدير الفني كلاعب أساسي ضمن تشكيلة الدراويش وكان جوكر يجيد اللعب في أكثر من مركز ومراوغ من الدرجة الأولي ونجح في خطف الأنظار وتحول إلي نجم كبير ولكنه الآن لايجد ناديا يستقر فيه. مشكلة محمد عبدالله30 عاما أنه عصبي المزاج, ودائم الصدام مع المديرين الفنيين, وهي أسباب أدت إلي انتهاء مشواره الكروي سريعا في الأهلي عندما كان برفقته لموسم ونصف الموسم, واصطدم فيها مع مانويل جوزيه, ليرحل الي تركيا, واحترف هناك, وقال إنه لن يعود ولكنه عاد من هناكالي الزمالك وكانت لديه فرصة قوية في أن يكون نجما, لامعامن جديد, ولكنه فرط في الفرصة بصداماته مع احمد رمزي ليرحل من الزمالك بسبب أزمة مالية, في عام2009, والغريب أن المال كان سببا في خلافه مرة أخري مع الزمالك عندما عاد اليه لمدة شهر واحد, وفي العاميين الماضين تنقل عبدالله بين حرس الحدود وسموحة وبترول اسيوط وغزل المحلة ولم يجد الاستقرار ويقترب من النهاية الحزينة. جيل الارجنتين2011, هو جيل يذكره التاريخ بأنه صاحب افضل انجاز في تاريخ الكرة المصرية عندما حازوا علي الميدالية البرونزية والمركز الثالث في بطولة كأس العالم للشباب تحت21 عاما. هذا الجيل ضم بين صفوفه من ذكرناهم في سطور سابقة مثل جمال حمزة ومحمد عبدالله, وهو جيل كان مرشحا لأن يصعد بمصر إلي نهائيات كأس العالم ولكنه تعثر كثيرا واصبح افراده ظل لاعبين لا احد يعلم كيف انهاروا بهذه الصورة. هناك علي سبيل المثال محمد اليماني هداف وافضل نجوم هذا الجيل في المونديال, لم يتحمل النجومية الكبيرة التي حاز عليها, ولم يستطع تخطي حادث السيارة الذي تعرض له بعد ميدالية المونديال. وفشلت تجربته الاحترافية في بلجيكا مع ستاندر لييج ومونزا, ومن بعدها عاد الي الاسماعيلي ولعب له فترة لم يوفق فيها وايضا فشل في الاتحاد السكندري وايضا القناة حينما لعب في القسم الثاني وانتهي به الحال في مصر باللعب في نادي مالية كفر الزيات. ويضم القسم الثاني لاعبين آخرين كانوا في يوم من الايام ملء السمع والبصر مثل ابوالمجد مصطفي ظهير ايمن دمنهور ومن قبله حسين امين الذي لعب للاهلي ثم ا نهي مشواره في القسم الثاني. وهناك احمد ابومسلم الذي كان اسما مرموقا في نادي الاهلي ثم ابتعد عن المشهد بعد تجربة احتراف فاشلة في ستراسبورج الفرنسي وعاد للاسماعيلي ليثير الخلافات ولعب لفترة مع الانتاج دون بصمة وحاليا يرتدي قميص سموحة السكندري ولا احد يعلم اين رضا شحاته صاحب الصفقة التاريخية التي انتقل من خلالها من المنصورة الي الاهلي في عام2001 مقابل مليون جنية وكان اغلي لاعب مصري دون العشرين عاما وقتها. ولم يقض رضا شحاته مع الاهلي سوي موسم واحد مميز بعدها جلس علي دكة البدلاء6 اعوام متصلة في الاهلي ثم انبي ثم الجونة وكل آماله ايجاد ناد ينهي به حياته الكروية ولو كان المنصورة. وهناك وائل رياض لاعب الاهلي والحدود والاتصالات والجونة, وهو لاعب سيئ الحظ بسبب الاصابات العديدة التي تعرض لها ولكنه لايجد ناديا وهو يقترب من30 عاما لقضاء اخر فتراته ويرفض اعلان اعتزاله رغم صعوبة انضمامه لأي ناد وآخرها اتحاد الشرطة. خارج دائرة جيل2001 هناك لاعبون آخرون طالما شغلوا الرأي العام في الماضي وكانوا يشكلون محور قضايا رأي عام ولكنهم سرعان ما اختفوا سريعا واصبح مصيرهم الكروي مهددا. لا أحد ينسي مصطفي جعفر31 عاما حاليا كان محور صراع ساخن بين الاهلي والزمالك في صيف عام2005 وفاز به الزمالك مقابل مليون و300 ألف جنيه رقم قياسي وقتها, ولكنه ظل كبديل في الزمالك وفشل بعد خروجه من القلعة البيضاء في ايجاد نهاية جميلة وفشلت تجاربه في المصري البورسعيدي وانبي والاسماعيلي وطلائع الجيش, وحاليا هو يلعب في السكة الحديد وهناك عمرو سماكة29 عاما( الحريف) الذي تسبب في مقاطعه تاريخية بين الاهلي والزمالك والوصول الي ساحات النيابة, وتبادل الاتهامات بين الطرفين, في صيف عام2005 عندما كان يلعب في الترسانة, وانتقل للاهلي مقبل مليوني جنيه وكانو يطلقون عليه أبوتريكة الجديد, ولكنه سقط في فخ النجومية ولم يتحمل ضغط الفانلة الحمراء وارتكب أخطاء قاتلة ادت إلي خروجه بصورة درامية من الاهلي عام2007 بعد ثبوت تعاطية مادة ممنوعة, ولعب لفترة في كاظمة الكويتي ثم انتقل لعدة اندية مصرية في الأعوام الثلاثة الأخيرة فشل فيها في احياء نجوميته مع فرق بتروجت والجونة و طلائع الجيش.