محمود الخطيب أو "بيبو".. أحد أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة المصرية على مدار تاريخها, وهو اللاعب المصرى الوحيد الذى نال شرف الحصول على جائزة أفضل لاعب إفريقى عام 1983. بدأ الخطيب مشواره مع الأهلى عام 1971 وأمضى معه 16 عامًا قبل أن يعتزل عام 1987 بسبب الإصابات، وأحرز مع "القلعة الحمراء" بطولة الدورى العام 10 مرات وكأس مصر 5 مرات وببطولة الأندية الإفريقية أبطال الكئوس 3 مرات والبطولة الإفريقية أبطال الدورى مرتين وبلقب أحسن لاعب فى مصر 5 مرات, واختير الخطيب عضوًا فى اللجنة الدولية للعب النظيف بعد أن خاض 450 مباراة محلية ودولية دون أن يحصل على عقوبة واحدة. وبعد الاعتزال تدرج فى المناصب الإدارية بالأهلى حتى أصبح نائب رئيس النادى, وفى عام 2000 اختاره الاتحاد الدولى للتأريخ وإحصاءات كرة القدم (IFFHS) أحسن لاعب مصرى فى القرن العشرين, وفى عام 2007 اختاره الاتحاد الإفريقى (الكاف) للمركز الثانى فى قائمة أفضل 30 لاعبًا فى تاريخ الكرة فى إفريقيا. وأصاب خبر إصابة نائب رئيس الأهلى الحالى محمود الخطيب بورم خبيث قبل أن يؤكد "بيبو" أنه حميد, جماهير الكرة المصرية قاطبة وليست الأهلاوية فقط بحال من الحزن الشديد، وظهر ذلك من خلال سيل الاتصالات الهاتفية الذى اكتسح البرامج الرياضية للاستفسار عن طبيعة مرض الخطيب, فضلاً عن آلاف التعليقات على المواقع الرياضية التى بثت خبر المرض. وكشف أسطورة الكرة المصرية ونجم منتخب "الفراعنة" السابق عن خضوعه لجراحة فى فى ألمانيا خلال الأيام المقبلة لاستئصال ورم فى المخ سبّب له بعض المضاعفات والآلام فى الشهور الأخيرة. ووفقًا لنصائح الأطباء، كان الحل هو التدخل الجراحى، وعلى رغم أن الخطيب طمأن الجماهير على حالته الصحية، وأكد أن ورم المخ الذى يعانى منه هو ورم حميد وليس خبيثًا، إلا أن الجماهير المصرية تترقب يوم الجراحة للاطمئنان على "بيبو"، صاحب الشعبية الأعلى حتى الآن بين نجوم كرة القدم على مدار العقود الماضية. من جانبه، حاول الخطيب الظهور قدر الإمكان فى مقر النادى الأهلى، وحضر مباراة الفريق الأخيرة مع سموحة فى استاد القاهرة ضمن منافسات المرحلة الرابعة عشرة للدورى المصرى من أجل نفى "الشائعات" التى رددتها بعض وسائل الإعلام حول أنه من المحتمل أن تكون هناك خطورة على حياته من الجراحة التى سوف يخضع لها قريبًا فى ألمانيا. ويحظى الخطيب بحب كبير من الجماهير المصرية نظرًا لدماثة خلقه على مدار مشواره الرياضى, فضلاً عن حفاظه على بريق نجوميته حتى بعد اعتزاله من خلال منصبه الإدارى فى النادى "الأحمر". ولد الخطيب فى قرية قرقيرة بمركز أجا فى محافظة الدقهلية التى تبعد عن 110كيلومترات عن القاهرة ومن القرية انتقل الطفل الصغير مع أسرته إلى القاهرة ليعيش سنوات الصبا والشباب. انضم الخطيب لنادى النصر بمصر الجديدة وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره بات اسمه يتردد كثيرًا نظرًا لموهبته الفذة من خلال مشاركته فى دورى المدارس مع المدرسة الرياضية. وكان الخطيب منذ نعومة أظافره يحلم باللعب للأهلى، فقد ولد عاشقا للقميص الأحمر, وسعى فتحى نصير الذى كان يدرب الخطيب فى المدرسة الرياضية إلى نقله للنادى "الأحمر" فوافق الصبى على الفور ولكن صادفته مشكلة لم يتوقعها إذ رفض نادى النصر الاستغناء عنه وظل الخطيب يتدرب فى الأهلى لمدة عام كامل حتى وافق مسئولى النصر على انتقاله وكان عمر الخطيب آنذاك 16 سنة فقط. ولعب الخطيب وهو فى هذه السن مع فريق 18 سنة وكانت أولى مبارياته أمام ناديه السابق النصر, ثم تردد اسم الخطيب بقوة عندما شارك فى فوز الأهلى على الغريم التقليدى الزمالك 7- 1، وسجل الخطيب ثلاثة أهداف "هاتريك"، ثم صعد للفريق الأول ليلعب أولى مبارياته الرسمية أمام نادى البلاستيك فى 15 أكتوبر عام 1972، وفى المباراة ذاتها سجل أول أهدافه ثم توالت أهدافه فى الدورى المصرى حتى وصلت يوم اعتزاله إلى 108 أهداف سجلها عبر 17 سنة متصلة من اللعب والتألق عاصر فيها العديد من المدربين الوطنيين والأجانب وعنهم قال الخطيب: "استفدت من كل المدربين الذين تدربت على يديهم، ولكن كانت الاستفادة الأكبر مع المجرى هيديكوتى، الذى عايشته خلال 6 أو 7 سنوات كان يأخذنى إلى الملعب وحدى ويدربنى على أشياء كثيرة". لعب محمود الخطيب طوال حياته 266 مباراة منها 199 فى الدورى المحلى و18فى كأس مصر و29 فى بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدورى و20 فى بطولة إفريقيا للأندية أبطال الكئوس ووصل إجمالى أهداف الخطيب إلى154هدفًا كان منها 9 أهداف فى كأس مصر و36 فى بطولات إفريقيا والباقى فى الدورى إلى جانب 27 هدفًا مع منتخب مصر مابين مباريات رسمية وودية، وهو لا ينسى أبدًا هدفه فى مرمى الزمالك فى نهائى كأس مصر عام 1978 وكان الأهلى مهزومًا 2-1 فى الشوط الثانى وكان الخطيب يجلس بجانب هيديكوتى ودرجة حرارته مرتفعة وتحامل على نفسه ولعب وسجل هدف التعادل، ثم سجل جمال عبدالحميد وطاهر الشيخ هدفى الفوز لتنتهى المباراة 4-2 ويفوز الأهلى باللقب، وكانت هذه الأهداف والتألق الكبير الذى كان يميزه فى كل مباراة سببًا فى عشق الجماهير له وارتباطها الشديد به وقد علق الخطيب على ذلك كثيرًا وقال: "لا يمكن أبدًا أن أوفى حق الجمهور على.. لأن هذه الجماهير وقفت بجانبى كثيرًا وشجعتنى كثيرًا". حصل الخطيب على العديد من الألقاب وهى أحسن لاعب، وأحسن هداف، وأحسن أخلاق إذ لم يحصل طوال حياته الكروية الطويلة إلا على بطاقة صفراء واحدة فقط. وفى عام 1987جاءت اللحظة التى لم يكن يتمناها ملايين المصريين الذين عشقوا هذا اللاعب وهى لحظة الاعتزال فى مباراة تجمع فيها أكثر من 120 ألف متفرج باستاد القاهرة، إضافة إلى مثلهم أو أكثر خارج الاستاد. من جهته, أكد حسن شحاتة، المدير الفنى للزمالك، أنه يتمنى الشفاء العاجل لمحمود الخطيب، نائب رئيس الأهلى وزميله السابق بالملاعب إذ شارك معًا أكثر من 8 سنوات ضمن صفوف المنتخب الوطنى. وأضاف شحاتة أن محمود الخطيب من الشخصيات الطيبة التى يعتز بصداقتها, مشيرًا إلى أنه على تواصل دائم معه وأنه كان أول من اتصل به ليطمئن عليه. وقال شحاتة أنا والخطيب كنا أول من قام بنبذ التعصب والعنف داخل الملعب، وكان ذلك فى لقاء الأهلى والزمالك عندما ذهبنا سويًا إلى جماهير الفريقين لنوجه لهم رسالة بأن لاعبى الأهلى والزمالك أصدقاء خارج الملعب. وأشار (المعلم) إلى أن الخطيب كان على اتصال دائم به أثناء توليه مهمة المنتخب الوطنى وكان يحرص على تهنئته على أى لقب أو بطولة يحققها المنتخب. بينما قال علاء ميهوب، نجم الأهلى السابق، إن محمود الخطيب من الشخصيات القريبة من قلبى وهو شخص عزيز لكل أهلاوى وزملائه اللاعبين لأنه كان نجمًا كبيرًا بمعنى الكلمة فى سلوكياته وتعاملاته مع الجميع. وأضاف ميهوب: كان لى الشرف أنى لعبت معه حوالى 7 سنوات واستفدت منه كثيرًا, ولن أنسى فى حياتى يوم ما حصلت على فانلته التى تحمل رقم 10 وأتمنى له الشفاء العاجل وأن يعود بالسلامة وينور النادى. من جانبه, قال ربيع ياسين نجم الأهلى السابق والمدير الفنى لمنتخب الشباب: الخطيب من الشخصيات "المهذبة" وقد كنت مقربًا منه وهو قائد الأهلى ومنتخب مصر وهو نموذج يحتذى به فهو يحب بلده ولديه انتماء كبير لبلاده وهو يحتضن الصغار وكل الاحترام له لأنه شخصية ممتازة وأنا تعاملت معه كإدارى فى منتخب مصر وأتمنى له الصحة والعافية. وسرد ربيع ياسين موقف رائع للخطيب معه حيث قال: بعدما انضمت للأهلى أجريت عملية "الزايدة" وأثناء خروجى من المستشفى فوجئت بحضور الخطيب وبسيارته ليوصلنى حتى شقتى بالمنيل وهو كان فى عز مجده ونجوميته وجماهيرته. *الخطيب فى سطور الاسم: محمود إبراهيم الخطيب تاريخ الميلاد: 30 أكتوبر 1954 تاريخ الاعتزال : الأول من ديسمبر 1988 الطول: 184 الوزن: 84 كجم إنجازاته: أحرز 550 هدفًا فى الدورى المحلى وقطاعات الناشئين والبطولات الإفريقية و37 هدفًا إفريقيًا. وحصل على لقب أفضل لاعب فى الوطن العربى عام 1982. وصاحب 180 هدفًا فى الدورى المحلى وأول لاعب فى تاريخ الأهلى ينضم إلى نادى المائة. وكان هداف المنتخب المصرى من 1975 إلى 1986 وأحرز بطولة الأمم الإفريقية عام 1986 بالقاهرة. وساهم فى وصول المنتخب المصرى لدورة لوس انجلوس الأوليمبية 1984، وسجل هدفًا رائعًا فى مرمى كوستاريكا وكانت أول مرة يصل المنتخب المصرى إلى دور ال 8 بعد دورة طوكيو 1964. ويعشق "بيبو" رقم 10 الذى كان يرتديه من نجوم العالم بيليه ودى ستيفانو ومن النجوم العرب السعودى ماجد عبدالله والكويتى جاسم يعقوب.