أبدي خبراء الاقتصاد تخوفهم من فقد السوق المصرية للاستثمارات السعودية القائمة في مصر التي تزيد علي3 مليارات دولار في ظل حالة التوتر الحالية في العلاقات بين البلدين. واشاروا إلي إمكان تأثر الاقتصاد المصري بالسبب من جراء هذه التوترات التي يمكنها ان تؤدي إلي مزيد من انعدام الثقة في مناخ الاستثمار الداخلي. أكدت د. هالة السعيد عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ان استدعاء المملكة العربية السعودية لسفيرها بمصر للتشاور واغلاق السفارة وقنصلياتها في مصر هو رد فعل طبيعي للمظاهرات والاعتصام الذي قام به عدد من الشباب المصري, مشيرة إلي امكان تأثير النواحي الاقتصادية بهذه الممارسات غير المسئولة. وطالبت بعدم تأثر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بأي توترات سياسية بينهما خاصة ان هناك حوالي مليوني مصري بالسعودية سواء للعمل أو السياحة المدنية. وأكدت د. يمني الحماقي رئيسة قسم الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة عين شمس ان هذا القرار مؤسف وسوف يؤثر علي الاقتصاد المصري بصورة بالغة خلال الفترة القادمة في حالة استمراري. واوضحت ان الاستثمارات السعودية والتي تصل لمليارات من اكبر الاستثمارات في مصر بجميع القطاعات سواء الصناعية او التجارية او الخدمية مما يعني تأثر هذه المشروعات سلبيا في ظل توتر العلاقات المصرية السعودية. واشارت إلي ان السعودية من اكبر الدول العربية التي لها علاقات تجارية مرتفعة مع مصر وتستوعب نسبة كبيرة من الصادرات المصرية المختلفة بالاضافة الي تواجد الجالية المصرية التي تعمل بالمملكة والتي تعد من اكبر الجاليات بها واكبر عدد من المصريين العاملين بالخارج في اي دولة. وشهدت علي ضرورة تقيم هذه المشكلة بموضوعية وليس بانفعال من خلال حوار هادئ يشارك به العقلاء من الحكومتين لتقليص هذه المشكلة لتقارب وجهات النظر للوصول إلي حلول نرضي الطرفين فضلا عن اجتماع اصحاب المصالح بين الجانبين لدأبت الصدع دفاعا عن العلاقات الاقتصادية. وطالبت وسائل الاعلام بعدم افتعال ازمة وتحري الدقة في نقل الاخبار وعدم اطلاق الشائعات مما يؤدي لزيادة الحماسة لدي الشباب وبدفعهم لعمل المظاهرات والاعتصامات بعدم مسئولية تؤدي الي كوارث مستقبلا. أعرب الدكتور مختار الشريف استاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة عن شعوره بالصدمة البالغة كمواطن مصري اراء التطورات المثيرة التي طرأت علي العلاقات السعودية المصرية في الايام القليلة الماضية وفي الفترة الاخيرة بصفة عامة. واكد الشريف ان الاقرار البالغة التي يمكن ان تترتب علي هذه الأحداث الا تتوقف عند حدود المؤشرات المالية او العلاقات الاقتصادية العميقة بين البلدين الشقيقين, ولكنه يتجاوز ذلك الي نطاق الحدود النفسية للمواطنين هنا وهناك, فالعلاقات المصرية السعودية ينظر اليها كل عربي علي انها علاقات أخوية أزلية. وحدد الشريف المخاطر التالية التي يمكن ان تترتب علي عدم العمل العاجل لحل هذه الازمة وهي ان مصر في اشد الحاجة الي الدعم المالي السعودي والذي يقدر بقيمة3 مليارات جنيه اضافة الي تدمير السياحة السعودية الي مصر, والصعوبات الجمة التي يمكن ان تحدث للمعتمرين والحجاج المصريين من مثل هذه الاحداث مشددا علي ان الخطر الاكبر الذي يمكن ان ينتج عن هذه الازمة ربما يكون كامنا في قضية العمالة المصرية بالمملكة العربية السعودية فهناك ملايين المصريين الذين لهم عائلات في السعودية ويعيشون بها منذ سنوات وربما عقود مشيرا الي انه هناك تأثير ايضا علي العمالة المصرية الراحلة الي السعودية وامكان الاستغناء عنهم بالعديد من ابناء الجنسيات الاخري العاملة في المملكة العربية السعودية. وطالب الشريف بضرورة ان يعي المواطنون الأضرار البالغة للاقتصاد المصري نتيجة ذهاب بضع مئات من المتظاهرين للاعتصام هنا او هناك ويتركوا مثل هذا الأثر المدمر في العلاقة بين البلدين مضيفا أنه يجب توعية الشارع المصري بأن مثل هذه الأخطاء يدفع المواطن المصري ثمنها. ** سحب السفير السعودي لن يؤدي لقطع العلاقات الاقتصادية بين البلدين قال المهندس حسين صبور, رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين, إن الاستثمارات السعودية تحتل أولوية كبيرة في الاقتصادي المصري, مستبعد أن يؤدي القرار الأخير بإغلاق السفارة السعودية وسحب السفير من مصر إلي قطع العلاقات الاقتصادية بين البلدين.... وأضاف صبور أن رجال الأعمال السعوديين لديهم ولاء شديد للنظام الملكي السعودي, وهو ما وهو, ما يستوجب علي مجتمع رجال الأعمال المصري ضرورة احتواء الموقف بشكل جيد...,. وأشار إلي توصيات النظام السعودي لعبت دورا كبيرا في تعزيز حجم الاستثمارات السعودية في مصر خلال السنوات الماضية, لافتا إلي أن وفدا من200 رجل أعمال سعودي جاء إلي القاهرة منذ سنوات بتوصيات من النظام الملكي السعودي لتعزيز استثماراتهم في مصر, وفي أحد الاجتماعات تعرضوا لمعاملة سيئة من أحد وزراء المالية السابقين, فاضطر عدد كبير منهم للانصراف من الاجتماع ولم يبق منهم إلا7 فقط, وعندما علم وزير الدفاع في ذلك الوقت بما تعرض له الوفد السعودي دعاهم للاجتماع وتقديم التسهيلات اللازمة لهم في مصر, وبعدها حصل الوفد علي قطعة الأرض التي بني عليها الآن مشروع سيتي ستارز.. وأكد صبور, أن جمعية رجال الأعمال ستعمل خلال الفترة المقبلة علي احتواء الأزمة مع الجانب السعودي, خاصة أن الاستثمارات السعودية لم تنسحب من مصر واستمرت علي الرغم من المشاكل التي واجهتها في الفترة الماضية.