لا يزال مشروع مساكن تعويضات النوبيين غير المقيمين وقت التهجير المعروف بمشروع وادي كركر جنوبأسوان ممنوعا من التسليم حتي الآن,علي الرغم من الانتهاء تماما من تنفيذ المرحلة الأولي. منه التي سيستفيد منها1750 منتفعا من قري الكنوز بدهميت وامبركاب ودابود وكلابشة وأبو هور. عبر المنتفعون عن دهشتهم من التأخير في التسليم, رغم أنهم جاهزون للتوطين هناك لبدء تعمير المنطقة الجنوبيةالغربية لبحيرة ناصر ووجهوا نداء إلي المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة لإنهاء حالة الجدل حول التسليم وقالوا ليس من المعقول أن يشيد المشير ومحافظ أسوان اللواء مصطفي السيد هذا الإنجاز العملاق الذي لم يتحقق منذ45 عاما, دون أن يحظيا بالاحتفال به إذا ما تأخر التسليم فيما بعد الانتخابات الرئاسية, في الوقت الذي رفضوا فيه ما وصفوه بمحاولة بعض القيادات النوبية تسويف عملية التسليم علي أساس أن نيتهم إعادة التوزيع مرة أخري بدخول أبناء عمومتهم من قبيلة الفاديجكا وتمسك مستحقي المرحلة الأولي التي تم الانتهاء من أعمالها عن طريق القوات المسلحة ووزارة الإسكان برغبتهم في تعمير أراضي وادي الأمل الذي تصل مساحته الفعلية إلي نحو80 ألف فدان, وأعلنوا تكوين أول شركة مساهمة للعمل في استصلاح الأراضي وتربية الثروة الحيوانية والدواجن وإقامة المزارع السمكية برأس مال50 مليون جنيه, وكل ما يطلبونه تصريح الحكومة لهم بالبدء فورا لدق آبار لاستغلالها في الري بعيدا عن مياه بحيرة ناصر. ويبدأ محمد صالح أحد المنتفعين بالمرحلة الأولي لتعويض النوبيين غير المقيمين وقت التهجير أثناء بناء السد العالي الحديث قائلا: إن كنوز منطقة وادي كركر التي ستضم مساكن المغتربين من قري دابود ودهميت وامبركاب وكلابشة وأبو هور هم المنتفعون بالمشروع في مرحلته الأولي التي تضم بجانب المساكن مراكز خدمية وأسواقا ومراكز شباب ومستشفي عسكريا علي طراز عال وسوف يتم استغلاله كمقر لكلية طب أسوان اعتبارا من العام الجامعي المقبل, وعلي هذا الأساس تم تجهيز وتهيئة المواطنين علي الانتقال إلي هناك, خاصة أن مستوي المساكن خمسة نجوم, وستكون بداية لعودة أبناء النوبة لبلاد الذهب, ويتساءل: إلي متي سيظل هناك تخوف من تسليم المساكن للمنتفعين؟ ولماذا لا يعلن عن ذلك الآن وقبل انتخابات رئاسة الجمهورية حتي يشهد المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري واللواء مصطفي السيد محافظ أسوان إنجازهما علي أرض الواقع, ويتدخل حمدي عبدالظاهر ملتقطا خيط الحديث مطالبا هو الآخر بسرعة تسليم المنتفعين مساكنهم, وقال إن قيادات الكنوز استدعت الدكتور عمر صابر, عضو مجلس الشعب وأحد أبناء النوبة, للاستفسار عن قيامه مع بعض القيادات النوبية بالتوجه إلي مجلس الوزراء وطلبهم تأجيل تسليم مساكن المشروع, رغم أن المعنيين به لم يطلبوا ذلك, فأكد النائب أن سبب ذلك الرغبة في تخصيص أراض زراعية للشباب بجانب المساكن, وهو ما نرفضه نحن في الوقت الحالي ونطالب بتسليم المساكن أولا ثم التفكير في المشروعات الزراعية ثانيا, ويشير إلي أنه تم تأسيس جمعية إسكان تخص جميع المنتفعين وأنهم جميعا يؤكدون هذه الرغبة. وينتقل عبدالظاهر لطرح مطلب آخر يختص بهذه الجزئية حيث إنه, علي حد قوله, تم تأسيس شركة مساهمة لاستصلاح الأراضي وفقا لأحكام القانون المصري رقم8 لسنة1997 وذلك لعرض استغلال مساحات من أراضي وادي الأمل جنوب كركر بنحو15 كيلو مترا, حيث هناك أكثر من80 ألف فدان تحتاج فقط لتخصيص مقنن مائي للري, وسبق للنظام السابق أن خصص منها24 ألف فدان لإحدي الشركات وتوقفت, ويقول إنه يعلم جيدا أن هناك أزمة شديدة ومشكلات في مقننات المياه للأراضي الزراعية, وبناء علي ذلك يطلب التصريح بدق آبار لاستغلال المياه في الري ضمن مخصصات الشركة التي ستكون مفتوحة لجميع أبناء أسوان ولن يقتصر دورها علي العمل في هذا الوادي, ومن الممكن جدا أن تمتد إلي ما تقرر تخصيصه من أراض بمشروع توشكي لأبناء أسوان. ويوضح دهب علي جلال, من قيادات امبركاب النوبية أن رأس مال الشركة المساهمة يصل إلي50 مليون جنيه موزع علي10 آلاف سهم بقيمة500 جنيه للسهم الواحد, وقال إن عمليات استصلاح الأراضي ذات المساحات الشاسعة لا يكتب لها النجاح إذا ما تمت بشكل فردي حيث تحتاج إلي إمكانات عالية لا تتوافر إلا في الشركات الكبري. وتعهد بأنه في حالة موافقة الحكومة ممثلة في وزارتي الزراعة والري علي تخصيص الأراضي ستكون نصف المساحة مزروعة بالقمح والباقي سيتم استغلاله في زراعة النخيل المثمر والأشجار وتربية الثروتين الحيوانية والداجنة وإقامة المزارع السمكية وصيد الأسماك لاستغلال مياهها في ري الأراضي فيما بعد. وجدد حسن فارس حسن مناشدته المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة التعجيل بتسليم المساكن الجاهزة بوادي كركر خاصة أنه لا توجد أي معوقات تقف حائلا لذلك, وقال إن الموافقة علي تخصيص أراضي وادي الأمل ستكون المفتاح السحري لتعمير جنوب السد العالي أمام جميع أبناء المحافظة وعلي رأسهم النوبيون الذين ظلمهم النظام السابق كثيرا, بعد أن ضحوا كثيرا من أجل مصر.