تحول المشهد السياسي في مصر إلي لوحة موازييك كبيرة. الفنان التشكيلي الذي يصنع اللوحة يضع قطعة صغيرة لا يتعدي حجمها2 سم*2 سم في صبر لا يتوفر إلا عنده وبعد أن يضع القطع كلها في اللوحة تخرج لنا في ابهي صورها. وهذا ما يحدث علي الساحة السياسية. الآن القوي السياسية تضع قطع الموازييك بالأحداث التي تصنعها. كل حدث من هذه الأحداث هو قطعة الموازييك. وباستعراض مضمون هذه الأحداث تشعر أنك امام شلة خيوط تشابكت وتقاطعت إلي حد تكوين عقد تستعصي علي الحل فعلي سبيل المثال: * تداعيات أزمة أبوإسماعيل الاعتصام مع انصاره في ميدان التحرير اعتراضا علي قرار لجنة الانتخابات باستبعاده من سباق الترشح للرئاسة. * أبوإسماعيل يعترض علي عدم السماح له مع عدد من شيوخ السلفيين ليري رد الخارجية الأمريكية الحاسم علي اللجنة العليا للانتخابات بأن والدته تحمل الجنسية الأمريكية. * الشاطر يعلن في مؤتمر جماهيري ان اقصاءه جاء نتيجة مؤامرة من بقايا نظام مبارك. * مليونية الجمعة الماضية لتوحيد الصف واقصاء الفلول. * رجب طيب اردوغان يقول في تصريحات صحفية لو كنت مصريا لا نتخبت الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وبعد ساعات يخرج المتحدث باسمه وينفي هذه التصريحات. * أول مجلس منتخب بعد الثورة لم يخرج لنا أي تشريع اقتصادي ينفع البلاد والعباد ولو حتي تشريع بالحدين الأدني والاقصي للأجور. أظن ان قطع الموازييك في اللوحة السياسية المصرية ستظل مرتبكة وحائرة إلي أن يتم انتخاب رئيس جمهورية. لخص هذا المشهد رجل مصري كان يجلس علي مقهي ويجادل أصدقاءه فيما يحدث وبعد جدال طويل قال والله ما حدش فاهم حاجة. رأيت في كلمات هذا المصري البسيط الذكاء الفطري في فهم الأحداث وتوصيفها كما قال أستاذنا الدكتور جمال حمدان في كتابه القيم شخصية مصر فعلا المشهد يسوده الغموض.