تقع عزبة الحلاليف علي بعد كيلو ونصف الكيلو متر من مدينة بني سويف, وهي عزبة ابرز ما يميزها اطنان القمامة التي تحيط بها وتنتشر فيها, وسميت هذه العزبة بهذا الاسم لانها من المناطق التي تقوم بتربية الخنازير بمحافظة بني سويف. وهذا يفسر القمامة التي رصدها الأهرام المسائي في جولته بالعزبة, والحياة البدائية التي سجلها علي السنة سكانها. في البداية قابلني هنري عزيز سعيد الملقب بأبوناير كبير العزبة وبعد ان تعرف علي وتأكد من هويتي الصحفية واطمأن لي اصطحبني إلي منطقة بين الزراعات خلف المنازل بالعزبة تسمي بالمنشر واجلسني وسط زوجات اولاده واحفاده خاصة انهم ينادونه بجدو وبدأ حديثه معي عن اصل وفصل القرية قائلا ان العزبة كانت في الاساس منزلا واحدا فقط لجدنا قليني القبطي الذي جاء من بلدته في مركز البداري بمحافظة اسيوط واستقر هنا في هذا المكان التابع لحوض الشماس نمرة5 التابع لقرية الكوم الاحمر مركز بني سويف وبدأ في قناية( اي تربية) الحلاليف ليقتات منها وكانت في ذلك الوقت التربية متاحة وعمل في التربية اغلب ابناء العزبة لعشرات السنين حتي ان العزبة كانت تشتهر بعزبة الحلاليف نظرا لكثرة الخنازير إلي أن صدر قرار حظر التربية وانتشار مرض إنفلونزا الخنازير فانهينا تربيتها. واضاف ان العزبة بها اكثر من150 منزلا جميع افرادها يعملون في جمع الكراتين والمخلفات والبعض يعمل بالزراعة. فسألته عن هذا الكم الهائل من الخبز الجاف في المنشر وفيما يستخدم؟ وعلم الأهرام المسائي فيما بعد من ابناء القرية ان المنشر مقام علي أرض زراعية منذ4 سنوات مضت. وأضاف فرج ثابت( فلاح): نعاني عدم وجود مدارس بالعزبة واقرب مدرسة للتعليم الاساسي تبتعد عنا مسافة تزيد علي5 كيلو مترات أما مدارس المرحلة الاعدادية فتبعد اقرب مدرسة أكثر من10 كم لذا فمعظم اطفال مصر من المقيمين بالعزبة لايعرفون القراءة والكتابة فمن لديه النية في تعليم الأطفال يعجز بسبب عدم وجود المواصلات.. وأكمل قائلا إن القمامة والكراتين التي يقوم معظم شباب واطفال القرية بجمعها تحتوي علي أكياس ومواد سامة تؤذي وتسمم العديد من ماشية العزبة بسبب ابتلاع تلك السموم والاشكالية الكبري ان العزبة ليست بها وحدة بيطرية والماشية تموت بسبب صعوبة نقلها للوحدة بالمحافظة فتكلفة نقل البقرة فقط علي سيارة نقل تزيد علي100 جنيه فمن يملك تلك الامكانات لعلاج ماشيته. وأشار وائل نعيم( عامل جمع كراتين) إلي اشتغال العديد من الأهالي بالزراعة وتقسم ترعة بليفيا المنطقة الزراعية بالعزبة والمنطقة السكنية ويضطر الأهالي إلي عبور تلك الترعة عن طريق فلوق النخيل التي قمنا بوضعها بالجهود الذاتية وهو ما يعرض الماشية والأطفال للسقوط في كثير من الاحيان بالترعة واكمل قائلا: يعاني كل شباب واطفال القرية الامراض الصدرية والجلدية بسبب العمل بالقمامة وتحدث مرتجفا عن مافيا شراء الخبز المدعم من جميع نواحي المحافظة والذي يقوم كبار العزبة بتجفيفه وبيعه علفا للمواشي. وتحدث عن أهم المشكلات التي تواجه اهالي العزبة وهي في حالة حدوث اي سرقة من العزب أو القري المجاورة يتهمون شبابنا بسرقتها نظرا لخروجنا في أوقات متأخرة من الليل لجمع مخلفات المحلات من كراتين وخلافه وكذلك مطاردتنا من شرطة المرافق والطرق وضباط الاحداث حيث ان المهنة يعمل بها صبية دون السن ويتساءل مرقس: من اين نأتي بعمال وفي بيوتنا عاطلون عن العمل؟. ومن جانبه أكد المهندس مدحت عوض مدير إدارة البيئة ببني سويف أنه سيقوم بارسال لجنة التفتيش علي المنشآت والتي تتكون من مديرية البيئة والصحة والقوي العاملة وشرطة البيئة والمسطحات وعمل محاضر للمخالفين منهم في حالة عدم الاستجابة الفورية للانذار الذي سنقوم بارساله لاهالي العزبة وأكمل بأنه سيقوم بمتابعة الاماكن التي يقومون بجمع القمامة منها وابلاغ مشروع القمامة بالمحافظة وبعد رفع القمامة والمخلفات من العزبة. سأقوم ايضا بارسال مديرية الصحة بالمطهرات لرش العزبة وعربات الكارو من خطر القوارض والامراض. اما المهندس طه عبدالواحد رئيس الوحدة المحلية بقرية شريف باشا والتابعة لها عزبة الحلاليف ففتح النار علي تصرفات اهالي العزبة السلبية من شراء الخبز وتجفيفه وعند تحرير المحاضر يقولون إنه بقايا خبز متعفن من البيوت التي نجمع منها القمامة فضلا عن كونها تحتاج لمعاملة خاصة من قبل المسئولين لان معظم قاطنيها من الاقباط ويهددون باختلاق المشكلات مع المسلمين القلة بالعزبة في حالة مضايقتهم في ارزاقهم ووعد بوضع حنفية حريق بالعزبة في القريب العاجل. وطالب أهالي العزبة بتقديم طلباتهم ومقترحاتهم لتطوير العزبة قائلا باب مكتبي لايغلق امام احد.