شهدت منطقة الدراسة مشهدا جنائزيا حزينا, حيث تقدم السيد محمد إبراهيم وزير الداخلية الجنازة العسكرية لشهيد الشرطة الملازم أول أسامة كامل محمد موسي, الضابط بإدارة قوات أمن القليوبية الذي استشهد مساء أمس, إثر إصابته بطلقات نارية من أسلحة آلية أطلقها عليه بعض الخارجين عن القانون كانوا يستقلون سيارة ربع نقل بالطريق الزراعي بالقليوبية, وذلك في أثناء مطاردته لهم, حيث استقر عدد من الطلقات النارية في صدره وبطنه فلقي مصرعه في الحال. وقد تقدم وزير الداخلية المشيعين لتلقي العزاء في شهيد الشرطة الذي لقب بالشهيد السادس, حيث استشهد خمسة ضباط من قبله في شهر مارس الحالي فقط في أثناء تأدية واجبهم في مطاردة المسجلين خطر والخارجين عن القانون. لم تكن أم أسامة تدرك أن القدر الذي جعلها تودع ابنها صباح أمس الأول وهي تدعو له بسرعة إتمام زواجه الذي كان مقررا أن يكون في آخر أيام هذا الشهر, أنها في اليوم التالي سوف تستقبله في الصباح ولكن عريسا في السماء, حيث اجتمع كل زملائه وأصدقائه من الشباب ليودعوه الوداع الأخير يتقدمهم قيادات الداخلية وعلي رأسهم الوزير. وما أن انتهوا من أداء صلاة الجنازة عليه حتي تم وضع الجثمان علي عربة الدفاع المدني التي تقدمت به وخلفها الموسيقي العسكرية حتي مقر تقبل العزاء في الساحة المواجهة للإدارة العامة لفنادق الشرطة. ووقف الوزير إلي جوار شقيق الشهيد, حيث قام بمواساته وتقبل معه العزاء من المشيعين ثم توجه الوزير إلي سيارة الموتي التي تم وضع الجثمان فيها لإلقاء النظرة الأخيرة علي الشهيد, حيث قرأوا الفاتحة وربت علي كتف أم الشهيد التي كانت منهارة علي جثمان ابنها, وقال لها: مش هنسيب ثأر أولادنا وأنا بطمنك أنه خلال ساعات سوف نقبض علي الجناة ونقدمهم للمحاكمة, وابنك شهيد احنا بنكرمه والدولة ستكرمه والملائكة سوف تزفه في السماء. وقال وزير الداخلية: إننا في سبيلنا لتحقيق الأمان والاستقرار الكامل في هذا البلد حتي لو كان الثمن أرواحنا ودماء شهدائنا لن تثنينا عن أداء رسالة الأمن النبيلة, وإذا كنا قد قدمنا6 شهداء في شهر واحد فهذا يعني إننا جادون في أداء رسالتنا, وإذا كنت قد أعلنت من قبل في لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب أن وزارة الداخلية قد تعافت بنسبة60% أستطيع القول الآن إننا قد تجاوزنا هذه النسبة بكثير, وإنه فور أن يأتينا الدعم اللوجستي الذي طالبت به مجلس الوزراء, أعد المواطن المصري بأنه سوف يلمس الاستقرار والأمان في مصر بشكل مباشر, حيث الوجود الكامل لكل عناصر الشرطة في الشارع, وفي مطاردة أوكار المجرمين وفي المواقع الخدمية. ثم اختتم الوزير حديثه بقوله إن جهود الأمن مستمرة لضبط عناصر الفئة الضالة حتي إنه تم القبض حاليا علي الجناة الذين أصابوا ضابطي الإسماعيلية وقتلوا شهيد الشرطة بقنا, كما تم ضبط المتهم الهارب في واقعة استشهاد مدير مباحث السويس بالأمس, وقال إن المنظومة الأمنية في مصر لن تكتمل إلا بثلاثة عناصر: الجهود الأمنية وتجاوب المواطن المصري وتعاونه, ويتوج ذلك الإعلام. التقي الأهرام المسائي بأحمد محيي الدين, زوج والدة الشهيد الذي قام علي تربيته بعد أن توفي والده وهو في سن العاشرة, الذي قال إن الشهيد كان يستعد لإتمام زفافه في نهاية هذا الشهر, بينما لم تستطع والدة الشهيد التحدث عندما سألناها عنه وانخرطت في بكاء مرير.